الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
بقلم: عبد اللطيف سندباد*
لا أحد يتنازع في إعطاء الشرعية للصحافة الالكترونية في المشهد الصحافي المغربي، باعتبارها فعلا موضوعيا وخدمة إعلامية وعمومية مندمجة في نظام عنكبوتي دولي ، ولم تنتظر ” الرابطة المغربية للصحافة الالكترونية ” من يهبها ضوء الحرية والمبادرة، بل استمدت هويتها من التمرسات اليومية، وعززتها منذ 3 ماي 2009 عبر ظهير الحريات العامة، والصيرورات النضالية التي خاضت ضمنها معارك مد وجزر مع مختلف الجهات والفعاليات بمواردها الذاتية والمحدودة دون أدنى دعم خارجي.
وأن تحضر قناعات إديولوجية بالرابطة، فذاك مؤشر على صحتها، وديمقراطيتها المتعددة ولو في هامشها الأسوأ الذي تفرزه الانتخابات الموضوعية. وأن يكال الاتهام لمجرد إفراز ديمقراطي، فذاك توجه عدمي، وإن زعم أنه مهني.
إن المهنية تقتضي الاعتراف بالمواقع الالكترونية كما هي، في جنينيتها، بعيدا عن كل خلط بينها والتدوين الشخصي، كما أن المهنية في الإعلام الالكتروني لا تقتضي سحبها من طرف ومنحها بالوكالة للآخر تحت غطاء ” التخرج من معاهد الصحافة الفعلية المتعارف عليها ، أو من منطلق ممارستها لسنوات في المكتوب أو المسموع أو المرئي “، وليست الرابطة صوتا أحاديا لهذا الورش الالكتروني، ولا نريدها مخاطبا رسميا للدولة بالصفة التدجينية، أو القابلة للتماهي مع الآخر مهما كانت ضروراته، خصوصا وأن ” المواقع الالكترونية الأكثر جذبا ” للمتلقي، إنما تحصل على المعلومة من مصادر الصحافة المكتوبة، وهي مدينة لها باستمرار لا سيما في فترتها الانتقالية، مرجحين أن أصحابها ينتظرون نتائج نضالات زملائهم ليستفيدوا من الغنيمة، وهم في أبراج خلف حواسيبهم يكتبون للنت كما يكتبون للصحافة الورقية، ومع ذلك نعتبر النضال الالكتروني وحدة لا تتجزأ سواء ميدانيا أو خلف الحواسيب، ما دام ورش الصحافة الالكترونية بدأ يتلمس طريقه إلى التقنين والمهنية.
المؤتمر الوطني الأول للرابطة المغربية للصحافة الالكترونية المنعقد بالرباط يوم 7 شتنبر 2012، كان فرصة لتنظيف البيت ولو جزئيا من ” المتطفلين ” على حقل الصحافة، ومن آخرين وصفوا بالاستفزازيين، لكن لفظتهم الديمقراطية من أبوابها السيئة، وإن كانت روح مرافعاتهم في أشغال المؤتمر تنم عن كينونات مطلقة تتشكل للحضور بمقاسات معينة بالمشهد الصحفي المغربي في نسخته الالكترونية.
إن الرابطة شكل تنظيمي موجود، يأتي وقد يمضي في اللحظة المناسبة، إنها في حرب المواقع بمواردها وطاقاتها، وليست كل رموز وطاقات المشهد الصحافي المغربي بشقيه الورقي والالكتروني خريجة المعاهد أو وليدة التمرس الميداني، بل هي نتاجهما معا، وبالتالي فـ ” الفوضى ” وهدر كرامة المهنة قد تأتي منهما عن حسن نية أو عن قصد أحيانا، ما دامت الصحافة فعلا إنسانيا في الزمان والمكان. إن الرابطة حاليا في الواجهة الوطنية للصحافة الالكترونية تشتغل في فراغ التعاضد من ” المواقع العشر الالكترونية الأكثر جذبا “، وبالتالي أصبحت بقوة أدبياتها ومنخرطيها أداة تفاعلية مع الشركاء، وبنية مكثفة من رموز صحفية نائمة وأخرى مستيقظة. وهذا سر ” اركيولوجية الرابطة “؛ المهنة التي لا يمل الصحافي الالكتروني من ممارستها، إن من مخازن ” الرابطة ” في مجلسها الوطني الحالي من اشتغل بيومية ” المساء ” لأزيد من سنة وفي مراحلها التأسيسية والحرجة، وتمرس على أيادي هيئتها التحريرية وقادتها الثلاثة قبل أن تفرقهم المهنة، ومنهم من اشتغل بيومية ” النهار المغربية ” وأسبوعية ” العصر ” …. لسنوات طوال، وتمرس بمنابر إعلامية وطنية ” العلم ” و ” الأيام ” و” البيضاوي ” ” و” اليسار الموحد ” و ” المشعل ” و ” الجريدة الأخرى ” |بيان اليوم ” و” الصباحية ” … قبل أن يؤسس حضورا ووعيا إلكترونيا ممتلئا وليس متراخيا.
إن إعطاء الشرعية للرابطة ” تحصيل حاصل ” ومعطى موضوعي والانقياد إلى ما سواها في هذه الظرفية إخلال بالنظام الإعلامي الوطني والتحريض ضدها يقابله تصورات خاطئة وإسقاطات اديولوجية تريد خلق ” الراحة ” و ” الاستفراد ” في المشهد الصحفي الالكتروني أو جعله غرفة تابعة وليست امتدادا تكامليا لفدرالية الناشرين أو النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
* أمين نادي الصحافة لجهة مراكش
* عضو المجلس الوطني للرابطة المغربي للصحافة الالكترونية
* مراسل سابق لعدد من اليوميات الوطنية