إنّه طفل لا يكبر ..هو قصيدة لا تستكين لغير الحرف، و باحث لا يعرف غير الجدة في بحثه، محافظ على تغريبته وبوحه رغم الظروف السياسية والعلاقاتية التي تمسه وتمس المبدعين العصاميين بهذا البلد، إنّه “مصطفى الغرافي”، الّمولود بمدينة القصر الكبير حيث تربى ودرس الابتدائي والإعدادي والثانوي قبل أن ينتقل إلى مدينة تطوان ليدرس الأدب العربي، ويحضر لشهادة الدكتوراة.
مصطفى الغرافي شاعر وباحث يؤمن بالقصيدة والكتابة والبوح، كما يؤمن بالعصامية والجدة في بلاغة غير منتهية. وفي حوار ممتد كان له مع “أكور بريس” هذا اللقاء:
– بداية من هو مصطفى الغرافي في كلمات؟
أشكر موقع “أكورا”على هذه الفرصة الثمينة التي أتاحها لي لأتواصل مع القراء من خلال هذا الحوار الذي أتمناه ممتعا ومفيدا.
يوم 20 فبراير من سنة 1978م ازداد عدد سكان الأرض شخصا واحدا، جاء في هدوء فلم يشعر به أحد، وأغلب الظن أنه سيرحل في هدوء أيضا ولن يشعر به أحد غير حفنة من أهله وأصدقائه المخلصين، وهم قلة. ذلك الطفل الغرير الذي سمع الكون صرخته في مثل هذا اليوم هو…”أنا”. لذلك الطفل الذي ما زلت أحمله بداخلي كشعلة من نور أقول “عيد ميلاد سعيد”. وصيتي لك أن تحتفظ بطفولتك….وإذا ركبت رأسك كعادتك وقررت أن تكبر فلا تلومن إلا نفسك. إبق كما أنت “وحشي الولادة إنسي الغريزة”. لك العزلة الأبهى فواصل تدبير وحدتك كما تعودت دائما…”أنا لا أطلب المجد فمثلي لا يطلب المجد” كما صرخ مصطفى سعيد بطل “موسم الهجرة إلى الشمال”. كل ما أطلبه طمأنينة النفس التي لم تطأن يوما. فأنا أعيش “على قلق كأن الريح تحتي”. وكم مرة تمنيت في لحظات القنوط وما أكثرها لو كنت حجرا “تمر به المصائب وهو ملموم”. لقد تحجر كل شئ في هذا الزمن الردئ: العواطف والعلاقات الإنسانية وحتى الكتابة. لم يعد أمام الذات الشاعرة الحساسة في مثل هذه الظروف سوى الاعتصام بوحدتها القصية والقاسية. في انتظار أن تبدأ “عزلة الكتاب الحقيقيين”. لا كتابة إلا مع العزلة. حيث الإصغاء لحفيف الجماليات المعربدة في قلب شفيف منذور للوجع الخرافي.
