ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومـة وجيش التحرير، غدا الجمعة، الذكرى الـ67 لانتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري من أجل تحرر الوطن والعودة الشرعية لبطل التحريـر والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى.
وأبرزت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه الذكرى المجيدة بما تجسده من تضحيات ونكران للذات لرجال ونساء وشباب تعبؤوا وهبوا للدفاع عن حرية واستقلال الوطن، ستظل مدونة بمداد الفخر والإعجاب على صفحات من التاريخ الوطني ومنقوشة بأحرف الوطنية والمواطنة الصادقة في الذاكرة المحلية والجهوية والوطنية.
ويعتبر هذا الحدث المتجذر في تاريخ المنطقة والمرصع بأبهى صور التلاحم الوثيق والوشائج القوية التي تشد منذ قرون خلت الشعب المغربي الأبي بالعرش العلوي المنيف، منبعا لا ينضب للقيم الوطنية تغترف من معينه الفياض الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقبة.
فبهذه الروح شارك أبناء إقليم خريبكة بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته مدافعين عن مقدساته وثوابته وهويته، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية في 20 غشت 1953 على نفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وسائر أفراد الأسرة الملكية ، ومتصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة التي كانت الإقامة العامة تستهدف منها المس بالعروة الوثقى التي تربط العرش بالشعب وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة.
وهكذا، وقف أبناء المنطقة وقفة رجل واحد معلنين انخراطهم التام والفاعل في العمل الفدائي ومسجلين مشاركتهم الفعالة في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة ، وفي طليعتها ثورة 19 و20 غشت 1955 التي تزامنت حينها مع الذكرى الثانية لنفي بطل التحرير والاستقلال، فانتفضوا في حماس قل نظيره، نساء ورجالا شيبا وشبابا، هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال وبعودة رمز الأمة من المنفى إلى أرض الوطن غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش المستعمر الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم ومئات الجرحى والمعتقلين.
وفي خضم هذه الأحداث واستمرارا في السير على درب النضال، تعزز هذا المسار الكفاحي بانطلاق عمليات جيش التحرير في غمرة ثورة عارمة كان النصر حليفها، عجلت بالعودة الميمونة والمظفرة للملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وإحياء لهذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الجمعة بخريبكة، ندوة حول أحداث 19 و20 غشت 1955 ، بمشاركة عدد من الباحثين والمؤرخين.