الدار البيضاء – أبرز الضابط الكبير، رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، الطموح الملموس في ما يخص المجال الثقافي، والشغف الحقيقي بالفعل الثقافي اللذين يحملهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز السيد الهاشمي الإدريسي، في كلمة ألقاها بمناسبة الفصل الاحتفالي العاشر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب الذي جمع مهنيين في مجال الكتابة ملتزمين بتعزيز وتطوير القراءة والثقافة في المملكة، أنه ” في المغرب، هناك طموح ملموس للثقافة، وشغف حقيقي بالفعل الثقافي يحملهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، منذ بداية توليه الحكم”.
وقال السيد الهاشمي الإدريسي، إن “الفضاء المغربي، في كل أراضيه، يسطع بإنجازات ثقافية ومعمارية متميزة تمنح لبلادنا، بفضل الأوراش الملكية، وزنا إقليميا مهما”.
وأبرز السيد الهاشمي الإدريسي، أمام مجموعة من الشخصيات المغربية والأجنبية المرموقة، أن ” المسارح الكبرى في الرباط والدار البيضاء، التي تعد منشآت ثقافية ذات مكانة دولية، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وازدهار المتاحف في جميع أنحاء المملكة، والمهرجانات الحديثة التي يضفي انتظامها إيقاعا خاصا للحياة في المدن، والدعم المالي الشامل والسخي، لفائدة الفاعلين الثقافيين في جميع المجالات، تشكل جميعها ركيزة لسياسة ثقافية تقارب النضال الحازم”.
وفي هذا السياق، أشار السيد الهاشمي الإدريسي أيضا إلى أن أكاديمية المملكة المغربية، باعتبارها مؤسسة “استراتيجية” تعكس بشكل تام، الطموح الملكي في ما يخص المجال الثقافي، والتي تعمل على استعادة حقيقية للحياة الثقافية، وتجديد لا يمكن إنكاره للفكر، مع اتباع نهج إنساني يوحد البلدان والقارات.
وأبرز في هذا الإطار، أنه “من خلال نشاط تحريري مكثف، وتنظيم لقاءات وندوات أكاديمية متعددة، أصبحت هذه المؤسسة محورا عالميا لإعادة بناء الحضارات من خلال المعرفة، والاحترام المتبادل، والتعايش الثقافي المثمر”.
من جانب آخر، عبر السيد الهاشمي الإدريسي عن فخر جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، بأن تكون في خدمة الثقافة والمساهمة في خلق جسور التفاهم والصداقة بين الشعوب.
وأكد في السياق ذاته أن “فخرنا بأن نعمل في خدمة الثقافة لا يضاهيه سوى فخرنا بالمساهمة في التفاهم والصداقة بين الشعوب”.
وأضاف: “نحن نعتبر انتسابنا الدولي ضمانة للغنى الثقافي، والسلام والتعايش بين الجميع وفي كل مكان، في إطار الحضارة المغربية التي تعود إلى قرون”.
وبالنسبة للسيد الهاشمي الإدريسي، فإن إحدى السمات الرئيسية لأصدقاء غوتنبرغ -المغرب تكمن في التنوع والقيم الإنسانية، وروح التبادل والمشاركة بين أعضائها.
وأوضح في هذا السياق، أنه “في البداية، هناك بدون شك، الأخوة، التي تعتبر الرابط الذي يجمع الكتاب، والفاعلين الثقافيين، وكافة الجهات الفاعلة في عملية الإبداع، ولكن يأتي بعد ذلك وبقوة، الإدراك الكبير الذي نملكه جميعا، بأن لدينا مصيرا وحياة نعيشها بشكل مشترك في خدمة الثقافة، على الخصوص تجاه مجتمعاتنا، التي تكون أكثر هشاشة في بعض الأحيان”.
وأضاف رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب أن العمل في خدمة الثقافة “شرف نعيشه بشكل عميق.. فشرف الخدمة، والنقل، والتقريب، تعد الأسس التي تقوم عليها جمعيتنا والمعنى العميق لالتزامنا”.
وتابع في السياق ذاته، “ما الذي يمكن أن يكون أكثر روعة وبهجة من أن يكون الشخص بمثابة ناقل ثقافي يعمل من ضفة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى ومن حضارة إلى أخرى..إن فكرة خلق جسر بين الحضارات تعد أكثر إنتاجية لخدمة الإنسانية من ألف رغبة عقيمة لإثارة الحروب “.
من جانبه، أعرب فيليب جوردان، الأستاذ الأكبر في جمعية (أصدقاء غوتنبرغ – المغرب)، بهذه المناسبة ، عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء بالدار البيضاء، بعد ثلاث سنوات من الفصل الرسمي الأخير، وتوقف الأنشطة بسبب وباء كوفيد-19.
وأكد “نحن سعداء بالمشاركة في هذا اللقاء الذي آمل أن يطوي بشكل نهائي صفحة الإحباطات التي عشناها في السنوات الأخيرة”، مضيفا أنه “مع حلول فصل الربيع، يمكننا أخيرا استرجاع شغفنا وديناميتنا في الجمعية المغربية، في خدمة أخوة متجددة، عززتها التحديات التي عشناها سويا”.
من جهة أخرى، أشار السيد جوردان إلى أن المهمة الرئيسية لجمعية (أصدقاء غوتنبرغ – المغرب)، تكمن في تعزيز الكتابة والطباعة، والقراءة والثقافة بجميع أشكالها.
وأوضح أنه “نجتمع في كل فصل للاحتفال بالكتابة دون تحفظ، بثقة وحماس لكي تبقى الكتابة على قيد الحياة، بل والأكثر من ذلك، حتى تنمو وتزدهر، وتقاوم الهجمات وتتغلب على كل التهديدات”.
وشدد على أنه “لا يمكننا أن نقول ذلك بما فيه الكفاية: الكتابة هي الحافظة للثقافة”، مبرزا أن “الدفاع عن الثقافة يعد اليوم أكثر أهمية، في الوقت الذي نعيش فيه تحت تهديد حرب حقيقية”.
وفي الحديث عن الإشعاع الثقافي في المغرب، “البلد الضاربة جذوره في عمق التاريخ، الوريث لقرون من التقاليد”، أشار السيد جوردان إلى أنه ” لا شيء جامد في المملكة”، مبرزا أن “الثقافة المغربية حية، تشكلت من خلال تأثيرات عديدة، وبالإضافة إلى ذلك، تمكن المغرب من تثمين تقاليده، مع تطوير حداثة سمحت له بالتألق والإشعاع بشكل أكبر على المستوى العالمي”.
وشكل الفصل الاحتفالي العاشر مناسبة لتقديم خمس شخصيات، كرفاق جدد لغوتنبرغ، وترقية ستة آخرين من الرفاق إلى مراتب عليا، وتعيين كل من السيد عبد الجليل الحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، والسيد محمد نبيل بنعبد الله الوزير السابق، برتبة قائد، وهي أعلى رتبة تمنحها الجمعية.
وتضم جمعية أصدقاء غوتنبورغ-المغرب، والتي رأت النور في أبريل 2010، من خلال توأمة مع جمعية أصدقاء غوتنبورغ-فرنسا، مجموعة من الشغوفين والمهتمين بالكتابة، بهدف المساهمة بشكل فعال في تعزيز وتطوير القراءة والثقافة، من خلال المساهمة في بناء عالم عادل تسوده روح الأخوة والاحترام لكافة الثقافات.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية أصدقاء غوتنبورغ، رأت النور سنة 1979 بفرنسا، قبل أن يتوسع مجالها من خلال عمليات توأمة على المستوى العالمي .