يعد هرمون الحليب (البرولاكتين) من الهرمونات المفرزة من الغدة النخامية، وهو المتحكم بعملية الرضاعة. يوجد هرمون الحليب (البرولاكتين) بمستويات محددة في الدم ويتراوح معدله الطبيعي ما بين 3 إلى 30 ميللتر. يعود ارتفاع إفراز هرمون البرولاكتين إلى عدة أسباب إما أن تكون الغدة النخامية مصابة بورم ، أو أن يكون كأثر جانبي لاستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الإكتئاب والأدوية الخافضة للضغط و أدوية منع الحمل وغيرها، في أمراض الكلى و أمراض الكبد المزمن أو الإجهاد و الإضطرابات العصبية، و هناك إرتفاع لهرمون الحليب مجهول السبب. و من الجدير بالذكر أن إفراز الغدة النخامية لهذا الهرمون يزداد بشكل طبيعي في حالات الحمل والولادة.
يصاحب إرتفاع هرمون الحليب ضعف وخلل في عملية الإنجاب و انتاج الحليب ، كذلك إنقطاع و ضعف الطمث، و ممكن أن يؤدي إلى العقم حتى و إن لم يكن أي خلل في الدورة الشهرية. والتفسير لظاهرة العقم أن إرتفاع مستوى هرمون الحليب في الدم يتداخل مع عملية إفراز الهرمونات الأنثوية المتحكمة بعملية البتويض و هذا بدوره يقود إلى نقص انتاج الهرمونات الأنثوية، و النتيجة المحتملة حدوث العقم. في دراسة أجريت في السودان في عام 2013 قام الباحثون بتجميع عينات دم من نساء غير قادرين على الإنجاب، و من نساء غير حوامل و غير مرضعات لا يوجد لديهم أي تاريخ مسبق عن وجود خلل في إفراز هرمون الحليب و قادرين على الإنجاب. ثم قاموا بتحليل عينات الدم و فحص مستويات هرمون الحليب و هرمونات الخصوبة مع الأخذ بعين الإعتبار العمر ، الدورة الشهرية ، و إفرازات الحليب.
أظهرت نتائج الدراسة أن 150 من أصل 200 من النساء اللاتي خضعن للدراسة غير قادرين على الإنجاب، و 50 نساء غير حوامل و غير مرضعات و لهم قدرة على الإنجاب . وجد أن 50 سيدة من أصل 150 من النساء الغير قادرات على الإنجاب عندهن إرتفاع في هرمون الحليب مع وجود عدم إنتظام في الدورة الشهرية. حوالي ثلث النساء المصابات بالعقم و الخاضعات للدراسة وجد عندهن فرط في هرمون الحليب (البرولاكتين) و هذه نسبة تتفق مع موضوع الدراسة أن إرتفاع مستوى هرمون الحليب في الدم من الأسباب الشائعة لغياب دورة التبويض و التي تؤدي إلى خلل في الإنجاب.