– هلا تحدثنا عن البدايات الأولى؟
لقد بدأت ميولي الأدبية تظهر مبكرا في مرحلة التعليم الابتدائي . لقد قرأت في هذه المرحلة أغلب كتب جبران وكذلك مؤلفات المنفلوطي وكليلة ودمنة، بل إنني قرأت كتاب “تاريخ الأدب العربي” لحنا الفاخوري” في مستوى السادس ابتدائي، وأنجزت عرضا عن المعلقات السبع علق في المجلة الحائطية للقسم، كما قرأت ديوان “اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم” للمعري وهو شعر فلسفي بالغ التعقيد وقرأته بل وحفظت بعضا منه. وقرأت كذلك كتاب “شوقي شاعر العصر الحديث” لشوقي ضيف وعرفت من خلاله كل شئ عن مدرسة البعث والإحياء. وهل تعرفين ماذا كانت جائزة التفوق في نهاية السنة الدراسية؟ لقد نلت جائزتين جائزة المؤسسة لأني كنت الأول وجائزة ثانية قدمها لي أستاذ اللغة حسن الفلوس هي كتاب “هذا الشعر الحديث” لأحمد سليمان الأحمد و”هؤلاء عرفتهم” لعبد الغني سكيرج ولازال الكتابان في مكتبتي يحملان إهداء وقعه الأستاذ “جائزة أحسن تلميذ في اللغة العربية”. عندما أقارن بين ما كنت أقرأ في الابتدائي ومقروءات تلاميذي في الثانوي أعرف كم كنت محظوظا. في الابتدائي والإعدادي كانت محاولاتي الأولى في مجال الكتابة. ولا زلت أحتفظ إلى الآن ببعض النصوص التي كتبتها في هذه المرحلة خاصة مذكرة تضم عدة قصائد من الشعر العمودي الموزون المقفى. صحيح أن أثر التعمل والتكلف فيها واضح لكنها تجسد طفولتي الإبداعية بكل تعثراتها التي أتمنى أنني نجحت في تجاوز بعضها فيما أحاول اليوم من كتابة إبداعية ونقدية.
– ألم يكن للأسرة دور في توجيهك الأدبي؟
لقد شكلت الأسرة بالنسبة إلي حضنا دافئا ساعدني على تنمية موهبتي وصقلها بالقراءة المفيدة. صحيح أن الوالد غادرنا في سن مبكرة (كنت في مستوى الثالث ابتدائي) لكننا بقينا أسرة متماسكة . وقد شكل الجو الأسري المشبع بقيم التعاون والدفء العائلي خير معين لي على الانصراف للقراءة والكتابة وتنمية اهتماماتي الأدبية. أذكر أن السيدة الوالدة وكذلك أخواتي كن يبدين حرصا واضحا على توفير الجو الملائم لكي أتفرغ لمتطلبات الكتابة الإبداعية والنقدية. ففي بيتنا تقديس غريب للكتاب والمكتوب. كم مرة جلست الوالدة بقربي صامتة وأنا منشغل بالإعداد لدراسة أو بحث، كم أتحسر على هذه اللحظات، أطال الله بقاءها حتى نرد لها بعضا من حقها علينا.
– ما الأسماء الأدبية التي ساهمت في التأثير عليك في مسيرتك الإبداعية؟
لعل أكثر الأسماء التي أثرت في وجداني امرؤ القيس – المتنبي- أحمد شوقي -محمود درويش. هؤلاء أقرب الشعراء إلى قلبي. أما كيف يتجاور في قلبي هؤلاء الشعراء الذين يمثلون قارات شعرية فيرجع إلى كونهم جميعا أخلصوا للمطلب الجمالي باعتباره شرط الشاعرية الحقة.
– المعروف عنك أنك مقل في النشر، وحين نقرأ لمصطفى الغرافي، نقرأ له في المجلات العربية المحكمة أو في صحف عربية وازنة، لماذا؟
لعلي أترسم في ذلك طريق القدامى الذين كانوا يقدسون الكتابة ويتهيبون النشر لأنه لا يقيد إلا ما يستحق التخليد في بطون الكتب. أضف إلى ذلك بعض الصرامة التي آخذ بها نفسي تصل حد القسوة وهي قسوة منبعها الشوق إلى استشراف مراقي الكمال. فالدافع المولد للرغبة في الكتابة هو الأمل الذي يملأ نفس المبدع وقلبه في القدرة على تجاوز ذاته من أجل كتابة نص أبهى وأجمل.
