طيلة حياتها، ناضلت الأميرة للاعائشة من أجل حقوق المرأة، وكانت أول سفيرة عربية، مما جعلها تظهر على غلاف المجلة الأمريكية “تايم” سنة 1957 تحت عنوان “تحرير المرأة المسلمة”. ولدت الأميرة للاعائشة سنة 1930 ، وساهمت في استقلال المغرب، رضعت من حليب المقاومة وعاشت أحداثا طبعت التاريخ المغربي كخطاب طنجة الذي ألقاه الراحل محمد الخامس سنة 1947 حين أعلن محمد الخامس وحدة الشعب المغربي تحت رعاية ملكه دون أن يأتي على ذكر السلطات الفرنسية والإسبانية، كما كانت الأمير للاعائشة حاضرة خلال لقاء محمد الخامس بالرئيس الأمريكي روزفلت سنة 1943 وعبّرت عن رأيها بكل شراسة.
لا ترتدي الحجاب وتلبس مثل النساء الغربيات. وهي تخاطب حشدا يتكون من رجال محافظين بلباسها الغربي، تصدم للاعائشة الحضور حين تقول” إن السلطان، نصره الله، يرى أنه يجب على المرأة المغربية أن تسلك طريق التعليم، ذلك أن المرأة هي معيار نهضتنا” لتبلغ الرسالة التي مفادها أن والدها شجعها على تعلم اللغات الأجنبية واللغة العربية.
كان هناك بعض الذين لم يتقبلوا فكرة أن المرأة المغربية ستخرج عن نطاقها التقليدي، لكن الأميرة للاعائشة كانت هنا لتصير أيقونة تحرر المرأة المغربية، حيث استجاب الوطنيون لدعوتها وأرسلوا بناتهم إلى المدارس، دون نقاب، ثم تبعهم العديد من المغاربة في ذلك. وبكل تواضع أخبرت الأميرة للاعائشة مجلة “تايم” أنها لم تكن تتوقع أن يكون لخطابها هذا الصدى الذي بلغ إليه، فهي كشّابة آنذاك، لم تكن لتعرف حقائق حياة جميع المغربيات.
سنة 1957، بعد الاستقلال، أنشأ الملك الراحل “التعاون الوطني” لمساعدة الفقراء، وقد كانت الأميرة الراحلة لاعائشة أول رئيسة له، وقد لعبت هذه المؤسسة دورا كبيرا خلال الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960، الذي قيل أنه فطر قلب الملك الراحل محمد الخامس، الذي توفي سنة بعد ذلك.
بعد اعتلاء الحسن الثاني عرش المملكة المغربية، عيّن الأميرة للاعائشة رحمها الله سفيرة بلندن منذ 1965 إلى غاية 1969، حيث كانت لها علاقات أكثر من جيدة مع الأميرة مارغاريت، كما شغلت منصب سفيرة المغرب لكل من اليونان وإيطاليا.
ذات مستوى ثقافي جد عال وذكاء خارق، كانت الأميرة تحب لعبة الغولف بشكل كبير، ترأست الهلال الأحمر المغربي وكانت الرئيسة الشرفية للاتحاد الوطني للنساء المغربيات. وفي بريطانيا، لا زال نموذج الزعامة النسوية الذي أسست له الأميرة للاعائشة متواصلا، حيث تشغل بنت أختها للا جومانة منصب سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة.
ترجمة نبيل الصديقي: عن صحيفة The Independent