عرفته صحافيا في إحدى أقدم اليوميات المغربية، يقول عن نفسه أنه لا يهتم بالأخبار لأن لا أخبار له، وأنه يهتم أكثر بالصحافة التحليلية، أو المقالات التحليلية من أجل تصريف خلاصات وترسيمها. لكنني لم أفهم علاقة المقالات التحليلية بأحد أباطرة المخدرات بالمغرب، لم أفهم حينها علاقة منير الرماش بكاتب صحافي يدعي القراءات التحليلية للحياة السياسية المغربية، لكن بعد أن علمت أن منير الرماش نفحه ما أراد ليكتب عن خصومه فهمت حينها أن التحليل مرتبط بالمال، وأنه تحليل لا يملك الحرية الضرورية ليضمن موضوعيته ومصداقيته، لهذا لم أستغرب عندما ارتبط صاحب التحليل بصاحب الكامون والمال الذي لا ينضب، منير الرماش لم ينفح صاحبنا إلا دراهم معدودات لكي ينتصر له ويجلد خصومه ومع ذلك التزم معه.
لقد كان صاحبنا آنذاك يبحث لنفسه عن موارد إضافية حتى يغطي مصاريف الحياة، إنه المدخل ومنذ أن تلقفه الكاموني الأول وهو لا يكتب إلا عن خصوم الكامون، مواضيعه لا تتغير، نفس المقالات نفس الشخوص، نفس المواضيع، كل الأخبار المسيئة للمغرب والتي تكتب بشكل سلبي عن المغرب، أخبار "إله الكامون" مقالاته، خرجاته الإعلامية، كتابه الأخير، أشخاص بعينهم داخل المغرب، يتصور إله الكامون أنهم يشكلون سدا منيعا يمنعه من الوصول إلى مبتغاه، أشخاص بعينهم يتصور إله الكامون أنهم يمثلون المعارضة التي يريد، انتقاهم من قبل، في ساحات الإحتجاج، تعهدهم و تكلف بمصاريفهم و تأطيرهم و توجيههم لكي يتحركوا في لحظة معينة، يريدهم أداة بين يديه، و لا يكتب صاحبنا إلا عنهم كأنه يكتب لصاحبه، يكتب له حتى يقرأ في "ألف بوست" ما يجول بخاطره في مواضيع معينة، لا يكتب إلا من محبرة الصحافة المعادية للمغرب و لمصالحه الإستراتيجية، و لهذا نجده كل مرة يجتر ما يقال هنا وهناك في صحافة الجزائر حول قضية الصحراء، يكتبها و كأنه يغار على مصالح المغرب و يخاف عليه فإذا به يكتب لينفخ في مناورات الخصم و يخوض ضدنا حربا نفسية ليضعف معنوياتنا لكن هيهات أن ينال منا ومنها حتى لو نال من إله الكامون كل أموال الدنيا.
يقول معلمه الكاموني على لسان صاحبه أن تكتب حول موضوع معين مرة واحدة لا يكفي ولهذا فعليك أن تكتب مرات ومرات عن نفس الموضوع و تعود كل مرة إلى التركيز على أشياء و أشياء حتى ترسخ لدى نفسك و لدى قرائك كل الكذب الذي تريد، و هكذا يعيش صاحبنا على مقالاته التي يستنسخها كل مرة، و في غياب الأخبار الموثوقة فإن صاحبنا لا يكتب إلا الأخبار المختلقة التي يختلقها صاحبه الكاموني و يزرعها له في المخ و العقل الباطني على أساس أنها معلومات موثوقة استقاها صاحبه الذي يتوفر على شبكة من المراسلين الذين يعيشون في أكثر من موقع و خصوصا المربعات المحصنة…
فحقوق الإنسان في المغرب لا يمثلها إلا السكاكري والبزناس والإرهابي والعسيكري، والحقيقة في الصحراء لا يمثلها إلا الديمقراطي الكبير محمد عبد العزيز ومناضلو الحرائق والكوكتيل مولوتوف وتجار الحشيش و السموم المهربة وكل الممنوعات، الذين يتحولون بقدرة قادر إلى حماة لحرية التعبير و مناضلي الرأي المدافعين عن حق محمد عبد العزيز في اقتطاع جزء من أرضنا ليسود اللاقانون و تجارة الممنوعات… إنه منضور إله الكامون للوضع في المغرب.
الحمد لله الذي مكننا من معرفة المكنون في صدور كل واحد منا طوال الأيام التي سميت ربيعا، الأيام التي سميت حراكا، فعرفنا منهم ماذا يريدون و إلى ما يتطلعون، قبل أن تترسم الأمور في ليبيا ومصر واليمن و سوريا و العراق و تونس و تنهار الدول ويسود اللاقانون بمسمياته المتعددة و نعيش واقع الحرائق و الجثث و الجنائز و اللاجئين والفقر والأوبئة وهو واقع لا يعيشونه معنا، لقد اختاروا منذ البداية أن يعيشوا بعيدا عنا، ليتفرغوا لتدريس أبنائهم و بناء مستقبلهم بعيدا عنا و لا يهم بالنسبة لهم أن يتحول المغرب إلى خراب.