– الأستاذ مصطفى الغرافي أنتم اسم معروف في الساحة النقدية العربية، من خلال كتاباتك النقدية التي دأبتم على نشرها في المجلات العربية المحكمة، خاصة” مجلة عالم الفكر”، ” مجلة الرافد”، “مجلة وجهة نظر”، “مجلة الفكر العربي المعاصر”،…. كما أصدرت ديوانا شعريا مطلع 2001 فاز في الدورات الأولى لجائزة القناة الثانية المغربية، فأين تجد نفسك بين البرزخين؟
الكتابة الإبداعية والكتابة النقدية مثل ضرتين الجمع بينهما صعب إن لم يكن مستحيلا، لكنني أعتبر النقدية سبيلا أخرى للإبداع، إنه إنصات لنبض النصوص ورصد لحفيف الجماليات. النقد بالنسبة إلي محاولة لسبر أغوار النصوص والكشف عن الكيفية التي تنبني بها تشكيلات الخطاب واستراتيجياته الجمالية في مسعى للقبض على أسرار النص التي لا يبوح بها إلا لمن تمرس بالنصوص وأدمن الإنصات لبوحها الشفيف. ولعل الجمع بين الكتابة الإبداعية والكتابة النقدية أن يشكل أداة نافعة تساعد الناقد الأدبي على تحقيق فهم أعمق بالنصوص والخطابات التي يتصدى لدراستها والكشف عن مكامن الجمال فيها.
– ما الجذور الشعرية التي تنتمي اليها؟
في رأيي جذور الشاعر ينبغي أن تمتد راسخة في أرض كل الجماليات التي أبدعتها الإنسانية وليس الجمالية العربية فقط. الشاعر الحق امتداد لكل التراث الشعري والجمالي الذي اجترحته الإنسانية عبر تاريخها الطويل في صراعها ضد القبح الذي يعتلي وجه العالم. ولذلك أقول: اضرب في القلب فثمة الشعر الحق. فليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب كما كان يقول جبران. أعتقد أن منبع الشعر هو القراءة ثم التجربة، القراءة هي الوجه الآخر للكتابة. ولست أشك أن من لا يقرأ لن يكتب، طبعا الأمر يحتاج إلى موهبة بالتأكيد، لكن الموهبة تحتاج هي الأخرى إلى دربة ومراس بالنصوص والجماليات، وقد كان القدماء يطلبون ممن يريد أن يتفوق في القول الشعري أن يحفظ كثيرا من الأشعار ثم ينساها بعد ذلك عن ظهر قلب. لأن المقصود أن تتحصل له ملكة التعبير الجميل. وليس المقصود بأية حال من الأحوال أن يعيد نسخها أو مسخها كما يفعل بعض المحسوبين على “الحداثة المعطوبة” ممن تقف قراءاتهم الموسعة عند نصوص محمود درويش أو أدونيس أو نزار قباني، ليعيدوا اجترار طرائقهم في الكتابة وتشكيل الصور والمجازات، ينبغي للشاعر الذي يستحق هذه التسمية أن يحرص على أن يضيف شيئا إلى ضمير العصر لا أن يعيد كتابة ما ثم قوله من قبل وبشكل أجمل. إن أدونيس قارئ جيد للتراث الشعري العربي كما تشهد على ذلك أطروحته “الثابت والمتحول” بأجزائه الثلاثة وكذا مختاراته من الشعر القديم التي نشرها في مجلدات ضخمة وقد ساعده ذلك على أن يكون رائدا كبيرا من رواد الشعرية العربية الحديثة، وكذلك محمود درويش كان يدمن قراءة نصوص أسلافه من الشعراء الكبار، كما تكشف عن ذلك قصائده التي تزخر بمناصات تحيل إلى أشعار القدماء. وكان عندما يسافر يأخذ معه ديوان المتنبي. ورغه تفوقه الشعري الواضح كان يقول : لقد حاولت في كل ما كتبت أن أقول ما قاله المتنبي في شطر واحد:
على قلق كأن الريح تحتي…
في حين نجد شعراءنا الذين يحملون لواء الحداثة يستنكفون من القراءة للقدماء بدعوى التجريب والتثوير وتدمير الانساق الجمالية السابقة والغريب إنهم يثورون على تراث يجهلونه كل الجهل.
