20 فبراير في البيضاء دخلت مرحلة تحدي الملل، نفس الوجوه المغلوبة على أمرها، نفس الشعارات نفس الحي، هم يصرخون والمحيط غير مبالي منهمك في البحث عن لقمة العيش ولا يلتفت إلى أصحاب المانضات من مشاة الأحد.
كل شيء كان رتيبا ومملا يوم الأحد 16 أكتوبر، إلى أن تصيد أحد عناصر العدل والإحسان أحد المستقلين الذي يمشي بعكازه حتى لا يتخلف عن رياضة الأحد في شارع 20 فبراير.
بدأ الأمر بتبادل الكلمات بين المستقل المؤسس للحركة والفصيل الداعم للحركة، الذي استوى داخل تنسيقية الدار البيضاء وشمع الدخول إلى مقر الاشتراكي الموحد وأصبح الآمر الناهي، الذي منع كل المؤسسين في تنسيقية الدار البيضاء من المشاركة في اتخاذ القرارات، أما الآن فقد أصبحوا ممنوعين من المشاركة حتى في المسيرات المنظمة في الشارع العام.
فضاء 20 فبراير لا يسمح بديمقراطية أكثر من رأي في غياب الديمقراطية، وغياب الوضوح حول الأفق والآليات جعل الأمور داخل 20 فبراير تعيش مرحلة البلطجة والبلطجة المضادة وتأكل أولادها الذين يتصارعون مع طواحين الهواء.
في المحمدية غابت عشرين فبراير لأنها اغتالت الديمقراطية، وغلبت السب الفاحش والتهديد بالاغتيال والعنف على الحوار الديمقراطي، وفي خريبكة أصبحت 20 فبراير فصيلين اليسار لوحده والعدل لوحدها، والصراع كان من أجل ميكروفون باعتبار الميكروفون رمز للحكم، والتأثير والوصاية والتحكم، وفي مدن تادلة ووادي زم غابت 20 فبراير لأنها فقدت نَفَسَها وسلعتها بارت، ولم يعد لها أي نصير أو داعم، الكل عاد إلى حياته العادية بعيدا عن ضجيج الشعارات الجوفاء.
وفي أزمور لم يتجاوز الحضور عشرة أشخاص، إنها حال 20 فبراير لم تعد تثير إلا الشفقة، والشعب بعد تجاهلها بدأ يبدي تبرمه وتَضايُقَه من حركة استبدادية مقرفة في الشارع العام….
فَشَتّان بين التظاهرات التي عرفها العالم الغربي بمناسبة اليوم العالمي للتظاهر، والتظاهرات التي عرفها المغرب، لقد انتهت التغطيات المنفوخة التي كانت تبثها الجزيرة وبعض القنوات الأجنبية، التي بالنسبة لها انتهى كل شيء بعد أن غاصت أرجل الغرب في وحل ليبيا واليمن، ففي ليبيا لا يتحكم مصطفى عبد الجليل إلا في مقر إقامته في طرابلس، أما العاصمة فهي تخضع بشكل كامل لقدماء القاعدة في ليبيا، وباقي ليبيا فيحكمه من هب ودب، لقد انهارت َالدولة الليبية وترساناتها من الأسلحة أصبحت تباع في كل مكان في دول الجوار والقاعدة أصبحت المستفيد الوحيد والأوحد من انهيار نظام القدافي.
أما في تونس فقد بدأ الصراع بين أطراف الصراع في غيبة من الديمقراطية، والأسلحة الخفيفة الآتية من مخازن ليبيا أصبحت تباع بأبخس الأثمان حتى في العاصمة، مما يؤشر على دخول الجزء الشرقي من المنطقة المغاربية مرحلة عدم استقرار طويلة الأمد.
واليمن السعيد أصبح يَمَنَان، يَمَنُ الأحزاب وصالح والمبادرة الخليجية، ويَمَنُ الشباب وبني الأحمر في ظل سيطرة القاعدة على جنوب البلاد.
وفي سوريا ورغم سقوط ثلاثة آلاف جثة لا زال آل الأسد أقوياء بالنظام العشائري القومي التحرري الذي يحكم البلاد منذ الستينات.
أكورا بريس