لكل حساباته، إله الكامون يدخل المعركة بمنطق "لاعب معاكم ولا حراما"، فإما مجلس العائلة الذي يضمن لي التواجد حيث أريد أو أهدم البيت بما فيه و ما عليه، و لأن خدم و حشم أهل الكامون غير معنيين بمجلس العائلة ، فإن الكاموني الأول يضمن لهم ألا ينضب الصنبور و"الطماع لا يقضي عليه إلا الكذاب"، لهذا نجد كبير الخدم والحشم الذي استفاد من إعانات مباشرة ليشتري بيتا للعائلة في تطوان و يقول أنها سلف بدون فائدة أخده من رجل يمارس العمل البنكي بدون فوائد مع عينة من الناس و لا يأخد من الناس إلا فوائد معنوية و هي بالمناسبة قروض لا يستفيد منها إلا الذين يتموقعون في مواقع إعلامية أو مرتبطة بالمعارضة اللفظية كحال صاحبنا الذي بنا له موقعا إعلاميا لا يقرؤه أحد، يكتب لنفسه و لإِلَهِهِ حتى يرفع من معنوياته لأنه لا يحب أن يقرأ الأخبار التي تتحدث عن الواقع و تبعث الأمل في النفوس، يريد فقط أن يقرأ الأخبار السوداوية التي ترفع معنوياته و تمني النفس بالأشياء التي لن تحدث و لن ترى النور أبدا " ياك قريبة تنوض، اقريبة تشعل، نعام أمولاي عندهم شهر و لا شهرين على أبعد تقدير، فلان مبقاش كيبان فالتلفزة مغضوب عليه، و فلان راه زلق حدا لابيسين و را جارية شي حاجة ما مفهوماش فالصحراء و البوليساريو غادي يبدا الحرب عما قريب و داعش راه غادي يرجعوا وووو….".
موقع "أمير بوست" الذي لا تأثير له لم يعد كافيا لرفع المعنويات و الإستعداد للمرحلة المقبلة يتطلب شيئا آخر، فالكتابة الرقمية لا تكفي و المعركة تتطلب تلفزة كامونية خاصة فقط بأهل الكامون حتى تكتمل عندهم الصورة، إنه المشروع المستقبلي لأهل الكامون و صاحب "أمير بوست" يروج وسط "الطماعة" أنه سوف يحصل على تمويل أوروبي (أي كاموني) من أجل إطلاق تلفزة من الجيل الجديد خاصة فقط بأخبار الكاموني لأن رفع المعنويات يحتاج اليوم إلى الصورة و الصوت لأن لها وقع تعبوي كبير أكثر من الكتابة.
"أمير بوست" يريد التلفزة للكاموني الأول و يريد بيتا جديدا حتى يضمن ولاء عائلته التي تتساءل عن الفائدة المادية من تبعيته الكاملة للأمير و عن الناس الأقل ارتباطا منه و التي نالت حضوة أكثر و أموالا أكثر كحال الذي لا بيعة له، الذي يتكلف الأمير بمصاريف دراسة إبنه في الخارج، أمير بوست أخد وعدًا بذلك حتى يستقر خارج إسبانيا و أخد وعدًا بتمويل مشروع مطعم تابع لإحدى الماركات العالمية الخاصة بالوجبات السريعة و لا يملك لحد الآن إلا 300 ألف أورو تم تحويلها لحسابه في إسبانيا مباشرة من أمريكا و قام بكل الإجراءات لكي يتم التحويل المقبل إلى حساب جديد في جبل طارق.
ألم أقل أن صحافة الكامون تعيش أزهى أيامها فمن الموقع إلى التلفزة و من التلفزة إلى البيت و من البيت إلى مشروع مطعم و ما عليك إلا أن تكتب عن البوكسور و السكاكري و البزناس و الإرهابي و العسيكري اللذين يمثلون المعارضة الكامونية و أن تبخس كل المجهود التنموي في الصحراء و تُرَمِّزَ أميناتو حيدر و تنفخ في جبة محمد عبد العزيز و لا تتذكر السدود إلا عندما تفيض حقينتها و لا تتذكر الأوطوروت إلا عند مصاب جلل في طرقها و لا تتذكر طماطم المغرب إلا عندما يتصيدها الفلاحة الإسبان و لا تتذكر السماء الماطرة خيرًا إلا عند الكوارث و لا تتذكر إعادة إيواء قاطني دور الصفيح إلا عند مطالبة المستفيدين بأكثر من حقهم و لا تتذكر كهربة العالم القروي إلا عند حصول احتجاجات بعد موسم سياحي مثمر استفادت الناس من عائدات كراء منازلها للغرباء المتهورين في الإستهلاك ، إنها ثقافة الكامون "ضرب معايا و تخلص" "أعطيهم… أنا موجود" تكلم عن الحرية و لا تقل أني ديكتاتور لا أومن إلا بنفسي و مصالحي، إضرب تغنم حتى أقتسم معك الغنيمة، فمالي مال موروث و هو غنيمة لي و لكم حتى نسود، أنا أفهم أن يكون الصحافي صحافيا، أفهم أن يستثمر الصحافي في الصحافة لكنني لا أفهم كيف يستثمر الصحافي في المنتجعات و المطاعم.
إنها الصحافة في أزهى أيامها، اكتب قليلا و اغنم كثيرا و في أسرع وقت ممكن لأن العلاقة بين الطمع و الكذب لا يمكن أن تكون مثمرة إلى ما لانهاية، لقد مرت عليها أكثر من عشرين سنة و قريبا ستصل إلى محطة النهاية فاغنم قبل أن يطال مالها الطمث و ينقطع و تنقطع معه كل الآمال الزائفة لأن الشيخ لا يمكن أن يعود إلى صباه و الأيام الزاهية في الصحافة لن تدوم لأن حبل الكذب قصير.