فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
تطور مثير عرفته قضية دفاتر التحملات التي أراد وزير الاتصال فرضها على قنوات الإعلام العمومي، فقد هدد السيد عبد الله بوانو البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بإخراج رفاقه إلى الشارع لإسكات الأصوات التي تعالت ورفضت الدكتاتورية التي أراد وزيره في الاتصال ممارستها.
فالسيد النائب المحترم يضن أنه لا سبيل للتغيير سوى الإرهاب الفكري الممنهج الذي يريد أن يمارسه على المواطنين و المواطنات والنزول للشارع لمحاربة حداثيي هذا البلد ومعارضي الحزب الإسلامي الذي بدأ بممارسة سياسة الحزب الوحيد. فمن اليوم فصاعداً إما أن تقول “آمين” أو أن نلصق لك تهمة “الحداثة” و”العلمانية” ونحشد الجماهير في الشارع ضدك لإسكات صوتك.
لم يكفي السيد النائب المحترم أن حزبه يقود الحكومة والأغلبية البرلمانية لتحقيق أمنياته، فكشف الوجه الحقيقي للديمقراطية التي يؤمن بها حزبه والمبنية بالأساس على مبدأ “السمع والطاعة” واعتبار المغاربة قطيع يستطيع أن يسيره هو وزملاؤه على هواهم وحسب معتقداتهم. فالسيد وزير الاتصال أراد تحويل القنوات العمومية إلى أداة إعلامية لحزبه دون موافقة المهنيين أو حتى زملائه الوزراء في الحكومة، معتقداً أن الثقة التي وضعها فئة من المغاربة في حزبه توكيلاً من رب العباد للنهي عن المنكر والأمر بمعروف الحزب الإسلامي. فبدأ يحلل ويحرم على هواه ونسي أنه يعيش في بلد يسكنه أكثر من 34 مليون نسمة متعددة الثقافات واللغات والمعتقدات لها نفس الحقوق.
لم يفهم السيد الوزير وزميله البرلماني الذي يهدد المغاربة اليوم أن تحمل المسؤولية الحكومية يعني أنك تصبح وزيراً لكل المغاربة تدافع عن حقوقهم جميعاً وليس فقط حقوق الفئة التي صوتت من أجلك. لم يفهموا أنه حين تصبح وزيراً فهذا يعني أن تتقبل المعارضة والاختلاف وتلائم عروضك لتصبح مناسبة لكل المغاربة.
لم يفهموا أنه حين تصبح وزيراً فهذا يعني أن تقف أمام البرلمان وتدافع عن مقترحاتك وتعطي الحجة والبرهان وتطرح الملفات للتصويت أمام ممثلي الأمة. لم يفهموا أنه حين تكون ديمقراطياً فهذا يعني أنك تحترم رأي الأقليات أولاً وتدافع عن حقهم في الوجود وفي الاختلاف.
موقف عبد الله بوانو اليوم يذكرني بموقف حزب العدالة والتنمية عندما خرج للشارع ضد مشروع مدونة الأسرة و ضد حقوق المرأة. فقد نزل عبد الله بوانو ورفاقه آنذاك للشارع ليدافعوا عن تصورهم لمكانة المرأة التي أرادوها خاضعةً في بيتها مختفيةً تحت “البرقع” لا تمارس من حقوقها سوى حق الإنجاب والرضاعة. نزلوا آنذاك للشارع و استعرضوا قوتهم ضد التقدم والانفتاح والحداثة ونسوا أن رسول الله (ص) قال “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
يجب أن يعلم السيد بوانو البرلماني المحترم أن تهمة الحداثة لا تخيفنا وأن معصية العلمانية لا تؤرقنا، فدفاعنا عن حقوق المواطنين والمواطنات كافةً شرف ووسام فوق صدورنا. نترك لك الشارع لأننا نؤمن بصراع الأفكار والبرامج ولا تستهوينا المذابح. فلن نغير أفكارنا ولن نخضع لإرهابكم.
.