الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
بقلم لحسن أمقران (أنمراي) تنجداد
و أنا أبحر اليوم على شبكة الانترنت، وقعت عيناي في احدى المواقع على منظر أقل ما يمكن أن يقال عنه، كونه همجيا لا يليق بإنسانية القرن الحادي و العشرين، ولا بحضارة لها قيم و أخلاق. اقشعر بدني وأنا أشاهد أناسا يحرقون أحياء في منظر لا تحتمله العين البشرية السوية.
أين المنظمات الإنسانية ؟ أين المؤسسات الأممية، أين رجال الدين؟ أين السلطة الدولية؟… لا شك أن هناك حلقة مفقودة يستعصي علي شخصيا فهمها.
إن الاسوء من كل هذا أن يتعرض هؤلاء الآدميون لكل هذا لكونهم مسلمين، لمجرد انتمائهم العقدي، ليس من المنطقي أن يعامل الإنسان بهذه الطريقة البدائية إذا تعلق الأمر يتعلق بأمور لم يخير فيها من قبيل لونه، عرقه ولغته . إننا عندما نتحدث عن مفهوم الأمة كما يراها الإسلام، يقتضي الأمر منا أن نقوم –من مشارق الأرض إلى مغاربها- بالمستحيل لوقف هذه السلوكات التي تتجاوز المجازر و التطهير العرقي كما هو متداول دوليا أيا كان انتماء الضحايا؛ فالشعور الإنساني يجمعنا، فما بالك و الأمر يتعلق بالمسلمين.
كيف يتجاهل و يسكت المسلمون عن إخوان لهم يحرقون أحياء؟؟؟كيف يغضون الطرف و كأن مسلمي بورما ذباب يستحق الفتك به؟؟؟أليس من العار أن نتحدث باسم الإسلام في إصدار فتاوى نحن في غنى عنها و مواقف تزيد تخلفنا تخلفا و ضعفنا ضعفا ونسكت عن مآس كهذه؟؟؟ما الذي فعلتموه لأجل أرواح بريئة تعدم بهذه الطريقة؟؟؟كيف يحلو لكم النوم و إخوان لكم يحرقون أحياء؟؟؟ليتهم يقتلون كما يقتل الآلاف كل يوم، لكن الحرق بهذه الطريقة اللانسانية صورة مفجعة وبشعة تتجاوز كل الانتماءات القومية و الطائفية الضيقة.
إن أمة تتجاوز المليار و ترى أبناءها يحرقون أحياء لا تستحق أن تكون أمة كما أرادها الرسول الكريم، بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا. ليكن في علمكم أيها السادة، أصحاب الفخامة و الجلالة و السمو و المعالي و غيرها من الألقاب الفانية أن لا ملك يدوم، أن مسؤوليتكم كبيرة أمام الله و أنكم ستسألون عما فعلتم لأجل اخوانكم.
لم نعد في حاجة اليوم إلى الدعوة إلى “الجهاد”، إلى المواجهات والسلاح أو النار لتغيير الوضع ووقف النزيف، انه زمن حقوق الإنسان والقانون الدولي و الاتفاقيات الأممية و محكمة الجنايات، يكفيكم التبليغ و المرافعة حتى تنتهي مأساة هؤلاء المسلمين أو تخف على الأقل.
أستحيي أن أقول أنني مسلم و أنا مكتوف الأيدي أمام هذه السلوكات المرضية.
عذرا أيها الإنسان، عذرا أيها المسلم… لا أملك غير كلمتي لأتضامن مع انسانيتك.لكم الله.
رابط الفيديو المثير :