سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
سيدي أبي القنادل (سلا) -قال السفير البرتغالي بالمغرب، برناردو فوتشر بيريرا ، اليوم الإثنين بسيدي أبي القنادل، إن المغرب والبرتغال سيظلان “في طليعة” المدافعين عن المحيطات.
وأكد السيد فوتشر بيريرا ، الذي كان يتحدث خلال افتتاح ندوة دولية تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع السفارة البرتغالية بالمغرب، أن “المغرب والبرتغال سيظلان، وأنا واثق من ذلك، في طليعة المدافعين عن المحيطات”.
وأشاد في هذا السياق بـ “الالتزام الاستثنائي” للمؤسسة في مجال حماية المحيطات، خاصة ضد التلوث البحري ، معربا عن “عظيم الشرف” بهذه الشراكة من أجل تنظيم هذه التظاهرة، التي تهدف إلى “التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات”، المقرر عقده من 27 يونيو إلى 1 يوليوز المقبلين في لشبونة.
وأوضح أن هذا المؤتمر الثاني للأمم المتحدة حول المحيطات، الذي كان مقررًا تنظيمه سنة 2020 إلا أنه تأجل بسبب كوفيد 19، والذي نتشارك في تنظيمه مع كينيا، يمثل لحظة حاسمة لتعبئة المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الكبيرة التي نواجهها على مستوى تدبير المحيطات، مثل ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة الاحتباس الحراري والتلوث البحري “.
وتابع أن المغرب والبرتغال، “دولتان تطلان على المحيط الأطلسي بسواحل تبلغ آلاف الكيلومترات، وبحار إقليمية مهمة، ومناطق اقتصادية محضة (…) معنيتان بشكل مباشر بهذه الإشكالية”، مشددا على أنه بالنظر إلى أنهما دولتان متجاورتان وصديقتان مدعوتان إلى “العمل معًا” لمجابهة هذه التحديات.
وأبرز الدبلوماسي البرتغالي أن مهمة مؤتمر لشبونة تتمثل في دعم الجهود المبذولة لتحقيق هدف التنمية المستدامة (رقم 14)، الرامي إلى “المحافظة على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام من أجل التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أنه سيركز على موضوع “المحيطات: تكثيف العمل القائم على العلوم والابتكار لتنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة: حصيلة، شراكة وحلول”.
وشدد الدبلوماسي على أنه “في الوقت الذي ينقسم فيه المجتمع الدولي، للأسف، بشأن العديد من القضايا، فإنه من المهم أن نتمكن، على وجه الخصوص، من مواصلة العمل معًا للتغلب على التحديات التي تهمنا أكثر، والتي تهم الإنسانية ككل” .
وقال إن “عمل الحكومات يظل حاسما بكل تأكيد، إلا أنه ليس كافيا، حيث يعتبر انخراط المجتمع المدني أمرا ملحا”، مؤكدا على أهمية تعبئة المنظمات الحكومية الدولية، والمؤسسات المالية، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات، والأوساط العلمية والقطاع الخاص، والمنظمات الخيرية والشباب.
وإلى جانب هذا الحدث رفيع المستوى الذي سيجمع وفود العديد من البلدان، سيقدم المؤتمر “برنامجا غنيا” سيمكن من معالجة إشكالية المحيطات من جميع الزوايا، بالإضافة إلى حوار تفاعلي حول عدد من المواضيع مثل مكافحة التلوث البحري، وتدبير وحماية النظم البيئية البحرية والساحلية، ومكافحة تحمض واحترار المحيطات ، واستدامة الصيد البحري، والنهوض بالاقتصاد البحري، وتطوير القدرات البحثية، ونقل التكنولوجيات البحرية، وقانون البحار.
وأشار السيد فوتشر بيريرا إلى أنه علاوة على البرنامج الرسمي، سيتم أيضا بلشبونة تنظيم منتدى للاستثمار في الاقتصاد الأزرق المستدام، ومنتدى للشباب والابتكار، وندوة رفيعة المستوى حول الماء، للتطرق إلى الدورة الكاملة للماء، واستكشاف أوجه التكامل بين الهدف 14 و 6 من أهداف التنمية المستدامة “مياه الشرب والصرف الصحي”.
ودائما في البرتغال، أكد الدبلوماسي أنه سيتم قبل أيام قليلة من المؤتمر، تنظيم تظاهرة خاصة من قبل الفاعلين المحليين والإقليميين حول التحديات والفرص التي تقع ضمن مسؤولياتهم في عملية تدبير وحماية المحيطات.
وخلص إلى أن “نجاح هذا المؤتمر رهين بمدى قدرتنا الجماعية على تعبئة الإرادة السياسية للمجتمع الدولي، والتوصل إلى أفكار جديدة، والاستفادة من المعرفة العلمية والابتكار، وإشراك الشباب وتقليص الموارد المالية اللازمة لتنفيذ التدابير”، التي ستمكن الأجيال القادمة من الحفاظ على هذه الموارد، التي لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة لمستقبل الإنسانية، في إشارة إلى محيطات سليمة.
يشار إلى أن الندوة حول “مؤتمر الأمم المتحدة 2022 حول المحيطات: أي دور للعلوم والابتكار في المغرب وأفريقيا؟” شهدت مشاركة شخصيات مغربية وبرتغالية مرموقة، وخبراء في مجال المحيطات، علاوة على ممثلين عن المجتمع المدني.
وتميز هذا الحدث بجلسة رفيعة المستوى تناولت موضوع “مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في لشبونة.. أي دور للعلوم والابتكار؟”، علاوة على تنظيم جلسة خاصة بالخبراء.