ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
أشاد وزير الداخلية والأمن الإيفواري، فاغوندو ديوماندي، ممثلا للرئيس الإيفواري، بشدة بإحداث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، كهيئة قارية لتعزيز العيش المشترك والسلام في جميع أنحاء إفريقيا.
جاء ذلك في كلمته اليوم الجمعة بأبيدجان، باسم الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية التي نظمها المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بالكوت ديفوار، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في موضوع، “الرسالة الخالدة للأديان” والتي اختتمت باعتماد “إعلان السلام” الموسوم باسم “إعلان أبيدجان” .
وقال الوزير الإيفواري إن هذه الندوة شهدت على مدار ثلاثة أيام تأملات مكثفة من قبل المشاركين، مسلطا الضوء على استدامة الرسالة الأبدية للسلام بين الأديان، تجاه المجتمع الإيفواري وتجاه المجتمع الإفريقي والبشرية جمعاء.
ورحب الوزير باعتماد المؤتمر ل”ميثاق السلام” ( ميثاق أبيدجان)، والذي أكد فيه العلماء الأفارقة مجددا على أن “السلام، الذي يتوقف عليه بيتنا الإفريقي المشترك، يتطلب منا أن نحافظ كلنا على هذا الصرح وأن نحميه جميعا. فالسلام الحقيقي الدائم، هو ذلك الذي يؤمن أسرنا وجيراننا ومجموع الأمة الإيفوارية والإفريقية”.
وأكد الوزير الإيفواري أن مسألة السلام، “تبقى الحقيقة الأساسية للعيش المشترك” داعيا المشاركين إلى الحفاظ على أواصر هذا الزخم وهذه الأخوة التي نسجوها في أبيدجان من خلال ميثاق السلام، لتشكل حصنا ضد التطرف الديني، وتعزيز قيم السلام والعيش المشترك ومواجهة كل أشكال التطرف والغلو في جميع أنحاء إفريقيا.
ومن جانبه أعرب رئيس المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بالكوت ديفوار عثمان دياكيتي، عن ارتياحه لنتائج هذه الندوة الدولية، موضحا أن “الموضوعات الخمسة، التي تم تحليلها ومناقشتها من قبل العلماء، عززت بشكل كبير قدرتنا على الاستثمار الفعال في هذا المجال”.
وأضاف أن “هذه الندوة الدولية حول الحوار بين الأديان تجدد أملنا في التعايش المتناغم والتعايش بين السكان من مختلف المعتقدات”.
وانتهز عثمان دياكيتي هذه المناسبة ليتوجه مرة أخرى بالشكر لجلالة الملك محمد السادس على مبادرته الرائعة بتأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والتي من بين فضائلها الكبيرة جمع علماء وأئمة إفريقيا لإشاعة قيم إسلام السلام والعدل والتسامح والوسطية.
يذكر أن إعلان أبيدجان أكد أن “القيم الكونية التي تدعو إليها الأديان، ومن بينها الحوار الديني، والتضامن، والإخاء، والتسامح والانفتاح على الآخر واحترام الكرامة الإنسانية هي جميعها أساس الحوار بين الحضارات، مثل ما هي قيم حقوق الإنسان المعترف بها عالميا”.
وقد أعرب العلماء الأفارقة في هذا الإعلان، أنهم يلتزمون “رسميا بالسهر على أن يتأسس هذا الحوار، المفضي للعيش المشترك بين كل الأديان، بطريقة مستدامة، في احترام للقانون، وجميع المعتقدات والممارسات الدينية، وكذا حرية الضمير وممارسة العبادة”.
كما أجمعوا على “إدانة كل خطابات الكراهية والتمييز وكل أعمال العنف، مهما كان مصدرها، والتي -تحت غطاء الدين- تجعل العيش المشترك وأمن المجتمعات وممتلكات الأشخاص في خطر”.
وجرى الحفل الختامي للندوة بحضور المستشار الخاص لرئيس الجمهورية الإيفوارية المسؤول عن شؤون العبادة والشؤون الاجتماعية، إدريسا كوني، والأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة محمد رفقي، والقائم بالأعمال بالسفارة المغربية بأبيدجان صلاح زروال الإدريسي، وعدة شخصيات أخرى.