أكاد لا أفهم، ارتفع صوت أمس في بروكسيل يطالب الإتحاد الأوروبي أن يسحب من المغرب صفة الوضع المتقدم والتي خص بها الإتحاد الأوروبي المملكة المغربية كشريك متميز بعد طلب المغرب الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي.
فمن يكون هذا الذي لا يحب المغرب ولا يريد له أن يكون في وضع متقدم في علاقته مع الإتحاد الأوروبي؟ هل هو أوروبي يدافع عن مصالح أوروبا؟ هل هو جزائري أو مواطن دولة أخرى تريد أن يتراجع المغرب إلى الخلف حتى تتقدم هي؟ لا هذا و لا ذاك، للأسف إنه مواطن يحمل الجنسية المغربية مثلنا له بطاقة تعريف مثلنا و يحمل جواز سفر مثلنا ويطلب الفيزا، كي يعبر إلى الضفة الأخرى مثلنا لكنه لا يحبنا، هكذا تعلم في النهج و الجمعية، تعلم أن تختلط عليه الألوان و ألا يساوي الوطن شيئا و أن يتم جلد الوطن و صلبه و العمل من أجل خنقه بجميع الوسائل حتى يسهل الإنقضاض عليه.
فما هي المبررات التي دفعت مغربي إلى الحقد على بلده إلى هذه الدرجة؟ يقول إن وزارة الداخلية منعت بعض أنشطة الجمعية، أن تمنع وزارة الداخلية نشاطا ممكن فقد منعت أنشطة لأحزاب و نقابات و جمعيات لكن لا أحد ذهب إلى بروكسيل يطلب فرض عقوبات على المغرب و تعديل الوضع المؤسساتي للمغرب في علاقته بالإتحاد الأوروبي، مواطن النهج و الجمعية الذي يقول كذبا أنه مغربي مثلنا لم يطلب وقف المساعدات على الجمعية التي تستفيد من برامج الإتحاد الأوروبي من أجل الدفاع عن أشياء و الدفع بأشياء بعينها في مجال الحريات الشخصية، حرية التدين، حرية الجسد، حرية أشياء أخرى…
من يكون هذا المغربي المزيف الذي لا يهمه المغاربة الآخرين الذين يعيشون من الصناعة و الفلاحة التصديرية و يريد من الإتحاد الأوروبي أن يراجع وضعية المغرب و يرفض الإمتيازات التسويقية المعطاة للمنتوج الوطني المغربي؟
لا تستغربوا إذا عرفتم أنه مناضل يساري يعيش في الجديدة، وهو بالمناسبة الكاتب العام للفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في منطقة الوسط.
إنه معلم ليس كباقي المعلمين، معلم لا يمارس التدريس، معلم أعطاه النضال الحق في التعيين في وظيفة إدارية، إنه رئيس قسم الرياضة البدنية في التعليم الإبتدائي نيابة الجديدة، فهل تتصورون أنه بالنظر للأهمية التي تحتلها التربية البدنية في التعليم الإبتدائي فقد تم خلق قسم لها في نيابة الجديدة، و تم وضع المناضل عبد السلام العسال على رأسها، و ما هو دور المناضل الذي لا يحبنا، دوره هو أنه لا يدخل إلى مقر العمل و ليس له مهنة و الدليل هو أن الرجل لم يستفد من عطلته الشخصية و يوجد خارج التراب الوطني في بروكسيل يطلب من الإتحاد الأوروبي أن يعاقبنا.
رجل يشتغل مهمة وهمية بصلاحيات وهمية، موظف شبح و مع ذلك لا يريد أن يبقى شبحا، يذهب إلى الخارج و يقول للجميع أنه غادر التراب الوطني ليشارك في مهمة لا وطنية و يعبر عن رأيه، فهذا المناضل الكبير رجل القيم و المبادئ الذي انقطع عن التدريس و يشتغل موظف شبح بمهمة شبح لماذا لا تحاسبه السلطات العامة حول المال العام الذي يتقاضاه كل شهر و لا يؤدي مقابله شغلا يستفيذ منه الناس و يقضي كل الأيام متفرغا للإحتجاجات بإسم الجمعية و النهج، فإذا كان الرجل مناضلا فأول شيء يجب أن يناضل فيه هو أن يخلص في عمله، و إذا أراد النضال فليتطوع خارج أوقات العمل، و إذا أراد السفر إلى بروكسيل في إطار النضال فعليه أن يسافر أيام عطلته السنوية أما أن يسافر في أيام العمل فهذا غير مقبول، لكن ما العمل مادام أن المؤتمنين على الشأن العام لا يحاسبون الناس حيث يجب أن يحاسبوا.
و المشكل الكبير هو أن الرجل مناضل متزوج من مناضلة عضوة اللجنة الإدارية للجمعية لحقوق الإنسان، زوجته موظفة برتبة "اعريفة" ملحقة بالمقاطعة الرابعة بالجديدة لكنها لا تمارس، دائما متغيبة و تناضل و كل شهر تقبض أجرها، الرجل يناضل في ميزانية وزارة التربية الوطنية و زوجته تناضل في ميزانية وزارة الداخلية و النضال في عرفهم هو أن تقبض و لا تشتغل و ترفع مبادئ كبيرة و تصدر البيانات و تتحرك في كل شيء من أجل إحراج المغرب و محاصرته، فهو وطن بدون حسيب و لا رقيب "مالو سايب و ناسو سايبة و لا أحد يحاسب أي أحد، كن مناضل و افعل ما شئت"، هذا الرجل أعطته أكاديمية وزارة التربية الوطنية رخصة عشرة أيام للذهاب إلى بروكسيل و يطالب بمحاصرة المغرب و مراجعة التعاون معه و تجميد المساعدات و رفض سلعه.
فهنيئا لنا جميعا بالمسؤولين عن الأكاديمية و الوزير المكلف بالأكاديميات و إصلاح التعليم و المناضل الذي يناضل في المال العام و هو شبح، و بالجمعية التي تناضل في كل شيء فهكذا النضال و هكذا المبادئ و هكذا القيم و مبروك عليكم النضال في بلد بدون حسيب أو رقيب.