كان مضمون الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس واضحا لا يحتمل سوى قراءة واحدة، تصدح بحقيقة أن إسبانيا والمغرب جارتان وشريكان استراتيجيان، لا محيد لأي منها عن الأخرى.
في السياق نفسه، جاءت المحادثات الهاتفية بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية لتؤكد هذا المعطى الذي يحترم التاريخ والثقافة وكل موروث مشترك.
وما الزيارة المبرمجة لرئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، يوم الخميس 7 أبريل الجاري، بدعوة كريمة من ملك المغرب، إلا دليل قاطع على أن ما يجري في الوقت الحاضر، هو كتابة صفحة جديدة بين الدولة المغربية والدولة الإسبانية، وليس بين المغرب والحكومة الإسبانية، بحسب بعض القراءات القيصرية لأعداء أنفسهم قبل أن يكونوا أعداء الوطن.
قبل أن يحل رئيس الحكومة الإسبانية بالمغرب، كان أكد يوم الأربعاء الماضي، أن العلاقات مع المغرب “الجار والشريك الإستراتيجي”، تشكل “شأنا للدولة يتطلب سياسة دولة”.
وقال سانشيز أمام مجلس النواب الإسباني إن “الحكومة مصممة بشكل راسخ على تدشين مرحلة جديدة في العلاقات القائمة بين البلدين، بخارطة طريق واضحة وطموحة”.
وأكد أن المغرب هو “جار وشريك إستراتيجي لا محيد عنه”، مضيفا أنه “على امتداد التاريخ، تمكن البلدان من نسج علاقات إنسانية، اتفاقيات وعلاقات شكلت مصالح مشتركة”.
وخلص سانشيز إلى أنه من خلال فتح صفحة جديدة مع المغرب “نكون قد سلكنا طريق السياسة الواقعية من أجل الاستجابة لتحديات الدولة، لاسيما من حيث الاستقرار، الازدهار والأمن”.
في سياق متصل، قال رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، خلال جلسة عمومية لمجلس النواب الإسباني، الأربعاء الماضي، إن موقف إسبانيا الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي، باعتباره “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية” لحل النزاع حول الصحراء المغربية، ينبع من الإرادة الكاملة لإسبانيا للإسهام “بفاعلية” في تسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا.
وأكد سانشيز، أن “إسبانيا اتخذت هذا القرار بإرادة كاملة لاتخاذ خطوة إلى الأمام” نحو تسوية هذا النزاع.
أمام كل هذا الوضوح من الدولة الإسبانية، ماذا بقي لأصحاب تخريجات أن موقف “حكومة سانشيز لا يلزم الدولة الإسبانية”؟! أو أنه “غير قانوني وغير دولي”؟!
المخجل حقا، أن تصدر مثل هذه التخريجات عن مغاربة، يصرون على إطلاق تعابير رنانة، لا تحمل أي عمق فكري أو تحليلي.