ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
(من مبعوث وكالة المغرب العربيللأنباء: حسين الحساني)
دار السلام – نظمت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الخميس بدار السلام، ورشات تقنية حول الخط والزخرفة في كتابة المصحف الشريف لفائدة المشاركين في نهائيات الدورة الثالثة لمسابقة حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، وذلك على هامش افتتاح معرض المصاحف القرآنية.
ويستفيد المشاركون في هذه المسابقة القرآنية، التي تنظمها المؤسسة ما بين 11 و14 غشت الجاري برحاب مسجد محمد السادس بدار السلام (جمهورية تنزانيا الاتحادية)، من هذه الورشات التي تستمر طيلة أيام المسابقة، وذلك بتأطير من خبراء في فن الخط والرسم والضبط والتصحيح.
وتهدف هذه الورشات إلى إطلاع المستفيدين على تقنيات كتابة المصحف الشريف، بما فيه من اختيار الخطوط المناسبة لكتابة المصحف والذي يشترط فيها الوضوح التام، إضافة إلى احترام الرسم القرآني، فضلا عن الدقة في ضبط حروف وعلامات الوقف بالمصحف الشريف.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الخطاط والباحث، محمد المصلوحي، إن الهدف من الورشات يكمن، بالأساس، في إطلاع المهتمين بحفظ القرآن الكريم على ضوابط كتابة المصحف الشريف من الناحية الفنية على الخصوص.
فالكتابة المصحفية، يضيف الباحث، تحتاج إلى ضبط فني وجمالي للارتقاء بالحرف إلى مستوى تجويد القرآن الكريم، لافتا، في هذا الصدد، إلى أن “المجود يجود القرآن الكريم بصوته، والخطاط يجود الخط القرآني بقلمه”.
وسجل المصلوحي أن المشاركين في هذه الورشات سيستفيدون من توضيحات وشروحات هامة حول كيفية كتابة الحرف بالطريقة المغربية، وذلك على غرار “ما دأب عليه أجدادنا وأسلافنا تحقيقا لكتابة القرآن الكريم في أحسن حلة”.
من جهته، أبرز عبد الرحيم أولين، رئيس شعبة فن الخط بأكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، في تصريح مماثل، أن هذه الورشات تروم تقديم أساليب كتابة المصحف الشريف لفائدة المشاركين في المسابقة، وذلك قصد إماطة اللثام عن العمل الجاد والجمالية الفنية للمصاحف القرآنية.
وأوضح أن “الكتابة المصحفية لها خاصياتها التي تتميز بها عن الكتابة الإملائية”، مبرزا أنه سيتم إطلاع المستفيدين من هذه الورشات “على الرسم القرآني، بما يتضمنه من العد والوقف وحلية مفاتح الصور وغيرها”.
وبخصوص الخط المغربي، قال أولين، وهو أيضا عضو في اللجنة الوطنية لجائزة محمد السادس للزخرفة المغربية على الورق، إن “الخط المغربي المبسوط تبسيط للخط الكوفي، وبالتالي فقد ظل وفيا للعهود الأولى”، مضيفا أنه “حين يكون المصحف الشريف مكتوبا بالخط المغربي المبسوط تكون الزخرفة مغربية لكي يكون هناك تكامل وتناسق في جمالية الكتابة القرآنية”.
من جانبه، قال أحمد فاروق بلو، مشارك من جهورية بوركينافاسو في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع، إنه تحصل من خلال ورشة الخط والزخرفة على معلومات مفيدة بخصوص مراحل وتقنيات كتابة المصاحف القرآنية.
وكان قد جرى، في وقت سابق اليوم بدار السلام، افتتاح معرض المصاحف القرآنية، قصد إبراز التقاليد الراسخة للمملكة المغربية في صناعة المصحف الشريف والإسهام في تعظيم وتشريف كتاب الله العزيز.
حضر حفل افتتاح المعرض، الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمرافق مسجد محمد السادس بدار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، كل من نائب رئيس البرلمان التنزاني، موسى حسن زونكو، ورئيس فرع المؤسسة بتنزانيا، مفتي البلاد، الشيخ أبو بكر الزبير بن علي امبو انا، والأمين العام للمؤسسة، محمد رفقي، إلى جانب عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية.
وساهم في إثراء هذا المعرض، المنظم ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمسابقة حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده (من 11 إلى 14 غشت الجاري)، عدد من المؤسسات الوطنية، لا سيما المكتبة الحسنية والمكتبة الوطنية وجامعة القرويين ومؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، وكذا مكتبة ابن يوسف بمراكش.
وعرف المعرض تقديم تاريخ المصاحف المغربية وخصوصياتها الجمالية وتنوعها الفني، في مسيرتها الممتدة من القرون الأولى للإسلام في المغرب إلى اليوم، وذلك من عهد المخطوط اليدوي الى عصر الطباعة وظهور المؤسسات المختصة في طباعة المصحف الشريف بالمملكة المغربية من قبيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف.
وتتغيى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، من خلال هذا المعرض، التأكيد على عناية المملكة المغربية، تحت القيادة السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، للحفاظ على تقاليد المملكة الراسخة في صناعة المصحف الشريف عبر القرون والتي ما زالت حية ومستمرة إلى اليوم.