سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
دعت شابات مغربيات تعرضن لاعتداءات جنسية إلى كسر الصمت وفضح المتورطين، مع الإعلان اليوم الجمعة 17 يونيو الجاري، عن رفع أربع شكاوى قضائية ضد رجل الأعمال الفرنسي جاك بوتيي، المعتقل في قضية “اغتصاب قاصر” تثير الاهتمام في فرنسا.
وحضرت ثلاث من المشتكيات الأربع إلى جانب نشطاء الجمعية المغربية لحقوق الضحايا مؤتمرا صحافيا في طنجة، أعلن خلاله رفع الشكاوى الأربع حول أفعال “الاتجار بالبشر والتحرش الجنسي والعنف اللفظي والمعنوي”، وفق ما أوضحت عضو الجمعية المحامية كريمة سلامة لوكالة فرانس برس.
وأكدن أنهن فصلن من العمل بعدما رفضن الخضوع “للتحرش والابتزاز الجنسي” من طرف بوتيي الذي كان يدير هذه الشركة، في وقائع تعود إلى ما بين 2018 و2022.
وجاء رفع هذه الشكاوى لدى النيابة العامة بطنجة بعد بروز قضايا مماثلة في فرنسا يتهم فيها بوتيي.
وفضلت المشتكيات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 26 و28 عاما، تغطية وجوههن بكمامات طبية ونظارات وعدم كشف أسمائهن “حماية لهن”، كما أوضحت رئيس الجمعية عائشة كلاع.
ويشكل الخوف من الوصم الاجتماعي والأحكام السلبية، في الغالب، عوائق تمنع النساء ضحايا الاعتداءات الجنسية من الكلام وأيضا من تقديم شكاوى قضائية، وذلك رغم تبني المغرب قبل بضعة أعوام قانونا يشدد العقوبات ضد التحرش الجنسي.
وخاطبت إحدى المشتكيات الصحافيين: “تجرأت على الحديث اليوم لأنني أريد أن أعطي درسا لكل المتحرشين (…) وهم كثر في العالم، ولكن أيضا لبعث رسالة أمل إلى كل ضحايا التحرش الجنسي”.
وأضافت: “حان الوقت لنستيقظ جميعا وننهي هذا التطبيع مع التحرش في أماكن العمل”.
واتهمت الشابة التي كانت تتحدث مغطية وجهها بنظارة سوداء مشغلها السابق ومسؤولين آخرين في الشركة بأنهم “عرضوا عليها إغراءات مالية” مقابل الجنس.
وأكدت تعرضها “لضغوط رهيبة” انتهت بفصلها من العمل، بسبب رفضها “الخضوع للإغراءات”.
واستطردت مشتكية أخرى كانت تجلس بجانبها: “كانت فترة عصيبة عانيت خلالها كثيرا، أتحدث اليوم لأنني لم أعد أشعر أنني وحيدة بعدما عرفت أن هناك عددا من الضحايا الأخريات في فرنسا والمغرب”.
واتهمت الشابة بدورها بوتيي بفصلها من العمل، بعدما “رفضت تحرشه بها”، متابعة “أقول لمن لا يزلن خائفات هذا هو الوقت المناسب لكسر الصمت”.
من جهتها روت شابة ثالثة ضمن الشاهدات إن المشتكى عليه “مرر يده على جسدها داخل فضاء العمل (…) أصبت بصدمة ما أزال تحت وقعها، بدون أن يدعمني أحد”.
وأضافت “في وقت ما فقدت الثقة في الجميع، وصرت أظن أن الحصول على عمل بالنسبة لامرأة يعني بالضرورة تعرضها للتحرش”.
كذلك استنكرت الشابات الثلاث في شهاداتهن “تواطؤ مسؤولين آخرين” مغاربة وفرنسيين في الشركة، التي استقال بوتيي من رئاستها بعد اعتقاله، منددات ب”استغلال هشاشة الموظفات” في هذه المؤسسة التي تملك ثلاثة فروع في طنجة.
بينما لم تعلن النيابة العامة المغربية بعد أي قرار بخصوص هذه الاتهامات الواردة في الشكاوى المرفوعة ضد بوتيي، قالت عائشة كلاع “نتوفر على وسائل إثبات بينها مراسلات نصية على الهاتف وعبر الإيمايل، وكذلك تسجيلات لكاميرات مراقبة في أماكن العمل”.
وأضافت أن “تحقيقا فتح في هذه الشكاوى ولدينا ثقة بالقضاء”، مشيرة إلى أن الجمعية سوف تقدم شكويين أخريين في الموضوع نفسه الأسبوع المقبل.
ويقول مسؤولو هذه الجمعية إن هناك ضحايا أخريات يأملن أن يتقدمن بشكاوى، بهدف “كسر جدار الصمت وفضح الجرائم الجنسية المرتبكة في حقهن”، كما تابعت كلاع.
ويأتي الإعلان عن هذه الشكاوى بعدما قرر القضاء الفرنسي في ماي ملاحقة جاك بوتيي (75 عاما) في قضية اتجار بالبشر واغتصاب قاصر، وذلك بعد تحقيق أولي جرى فتحه إثر شكوى من خمسة أشخاص.
وهو أيضا ملاحق بتهم تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز وحيازة صور جنسية لقاصرين، وتقرر اعتقاله منذ نهاية ماي.