فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العام للقوات المسلحة الملكية، اليوم الخميس، "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية ، وذلك بمناسبة الذكرى 59 لتأسيسها
وفي ما يلي النص الكامل ل"الأمر اليومي": "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود، تحتفل القوات المسلحة الملكية اليوم ومعها الأمة المغربية جمعاء، بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيسها، وهي مناسبة جليلة وذكرى وطنية غالية، ما فتئت جلالتنا تحرص على جعلها موعدا متجددا لنبلغكم سابغ رضانا وكريم عطفنا، ولإبراز ما حققناه من منجزات وما نستشرفه من توجهات مستقبلية نسهر، بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على بلورتها وتفعيلها، تجسيدا لإرادتنا الراسخة في تحسين أدائكم والرفع من معنوياتكم.
وككل سنة، نستحضر بكل فخر واعتزاز، المحطات الخالدة التي قطعتها القوات المسلحة الملكية، منذ تأسيسها في فجر الاستقلال، حيث جعلها جدنا المنعم محرر البلاد، صاحب الجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، أول رمز للسيادة الوطنية، مسندا لوالدنا صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته، مهمة قيادتها والسهر على تطويرها، فاعتبرها رحمه الله في مقدمة المسؤوليات التي ورثها عن أبيه، واهتم بتسييرها وتكوينها وتأطيرها وتجهيزها.
إن الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة، التي تتزامن اليوم مع ما يعيشه العالم والمجتمع الدولي من تحولات سريعة، أفرزت أشكالا جديدة من التحديات، يقتضي منكم استيعاب الظرفية الدقيقة لهذا الواقع في كل أبعاده، والتعامل معه بكل تبصر وحكمة.
وهو ما يفرض علينا أن نواصل العمل بكامل اليقظة، على صون مقدساتنا، وحماية هويتنا، وتحصين كياننا، مجندين أنفسنا دائما للحفاظ على سيادة وطننا وعلى أمنه ووحدة ترابه.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود، لقد كلل الله جهودكم بالتوفيق، وجعل نتائجها الإيجابية تحظى من لدن جلالتنا بالرضى والاعتزاز، ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نعبر لكم جميعا، بمختلف رتبكم ومكوناتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، عن تنويهنا وإشادتنا بما تحليتم به من قيم العطاء والتضحية والتضامن، التي ميزت أعمالكم وتدخلاتكم في كل المجالات والميادين وطنيا ودوليا.
وفي هذا الصدد نثمن عاليا إسهامكم الفعال إلى جانب المصالح المختصة، سواء في إطار عمليات الإنقاذ والإغاثة، أو من أجل فك العزلة والمساعدة الإنسانية، وإيصال الإمدادات الغذائية والطبية لفائدة المناطق المنكوبة من جراء السيول والتقلبات المناخية القاسية، وذلك تنفيذا لتعليماتنا الملكية السامية، الرامية إلى إسعاف المصابين ومساعدة المتضررين.ونظرا للظرفية الدولية والإقليمية الراهنة، التي تتسم بتعاظم التحديات والأزمات العابرة للحدود، أصدرنا أوامرنا السامية من أجل تفعيل مخطط أمني مشترك يتوخى تحصين أمن واستقرار بلدنا، ضمن عملية "حذر"، إلى جانب القوات العمومية، منوهين بكم أفراد الجيش والدرك الملكي والأمن الوطني، وكذا بالقوات المساعدة والوقاية المدنية، مهيبين بكم بالمواظبة على العمل الدؤوب والانضباط لصون أمن الوطن والمواطنين.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود، إن مقومات وقدرات الجيوش الحديثة، ترتكز أساسا، علاوة على العتاد المتطور ووسائل الدعم والإسناد اللازمة، على نوعية التكوين وكذا المعنويات العالية التي تمكن من التأقلم السريع مع المتغيرات الميدانية. من أجل ذلك، حرصت جلالتنا دوما على ضرورة التكوين العسكري والتدريب الميداني وجعله أرضية صلبة لبناء الكفاءات وتعزيز القدرات، وتأهيل الجنود معنويا ليواكبوا كل المستجدات التي يتطلبها اتساع نطاق المهمات الموكولة إليهم.
وهذا ما تأتى لنا بعون الله وحفظه، إذ أصبح تكويننا العسكري يرقى إلى مستوى طموحاتنا، ويحظى بالمصداقية والسمعة الطيبة دوليا وقاريا، حيث ساهمت مدارس ومراكز التكوين والتدريب العسكرية في إشعاع وتفتح قواتنا المسلحة الملكية على محيطها الخارجي، من خلال احتضانها سنويا لعدد من الدورات التدريبية لفائدة المنتسبين لدول شقيقة وصديقة.