– يقول البعض إنّ الشّعر لغة لم تعد صالحة لهذا الزّمن.. ما رأيك بذلك؟
الشعر فاكهة مقدسة ينبغي أن تكون وجبة يومية لكل إنسان يستحق هذه التسمية. الشعر لا يرتبط بالمناسبات والأعياد. الشعر في كل يوم وليس في زمن بعينه.
– من يقرأ شعر مصطفى الغرافي أو يجلس في “حضرته”، يشعر بأنه ينغمس في إطار رومانسي محض، وهو ما يدفعني لسؤالك عن ماهية الشعر بالنسبة إليك، وبالتالي كيف يكون الشعر شعرًا؟
الشعر مأوى القلب ومسكن الروح. الشعر ملاذ الذات والتحام بالمطلق. ونحن المنذورين للنسيان والفناء نعشق الخلود. والشعر يساعدنا على تأبيد لحظات من وجودنا الهش.الشعر وحده يمكن الذات من أن تلتحم بالكون لتكتمل لديها دورة الحلول في الكائنات والموجودات. الشعر يتيح للذات أن تنكفئ على نفسها تحدق في الصور والأطياف التي تنعكس على مرآتها مندهشة لتحولاتها ومغنية لأشجانها. لا توجد وصفة جاهزة لكتابة القصيدة. ولكن الأمر يشبه لحظة الكشف الصوفي حين تشعر الذات الشاعرة باكتمال حضورها في العالم. ولذلك كان مصدر الجمال في الشعر عصيا على كل تحديد منطقي صارم. فالشعر كان وسيبقى أكبر بكثير من شارحيه وناقديه. ولحظة الخلق الشعري سفر في الذات. تحديق في المطلق ومعانقة للانهائي المنفلت من البداهة والمتأبي عن الرتابة والسمترية التي تهدد الموضوع الجمالي المتعالي بالأفول والاندثار.
– ترجم المبدع يوسف الحراق إحدى قصائدك إلى الإنجليزية، هل الترجمة خيانة أم إبداع؟
لا شك أن هذا النص قد اغتنى بدلالات كثيرة قد لا يكون كاتبها نفسه اهتدى إليها. فالترجمة قراءة أخرى تضيف للنص أبعادا جديدة، وهو ما يجعلها تضيف فهما إلى فهم وإحساسا إلى إحساس. الترجمة تضاعف معاني النص وتجعله يتلبس دلالات رمزية وإيحائية جديدة إن الأمر يشبه إلى حد بعيد عزف لحنين في نفس الوقت أو الطباق بالمفهوم الذي يعطيه إدوارد سعيد لهذا المصطلح الذي استعاره من فن الموسيقى.
– كيف ترى الحركة الأدبية الشابة بالمدينة؟
القصر الكبير مدينة موبوءة بالأدب وقد ظهرت في الآونة الأخيرة منشورات عديدة لأبناء المدينة في مختلف أجناس الكتابة، مما يدل على حركية ثقافية ونهضة إبداعية تشهدها هذه المدينة المباركة. أتمنى أن تتكاثف جهود المبدعين القصريين من أجل الدفع بحركة المدينة إلى الأمام على مختلف الصعد. تاريخ المدينة الثقافي والحضاري مشرف جدا. ونتمنى لها مزيدا من الازدهار الفكري الذي يستحقه أبناء هذه المدينة الصامدة في وجه التهميش الممنهج. أنا أؤمن بأن الهوامش هي التي تصنع الحدث الثقافي وليس المراكز.
– هل من الضروري للمبدعين أن ينخرطوا في العمل الجمعوي وتأسيس رابطات ثقافية للتعريف بإبداعاتهم كما يفعل بعض المبدعين بالقصر الكبير؟
العمل الجيد يفرض نفسه والنص الجميل دائما يصل كما كان يقول الراحل الكبير “محمود درويش”. وبالنسبة إلي النص الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لا يستحق أن يكتب أصلا، أما الزبونية والمحسوبية أو ثقافة الشلة فشائعة بشكل كبير في الوسط الثقافي في كل مكان وليست ظاهرة محلية خاصة بهذه المدينة أو تلك. نحن لم نربى على هذه القيم لقد تربينا على قيم أصيلة نحاول إعادة إنتاجها لكننا نجد أنفسنا غرباء في هذا الزمن الرديء الذي يعادي كل جميل وأصيل.
