الضحية الشاب حسن تلمزون
اهتزت مدينة طان طان على خبر جريمة بشعة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 33 سنة، حيث فوجئت أسرة “حسن تلمزون” ومعها أصدقاؤه بمقتله صباح يوم السبت 28 أبريل بعد أن خرج ليلا باحثا عن سيجارة فاعترض طريقه شخصان حاولا تجريده مما كان بحوزته من مال، وحاول الضحية الدفاع عن نفسه خلال الاعتداء عليه لكنه قتل بطريقة وحشية بعد أن تلقى عدة ضربات على رأسه بواسطة حجر إلى أن خرج مخّه من رأسه وبعد أن استدرج إلى بيت مهجور بحي واد بن خليل، وحين تأكدا الضنينين أنه لم يعد يقوى على مقاومتهما وتأكدا من وشك مفارقته الحياة سُحب الضحية إلى إحدى الغرف بالبيت المهجور وذلك بمساعدة صديق الجاني حيث رموه هناك ولينتظروا حتى يفارق الحياة ثم لاذا بالفرار.
الشرطة تتمكن من الوصول إلى الجاني في ظرف وجيز
مكان اعتراض طريق الضحية من طرف الجناة
تمكنت الشرطة وفي ظرف وجيز من اعتقال الجاني المدعو “ع.أ” كان ذلك على الساعة 7 صباحا من يوم السبت بعد أن أبلغ رجال الأمن بالجريمة توجهت الشرطة العلمية لمعاينة المكان، حيث تمكنوا من معرفة مكان تواجد الضحية بعد أن اهتدوا إليه من خلال آثار الدم، وذكر شهود عيان أن الفاعل جاء إلى البيت المهجور وغيرّ ملابسه ثم ذهب مسرعا في حالة أثارت انتباههم، حيث نسي حذاءه وعليه دماء الضحية.
مكان قتل الضحية ورمي جثته
وبعد أن حمل الضحية إلى المستشفى الذي وجدت صعوبة كبيرة في التعرف على هويته بعد أن شوه وجهه نتيجة الضرب والاعتداء الوحشي الذي تعرض له، قام صديق الجاني والذي اعتبر مشاركا في الجريمة، بالحضور إلى عين المكان ليسأل عن وقائع الجريمة وعن مرتكبها الشيء الذي أثار انتباه الشرطة ليعتقل بدوره حيث اعترف بتواجده مع الجاني وقت حدوث الجريمة.
تفاصيل الجريمة كما رواها صديق الضحية لـــ “اكورا”
في اتصال أجرته “أكورا” مع أحد أصدقاء الضحية، روى لنا ماذا شكل له يوم الجمعة 26 أبريل من حدث بعد حصوله على مبلغ بسيط من عمله في الانعاش الوطني، وهو الذي تعرض للطرد من داخل صفوف القوات المسلحة الملكية، حيث أن المبلغ ورغم بساطته فقد كان له تأثير كبير على أسرته، وهو الذي يعيل أشقاءه الثلاثة وشقيقته الوحيدة بعد أن فقد والديه.
ويقول صديق الضحية: “فوجئنا صباح السبت 28 أبريل باتصال أخبرنا من خلاله أن صديقنا “حسن” فارق الحياة بعد أن قتل على يد “شماكرية”، وعندما توجهنا إلى عين المكان بمنطقة معروفة بين المحطة والدوار بدا واضحا على صديقنا تعرضه للضرب بطريقة وحشية على رأسه لدرجة خرج معها مخّه من موضعه، اللي قتلو واحد الشمكار ملقب بــ “مسخوط الوالدين” والمدعو “ع.أ” يقطن بالمقابر والأماكن المهجورة هو وصديقه “ص.بـــ”، لقد فقدنا صديقا عزيزا بسبب غياب الأمن بالمنطقة، فالقاتل والمشارك معه سجلت في حقهما عدة شكايات بعد أن كانا يعترضان سبيل المارة لكن لم يعتقلا.”
بعد 3 سنوات من المعاناة: بطاقة الانعاش تعيد الأمل للضحية وأول مبلغ يتقاضاه يُقتل بعده بساعات !!
الضحية “حسن تلمزون” ومنذ شهر يوليوز 2011 دخل رفقة مجموعة من الجنود الصحراويين بطان طان في اعتصام مفتوح بالعاصمة الرباط، بعد أن انخرط في صفوف القوات المسلحة الملكية سنة 1999 ليغادرها سنة 2009 بعد أن اتخذ في حقه قرار الفصل نتيجة تجاوزه لعدد الأيام المسموح بها خلال عطلتة المرضية، حيث بدأت رحلة معاناته، خاصة وأنه المعيل الوحيد لأسرته، فالضحية قضى 10 سنوات في الخدمة العسكرية، وبعد أن فقد عمله شعر بالندم الشديد للخطأ غير المقصود الذي ارتكبه ولم يكن اعتصامه سوى لإعادة إدماجه في صفوف القوات المسلحة من جديد، أو توفير أي عمل يساعد به أسرته، وبعد معاناة دامت 3 سنوات تمكنت المجموعة من إجراء اتفاق مع عامل إقليم طان طان يقضي بعمل بعض من أفراد مجموعة “الحياة” بالإنعاش الوطني وهو الاقتراح الذي شكل أملا للضحية وطمأن أسرته، حيث شكل له حصوله على راتب أول شهر حدثا كبيرا، فقد تسلم المبلغ يوم الجمعة 27 أبريل، إلا أن فرحته لم تدم سوى ساعات بعد أن قرر الخروج ليلا لشراء سيجارة فكان قدره أن يفرح لساعات بعد أن عانى سنوات ولتفقد الأسرة من جديد معيلها.
مجموعة “الحياة” للجنود الصحروايين بطان طان وعبر “أكورا” تناشد المسؤولين بالإقليم لإيجاد أي حل لأسرة الفقيد يقيهم شر الحاجة والحرمان.
أكورا بريس / خديجة بـراق