مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
اعتبر محمد بعيا، رئيس مجموعة السلام للمديح وعضو الرابطة الموسيقية بالعيون أن التراث الحساني في خطر إن لم تتضافر جهود كل الفعاليات لأجل الحفاظ عليه، كما عبر عن حلمه تمثيل المغرب خارج الوطن معتبرا أن رسالته فنية دينية تحاول التواصل بلغة العصر مع الحفاظ على تاريخ وتراث المغرب، معتزا بمشاركة المجموعة في العديد من المهرجانات كــ “روافد أزوان”، “الصحراء والبحر” ومهرجانات طانطان السمارة آسفي والرباط ومجموعة من المدن المغربية الأخرى.
– كيف جاءت فكرة تأسيس مجموعة للمديح بإيقاعات للموسيقى الحسانية؟
شخصيا أنتمي إلى سلالة متخصصة في المديح، فمنذ صغري وأنا أهتم بالمدح والسماع الصوفي ودرست كثيرا عن هذا المجال، حيث كنت إبان الدراسة ذو ميول ديني أهتم كثيرا للدراسة عن تاريخ غزوات الرسول صلوات الله عليه وعن سيرته النبوية، وكنا كل ليلة جمعة نجتمع كأفراد عائلة وهي تقاليد كانت معروفة بكل الأقاليم الجنوبية للمملكة حيث نحيي ليلة كاملة في مدح الرسول إلى حين طلوع الفجر، كذلك الشأن بالنسبة للأعياد الدينية وشهر رمضان الكريم، ومن تم جاءت فكرة تأسيس المجموعة مع أصدقائي بالدراسة وأقاربي. وهكذا تأسست المجموعة سنة 1999 وقررنا التخصص في المدح النبوي الشريف والرقص التقليدي المرتبط بالتراث الحساني، والمجموعة تتكون من 8 أعضاء منهم 2 من العنصر النسوي، في البداية كنا نواجه إكراهات من سبيل الخوف من الفشل ولكن الحمد لله استطعنا وضع بصمتنا، بل ومن خلال المجموعة كونا مجموعة أخرى وأغنينا الساحة بمجموعتين للمديح.
– في نظركم كيف يمكن الحفاظ على هذا التراث الغير مدون مع غياب مؤسسات لحمايته؟
من خلال منبركم أطالب الجهات المسؤولة بالاهتمام بالتراث الحساني، لأن تقدم أي بلد رهين بانتمائه التاريخي وحفاظه على تراثه، فعلا نحن نناضل من أجل تأسيس معهد يدرس فيه التراث الحساني، لأنه لولا بعض المجهودات الفردية لكان التراث الحساني قد اندثر. فأنا مثلا اعتمدت في بحثي على التلقين الشفهي حيث كنت أدون ما كانت ترويه لي جدتي وكنت أبحث عن شيوخ ومسنين لهم دراية بهذا التراث العريق، فكنت أبحث بإصرار وأدون كل القصائد والأمداح في مذكراتي وهذا ما جعلني أطالب بتأسيس معهد خاص لتدريس التراث الحساني والحفاظ عليه من أجل الأجيال القادمة، لذلك تجدين أن الهدف من تأسيس المجموعة ليس ماديا بالأساس بل من باب الغيرة على هذا التراث، يجب العمل أولا وبعد ذلك سيأتي المال و الشهرة.
– وهل لديكم مقترحات واضحة من أجل اتخاذ الإطار الأكاديمي للموسيقى الحسانية؟
لا بد من الإشارة إلى أن التراث الحساني لا يمكن فصله عن التراث الأندلسي أو الأمازيغي لأن الجميع يصب في تراث وثقافة المغرب، وبالتالي نطالب فعلا بإحداث معهد للتراث الحساني على غرار المعهد الأمازيغي لأن التراث الحساني بدوره لديه مقامات وكل الموسيقى التي تغنى باستطاعتنا تدوينها ويمكن تدريسها بعد تكوين أطر لهذا الغرض، وكنا قد طرحنا ذلك من خلال الاتحاد الموسيقي الذي كنت أشغل به سابقا منصب أمين المال وطرحنا الفكرة على رئيس الجهة ووعدنا بأن ينقل مطلبنا إلى الجهة الوصية من أجل اتخاذ المسار الصحيح لإحياء هذا التراث.
– كيف تنتجون وتروجون لمنتوجكم الموسيقي في ظل غياب شركة محتضنة؟
لدينا وسائلنا الذاتية لترويج موسيقانا وإبداعات المجموعة، ولا أخفي سرا أن الأشخاص الذين يحضرون الحفلات والأعراس هم المستفيدون الأوائل من جديد المجموعة حيث نقدم جديدنا من خلال الأعراس التي أصبحنا معروفون بإحيائها وسط أجواء عائلية واحتفالية. كما نقوم كذلك بتسجيل أغانينا بوسائلنا الشخصية والحمد لله أن هناك وسائل التسجيل العصرية التي أصبحت توفر لنا إمكانيات الانتشار، كما نهتم بتلحين كل القصائد في مدح الرسول وأحيانا نكتب البعض منها ونصيغها بطريقة فنية ونخرجها إلى الوجود وهناك شريحة عريضة بالعيون تعرف جيدا المجموعة.
أكورا بريس / حـوار: خديجة بـراق