– ما رأيك في النشر الإلكتروني؟
النشر الإلكتروني يساعد على الإنتشار السريع، لكني لا أعول عليه أنا كائن تقليدي لا أعتد سوى بالنشر الورقي وجميع المقالات والبحوث التي تجدينها لي على الإنترنت نشرت أولا في منابر ورقية ثم نشرت على الشبكة قصد الوصول إلى أكبر عدد من القراء. فالشبكة مليئة بأصحاب البطولات الفيسبوكية التي تذكر بمغامرات دون كيشوت في صراعه المثير ضد طواحين الهواء. إنهم يذكرونني بابن عبد الوهاب مهجو الجاحظ في التربيع والتدوير فكثير منهم يحفظ أسماء الكتب ولا يعرف ما فيها. الأمور تسير على المواقع الإلكترونية بالعلاقات وثقافة الشلة. للشهرة بريق تذوب أمامه عزائم الرجال فما بالك بأصحابنا ممن يفكرون مثل ربات الحجال بعيدا طبعا عن مرثية المتنبي الشهيرة “لو كنت النساء كمن فقدنا”. فما يفتأ بعض “الكتبة” يخلع على نفسه ورفاقه ألقابا تذكر من غير شك بقول الشاعر القديم:
ألقاب مملكة في غير موضعها كالقط يحكي انتفاخا صولة الأسد
فهو الشاعر والكاتب والناقد والروائي والصحفي والإعلامي و…
سبحان الله لقد تجمع فيه ما تفرق في غيره، والغريب أننا نشكو من ضحالة ما ينتج في مختلف فنون القول وعندنا هؤلاء الأعلام الذين يملؤون الدنيا ضجيجا وعجيجا من غير أن نرى للأسف طحينا. طبعا الذنب ليس ذنب هؤلاء المبدعين الأفذاذ الذين يعجز الزمان أن يجود بمثلهم ولكن الذنب يقع على كاهل القراء والنقاد الذين لم يصقلوا مواهبهم بما يكفي حتى يصلوا إلى الآفاق الواسعة التي يفتحها إنتاج هؤلاء السادة الذين من مناقبهم أن يكتبوا في كل شئ دون أن يفهم الناس عنهم شيئا ولا أن يفهموا هم عن أنفسهم شيئا. سبحان من اختصهم بهذه المواهب التي عز نظيرها لدى غيرهم من الكتاب.
أجبني في كلمتين أو جملتين :
القصر الكبير: مدينة معلقة في القلب والذاكرة
الوطن: امرأة جميلة نحبها وإن قست علينا
القصيدة: ملاذي الآمن
الذات: مسكن الكائن
مصطفى الغرافي :طفل لا يكبر
ياسر الغرافي: قصيدتي الرائعة
أنس الفيلالي: صديق عزيز وشاعر رقيق
يوسف الحراق: مبدع صادق
– ماذا تحب أن تقول لقرائك في هذا الحوار؟
الكتابة قلق يحطم القلب ويزلزل عزائم الرجال الذي يستحقون فعلا هذه التسمية. عندما أنتهي من نص شعري أو دراسة بحثية ينتصب الفراغ أمامي شاسعا مثل الهاوية وينبثق السؤال/ المعضلة: هل سأتمكن من كتابة شيء جديد؟ وماذا لو جف معين الإبداع ونضب؟ شخصيا لم أهيئ نفسي لمهنة غير الأدب. ولم أعرف لنفسي هواية غير الكتابة. وكفى بذلك محنة ينفطر لها القلب إن كان الفشل مصيري في الأدب الذي راهنت عليه لأني لا أحسن سواه…
أكورا بريس: حاورته سمية العسيلي /القصر الكبير