ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
شكل موضوع “إفريقيا في فكر وممارسة جلالة الملك محمد السادس” محور ملتقى وطني نظمته كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – أكدال، وجامعة محمد الخامس بالرباط، ومنظمة السلم والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان، اليوم الاثنين بالعيون، بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد، في إطار فعاليات الدورة الثالثة للجامعة الموسمية بالعيون .
ويهدف هذا الملتقى المنظم بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وولاية جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من الشركاء، إلى تحليل مسارات الدبلوماسية المغربية تجاه إفريقيا التي مرت بدينامية قوية في عهد جلالة الملك محمد السادس ، وذلك على مستويات مختلفة ولا سيما المجال الإنساني والتضامني والمجال الديني والروحي مع تبني نهج مبتكر حديث ومعتدل ومتسامح.
وأبرز رئيس جامعة محمد الخامس الرباط، محمد غاشي، أن تنظيم هذا الملتقى الذي يعرف مشاركة ثلة من الخبراء والأساتذة الجامعيين والطلبة والدبلوماسيين من إفريقيا جنوب الصحراء، يساهم في إبراز دور الدبلوماسية في تمتين وتقوية العلاقات المغربية الافريقية، والكشف عن بعدها التاريخي والروحي، وإظهار مختلف الجوانب السياسية والجيواستراتيجية للعلاقات المغربية الافريقية، وتعميق البحث في سياسة المغرب الخارجية تجاه إفريقيا وملف الصحراء المغربية.
وأضاف غاشي أن القارة الإفريقية حاضرة بقوة لدى المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، وذلك تثمينا للروابط الوثيقة التي تجمع بين الطرفين على المستوى الجغرافي والتاريخي والديني والاقتصادي والاجتماعي، مشيرا الى أن المغرب يكتسي عمقا إفريقيا يتسم بخصوصيات حضارية دالة ، ويتميز بمعطيات ثقافية فارقة .
وذكر بالمناسبة أن جلالة الملك محمد السادس بذل جهودا جبارة لتعزيز الدبلوماسية المغربية اتجاه القارة الإفريقية، ونهض بدور طلائعي في تنميتها على مستوى تحقيق الأمن القومي ومواجهة التطرف وترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح والتضامن، والرفع من وتيرة الاستثمار الاقتصادي وفق مقاربة رابح – رابح .
وسجل أن الجامعة المغربية انخرطت بقوة في عملية توطيد العلاقات المغربية الافريقية، مشيرا في هذا الصدد الى مبادرة جامعة محمد الخامس التي عملت على تعزيز آليات النهوض بالعمل الإفريقي بتأسيس معهد الدراسات الافريقية الذي أغنى المعرفة بالقارة الافريقية بما أنجزه من مقاربات وأنشطة علمية ، بالإضافة إلى تكوين الطلبة الأفارقة وإنجاز الدراسات والبحوث، وتنظيم الندوات والمحاضرات والزيارات، وإحداث مجموعة من أسلاك الماستر وإنجاز مجموعة من البحوث والأطاريح الجامعية التي تهتم بالشأن الإفريقي في مجال الجغرافيا والتاريخ والسوسيولوجيا والانتروبولوجيا واللسانيات والعلاقات الدولية وحقوق الإنسان .
ومن جهته، أبرز عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- أكدال، السيد فريد الباشا، أن الملتقى يشكل فضاء للحوار وإبراز الدور الذي يضطلع به المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس فكرا وعملا وممارسة من أجل النهوض بالقارة الإفريقية وجعلها تعيش في سلم وازدهار وحرية وكرامة وتضامن.
ودعا السيد الباشا بالمناسبة إلى إنشاء مرصد بمدينة العيون للتعاون جنوب – جنوب بشكل دائم للدراسات يكون قوة اقتراحية .
من جانبه، أكد رئيس منظمة السلم والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان، محمد سالم الشرقاوي، أن هذا الملتقى يشكل فضاء للنقاش والحوار بين الفاعلين في مختلف المجالات، واستمرارا لمجموعة من الأوراش التي فتحتها المنظمة وشركائها، وفرصة من أجل تعميق النقاش في موضوع ” إفريقيا في فكر وممارسة جلالة الملك محمد السادس” خاصة و ان القارة أصبحت منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، من أولويات السياسة الخارجية للمملكة .
وتميز هذا الملتقى بإحداث ركن للمعرفة يحمل اسم المرحومة “آسية الوديع”، تم تجهيزه تزويده بمجموعة من الكتب والمجلات والأطروحات والإصدارات العلمية ووضعها رهن إشارة طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون والكلية المتعددة التخصصات بالسمارة، وذلك في سياق الدبلوماسية الجامعية وتعزيز البحث العلمي.
كما عرف هذا الملتقى تقديم مجموعة من المداخلات تمحورت حول “الدبلوماسية الملكية والتعاون بين بلدان الجنوب الادوار والفرص” ، و “العلاقات المغربية الإفريقية روح شراكة قوية وهادفة”، و” البعد التاريخي والروحي للعلاقات المغربية الإفريقية”، و”الجوانب السياسية والجيو استراتيجية للعلاقات المغربية الإفريقية” ، و” سياسة المغرب الخارجية اتجاه إفريقيا وملف الصحراء المغربية”.
حضر أشغال هذا الملتقى والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليم العيون السيد عبد السلام بكرات، والسفير المتجول المكلف بحقوق الإنسان السيد احمد حرزني، والكاتب العام لولاية العيون السيد ابراهيم بوتميلات، وعدد من عمداء الكليات بجامعات محمد الخامس وابن زهر والقاضي عياض، إلى جانب ثلة من الأساتذة الجامعيين والممارسين الدبلوماسيين من إفريقيا جنوب الصحراء والخبراء والفاعلين الجمعويين والطلبة الأجانب.