نشر البوكسور من جديد على حائط مبكاه الفايسبوكي قصة بوكسور أراد أن ينصب على دولة، وختمها بسؤال: لماذا استجاب جلالة الملك لنداء فرنسية طالبت بٱستعادة حضانة بنتيها ولم يستجب له هو؟
أكيد أن البوكسور يعرف الجواب لأن في قصته كل تفاصيل الجواب على سؤاله لكنه مع ذلك يطرحه لأنه يريد أن يكون الرأي العام شاهدًا عليه شاهدًا على سؤاله و شاهدًا على تفاصيل الجواب.
يعرف البوكسور أن جلالة الملك ٱحتضنه وتعامل بحس إنساني مع وضعيته الإجتماعية بعدما لجأ إليه. زكرياء المومني طلب أن يتم توظيفه بشكل مباشر كمستشار في وزارة الشبيبة و لرياضة باعتباره بطلا عالميا في البوكس التايلاندي، لكن مصالح وزارة الشبيبة والرياضة لم تتمكن من الإستجابة لطلبه لأن المرسوم المتعلق بالأبطال العالميين لا يعتبر اللقب الذي حصل عليه زكرياء المومني لقبا أولمبيا حتى تتم الإستجابة له و هكذا تم تعويض التوظيف المباشر بمساعدة لا تقل قيمة عنها حيث تم تخصيص مأذونيتي نقل (2 اڭريمات) لزكرياء المومني وأصبح للبوكسور جوج طاكسيات واحد في اسمه والآخر في اسم أبيه العربي…
البوكسور لم يكن عفيفا أخد الڭريمات وظل يطالب بالتوظيف المباشر، ويطلب من جلالة الملك أن يأمر بخرق القانون و بإجبار وزارة الوظيفة العمومية والمالية بالتأشير على توظيف البوكسور بدون سند قانوني.
لكن تبخُّر الأمل في الحصول على وظيفة جعل البوكسور يتصرف كباقي النصابة لأنه كان يريد أن يلتحق فقط بديوان وزير الشبيبة و الرياضة حتى يتموقع من أجل التفرغ لنشاط آخر مدر للدخل ولكن من المال الحرام.
زكرياء سقط في أول مشوار البحث عن نشاط آخر مدر للدخل عندما نصب على مواطنين ووعدهم بتهجيرهم إلى فرنسا و الحصول لفائدتهم على ڨيزا و أخد منهم تسبيقا بعدما اشترط على كل واحد منهم مبلغ 40 ألف درهم و هكذا تم إيقافه و تقديمه إلى المحكمة التي حكمت عليه كنصاب مبتدئ بثلاثة سنوات قضى منها 18 شهرا قبل أن يحصل على العفو مما تبقى من العقوبة…
فبمجرد خروجه من السجن و عودته إلى مقر إقامته بدأ الرجل في نسج قصة باشر بها عملية نصب كبرى على الدولة المغربية و ربط ما جرى له بأيام بحثه عن الوظيفة… لكن قصته كانت تنقصها الحبكة في التفاصيل و كل متتبع لها سيكتشف أنها بدأت عمومية ببعض التفاصيل غير الدقيقة إلى أن تطور الحكي الذي أصبح محبوكا يستهدف أسماء بعينها.
يقول البوكسور أنه تم اعتقاله يوم 27 شتنبر 2010 و أنه تعرض للتعذيب و كان عاريا، موثق اليدين و الرجلين مغمض العينين، و تم صعقه بالكهرباء و ضربه في جميع أنحاء جسده بقطعة حديد، و تم حرمانه من الأكل و النوم و الماء لمدة أربعة أيام…
إذا كان كل هذا صحيحا، فأكيد أن الرجل ستكون صحته معلولة، و أنه يتوفر على تقارير خبرة طبية رصدت تفاصيل التعذيب على جسده، فالذي تعرض للصعق بالكهرباء و الضرب على جسده بقطعة حديد لابد أن يحمل جسده آثار هذا التعذيب الوحشي… لكن لا شيء من هذا أو ذاك يوجد في ملفه، فقط غير الهضرة.
