معدّل استهلاك الحليب بالمغرب مقلق لهذه الأسباب

تُعتبر عملية مُعالجة الحليب بدرجة حرارة عالية UHT  وتعبئته في علب مُعقّمة السبيل الأمثل للحفاظ على حليب صحّي دون أيّ مواد حافظة لمدة طويلة.

 يُعدّ الكالسيوم عنصراً أساسياً في بناء الهيكل العظمي والحفاظ على كتلة العظام في جميع مراحل الحياة. ولأن الجسم لا يُولّف الكالسيوم، يجبُ توفير هذا الأخير عن طريق الطعام وخاصة الحليب ومنتجات الألبان التي تُشكّل أفضل مصدر للمواد المُغذّية . م تكّنُ هذه الميزة الفريدة الحليب من توفير العديد من الفوائد لصحة الأفراد: صحة العظام، السيطرة على الضغط الدّموي، التحكم في الوزن أو خفض خطر الإصابة بداء السكري نوع 2 وسرطان القولون والمُستقيم.

يُشكّلُ الحليب ومنتجات الألبان جزءا لا يتجزأ من نظام غذائي صحي ومُتوازن. تُوصي وزارة الصحة في المغرب بالاستهلاك اليومي لكوبين من الحليب، أي ما يُعادل 125 مل لكلّ كوب عند البالغين، كما تُوصي بكوبين من 250مل بالنسبة للأطفال بعد انقضاء فترة الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، يبقى معدّل استهلاك الحليب في المملكة الذي يصلُ إلى 66 مل يوميا ، أقلّ بكثير مما تُوصي به منظمة الصحة العالمية  OMS والمحُدّد في 250 مل يوميا.

يقول الدكتور جعفر هيكل، طبيب التغذية، ومتخصص في الأمراض المُعدية والأوبئة وبروفيسور في الطب الوقائي مُعلقاً على الموضوع:  ''هذا الوضعُ مُقلق، لأنه يخلق  ''عبئاً مُزدوجاً '' بخصوص الأمراض المتعلقة بالنقص في المغذيات الدقيقة. يُعرّضُ الاستهلاك المُنخفض للحليب الطّفل إلى خطر إصابته بالكُساح المزمن والتأخر في النمو، أما عند البالغين، فيُسبّب انخفاض مُعدّل الكالسيوم في عظام هشة، ويزيد من خطر الإصابة بداء هشاشة العظام. ''

ميزات تعبئة الحليب في علب كرتونية مُعقمة

للحفاظ على الحليب بشكل جيّد وبعيداً عن أي تلوث، تبقى التعبئة في علب كرتونية مُعقّمة السبيل الأمثل في السوق: تضمن الطبقات الستة التي تدخُل في تركيب العبوة حفظ الحليب لفترة أطول، دون موادّ حافظة ولا تبريد. تمكّنُ هذه الطبقات المصنوعة من الكرتون )لضمان القوة والصلابة(، والبولي إيثلين )بلاستيك غذائي يضمن الإغلاق المُحكم( والألمونيوم )الذي يحمي من الضوء والأوكسجين(، من الحفاظ على حليب صحّي خارج الثلاجة ولمدة 6أشهر قبل فتحه. وبالتالي، تُستخدم العلب الكرتونية المُعقمة كثيراً في حفظ حليب .UHT

فوائد حليب UHT

تطمحُ الأسر التي تختار هذا النوع من الحليب إلى استهلاك حليب دون مواد حافظة م يكن حفظه لمدّة أطول من أنواع الحليب الأخرى ولأنه يحتوي على جميع الفوائد الأساسية لصحّة أفضل. تبدأ عملية إنتاج الحليب UHT(المُعالج بدرجة حرارة عالية( من الحصول على حليب أبقار تعيش في بيئة نظيفة ومُعقّمة، وفقاً للتعريف المُعتمد من قبل المؤ مر الدولي الأول لمكافحة الغش الغذائي سنة 1908 للحصول على الحليب النظيف: «الحليب هو المُنتج الكامل الذي نحصل عليه من الحلب الكامل لبقرة حلوبة، تتغذى جيداً وغير مُجهدة. يجب أن تتم عملية الحلب في ظروف نظيفة .» يتمّ بعد ذلك، جمع الحليب في مراكز متخصصة وتبريده إلى 4°C قبل نقله في حاويات نظيفة. بعد استلامه، يخضع الحليب للاختبار للتأكّد من جودته. يتمّ تسخين الحليب تحت درجة حرارة 135-150°C خلال 3 أو 4 ثواني، ثمّ يُبرّدُ مباشرة تحت درجة حرارة 20°C . وبهذه الطريقة، تقتُلُ عملية UHT كلّ البكتيريا المضرة بالصحة وتحافظ على الفوائد الغذائية للحليب: تسمحُ هذه العملية بالحفاظ على معظم الفيتامينات والموادّ المُغذّية فيه. تحدّ معالجة الحليب تحت درجات حرارة عالية ) UHT ( من التغير في المواد الدهنية، وتسمحُ بتمسّخ منخفض للبروتينات وبترسيب جزئي للأملاح المعدنية، وبالتالي تُحسن من هضم البروتينات في المعدة.

تجدرُ الإشارة إلى أنه يمكن حفظ حليب UHT لبضعة أشهر خارج الثلاجة، ومن الضروري أن يوضع في الثلاجة بعد فتحه مباشرة، كما يجبُ أن يُستهلك في غضون 3 إلى 5 أيام.

      

Read Previous

الأمانة العامة للبيجيدي تنوه بنبل قرار استقالة الشوباني وبنخلدون من الحكومة

Read Next

ستة آلاف مدرسة بالمغرب لا تتوفر على تجهيزات صحية