لقبت اللبنانية “ميشلين خليفة” بأسطورية الصوت، واشتهرت بأدائها لأغاني أم كلثوم وأشاد بصوتها عمالقة الفن بمصر ولبنان وسوريا. صوتها القوي وقدرتها الكبيرة على إطراب الناس بحضور متميز على المسرح جعل منها فنانة منفردة رغم عدم تحقيقها لشهرة واسعة. وصفت ميشلين في هذا اللقاء الشعب المغربي بالشعب الأصيل والذواق، وتمنت أن ينعم المغرب ولبنان وكل العالم العربي بنعمة الاستقرار والسلام.
– إذا عدنا بك إلى بداياتك الفنية ماذا تحفظين لها من ذكريات؟
لابد من الإشارة إلى دور أسرتي في اختياري للفن، فهي أسرة فنية تعشق الطرب الأصيل، والدتي “إلهام سليم” كانت مطربة معتمدة بإذاعة لبنان الرسمية كما أن شقيقتي مطربة بصوت يمتلك الكثير من الجودة. أحتفظ بكثير من الذكريات وهي كلها ذكريات حلم الغناء، لكن أغنية “أرض الحلم” هي الذكرى التي حققت لي حلم الغناء في حياتي، دون أن أنسى أغنية “أنا والقمر والنجوم” التي أعد كلماتها “جورج إبراهيم الخوري” ولحنها الموسيقار “ملحم بركات” وهي الأغنية التي حققت لي شهرة واسعة في كل من لبنان وسوريا.
جل المبدعين الكبار أشادوا بصوتك ومع ذلك لم تحققي الانتشار الواسع على خلاف أصوات ضعيفة حققت الانتشار وتربعت على عرش المبيعات؟
دخلت المجال الفني دون أن يكون ضمن مخططي الربح المادي بل كان هدفي تحقيق حلم الغناء أولا، وأحيانا كنت بحاجة إلى المال لكن أجد نفسي بحاجة أكثر إلى الفن وتحقيق حلمي بالوقوف على المسرح. كذلك لا بد من تصحيح نقطة هامة، هذه الأصوات تحقق الانتشار من خلال وسائل الإعلام وليس من خلال المبيعات، بالنسبة لي لم أحقق الانتشار لأني لم أجد من قبل شركات إنتاج حقيقية أو بمعنى أصح لها ضمير مهني، مساري واضح وحققت خلاله النجاح لكن عندما وجدت فعلا أناس يبحثون عن الفن الراقي ويريدون إشباع الأذن وليس أشياء أخرى، فالأغنية التجارية الآن هي السائدة والصدارة الآن للخصر والصدر وغيرهما بل أصبحت الفنانات تلجأن لعمليات التجميل قبل التأكد من أن صوتهن قد يصلح للغناء، يجب أن تسعى الفضائيات إلى إعادة الاعتبار للصوت والأداء الجيد والفن الأصيل حتى تتوقف عن تفريخ الأصوات التافهة وتقديم الفن الرديء.
– وقعت بمصر على بداية قوية لكن لم يكتب لها الاستمرارية لماذا برأيك؟
فعلا دخلت مصر من الباب الكبير، وكانت أول مشاركة لي من خلال دار الأوبرا وكذلك من خلال ليالي التلفزيون وضمن خمس مهرجانات أخرى لكن لم تكن السياسة الفنية مهيأة بالشكل الكافي وكانت أيادي خفية ضدي ولم تخدمني مصر كما يجب.
– هل هجرة الفنان إلى مصر ضرورة حتمية للانتشار عربيا؟
أنا لست ضد الهجرة، مصر هي حلم كل فنان وهناك مطربين كبار مروا بمصر عبر التاريخ، لا ألوم أي فنان لبناني أو مغربي أو تونسي اختار مصر ولكن عليهم أن يقسموا عملهم بين مصر ووطنهم أنا شخصيا ومنذ بدايتي أحمل لبنان تاجا على رأسي.
– ماذا عن المغرب؟
أصارحك القول، أنا أعشق المغرب كبلد فعلا ولدي شوق كبير للقاء جمهور سمعت عنه كثيرا لكن للأسف لم تتاح الفرصة للقاء وقلبي مفتوح لهذا الشعب الذواق، فكل فنان زار المغرب إلا ويحكي عن طيبة وكرم هذا الشعب العظيم. كذلك معرفتي بالفنانة الراقية سميرة سعيد أعطاني صورة عن رقي الذوق الفني والأخلاقي للمغاربة، المفروض أن يلعب الإعلام دوره في تقريب صوتي من الجمهور المغربي، لدي جمهور كبير في سوريا وتونس ولا شك أن الجمهور المغربي سينسج معي علاقة جميلة.
– لبنان كباقي بلدان العالم العربي عاش مراحل مختلفة من حروب وصراعات سياسية، كيف تتفاعلين مع بلدك وباقي قضايا الوطن العربي؟
أنا امرأة قومية عربية، معظم أعمالي هي أغاني وطنية وأستطيع من خلال الفن التعبير عن إحساسي ومشاعري تجاه كل القضايا العربية التي تؤثث للحزن بأعماقنا، وهنا أعتبر المطرب أهم من الوزير والبرلماني فهو الوحيد القادر على قيادة ثورات: ثورة الحب والإحساس الجميل، فالشعب يسمع الأغاني أكثر من خطابات الوزير والنواب، وعلينا نحن الفنانين مسايرة رغبات الشعوب ورغبتنا جميعا أن يعم السلام بأوطاننا.
أكــورا بريس/ حوار خديجة بـــراق