ولأن الرجل كذاب فقد كذب على الجميع، كذب حول ما فعله في فرنسا بحثا عن الريع، و كذب حول ما عاشه في المغرب و حول حقيقة ٱعتقاله و محاكمته، كذب بعد خروجه من السجن و ٱختلق واقعة التعذيب عسى أن تمكنه شكاياته من المطلوب، لكنه أظهر أنه نصاب جشع فكلما تم التعامل معه و التعاطي الإنساني مع واقعه الإجتماعي و الأسري فإنه لا يتوانى في طلب أشياء لا يمكن أن يتقبلها العقل… فهو يكذب في حق أحد مساعدي الملك المقربين و يقول أنه هدده و يقول أن مدير المخابرات المدنية حضر بنفسه واقعة تعذيبه و هو المكبل بالأغلال و المغمض العينين فقد ٱستطاع رؤيته حاضرًا في جلسة التعذيب ، كأنه في حالة عطالة يسلي النفس بقضايا النصب من أجل الهجرة السرية، التي تشتغل دوائر الشرطة على عشرات الآلاف من مثيلاتها.
فهو كذب عندما قال أنه لم يستفد من مأذونيتي النقل وبعدها قال أنه تنازل عنهما، مع العلم أن أباه العربي كان يتقاضى عائداتهما بانتظام بناء ًا على توكيل من ابنه، فقد كذب و تحامل على المغرب عندما قال أنه تنازل عن الجنسية المغربية و أرسل مراسلة في الموضوع يعلن فيها تنازله عن الجنسية المغربية.
فماذا يريد الرجل؟ إنه يريد أن تمول له الدولة المغربية مشروعا رياضيا في قلب باريس يضمن به موردًا ماليًا قارًا، يقول بعض العارفين أن كلفته بضعة ملايين من الأورو و إلا فإنه سيستمر في دعاويه ضد المسؤولين المغاربة على الرغم من أن السلطات القضائية الفرنسية رفضت إحدى دعاويه.
يقول الرجل بأنه يتمتع بدعم قوي و نسي أن الجمعية الأوروبية لمنظمات حقوق الإنسان رفضت مساندته بعدما تأكدت بوسائل مادية أن الرجل يكذب و أن رواياته متناقضة و كاذبة.
و للذين لا يعرفون الرجل فإن تطور رواياته التي تنسخ كل واحدة سابقاتها عرف نقلة مُحَدَّدَة بعدما ٱلتقى الرجل بأحد هواة قنص رجالات الدولة و لو بالباطل في إطار مخطط يتصور أنه سيمكنه من رقاب الناس حتى ينال حصته من عرش الأكرمين.
لقد ظل الرجل ينكر علاقته بكتيبة عين عودة إلى أن تفجرت قصة أحد لقاءاته في باريس بحانة "مارتا لوبار" الملحقة بالفندق الذي شغله سيده به.
رجل يكذب طولا و عرضا يريد أن يتعامل الناس معه على أنه من الصادقين وأن يؤتى من المال العام ما لا يعطى بدون وجه حق و أن يوهب مشروعا تجاريا خارج المغرب حتى يتمتع و خليلته الفرنسية من مال المغاربة.
اليوم وبعد أن تبين له أن قضيته خاسرة بكل المقاييس لأنها تفتقر إلى الأدلة المادية التي تثبت لغوه وبعد أن رفض قضاء التحقيق الفرنسي في إحدى مستوياته ٱستمرار التحقيق الذي فُتح خلسة على الرغم من عدم ٱستيفائه للشروط المنصوص عليها في القانون الفرنسي ، فإن الرجل يمني النفس بالحصول على تعاطف يجبر الدولة على التعاطي مع نصاب/ كذاب يضيع وقته في البحث عن السراب.