ثمن المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا، خطاب الملك محمد السادس، والذي وجهه إلى القمة المنعقدة ببروكسيل، للاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي، حيث تضمن مجموعة من المفاهيم التاريخية والمقاربات الواعد، التي أسس عليها المغرب إستراتيجيته الدولية، انطلاقا من مواقفه الثابتة في القضايا العادلة للإنسانية، خاصة في مجال تكريس قواعد السلم والسلام والأمن والأمان العالمين.
وتشجيعه لكل المبادرات الرامية إلى ضمان العيش الكريم في منتظم دولي يسوده العدل عبر اقتصاديات متكاملة تستهدف الحد من الفقر والإقصاء والتهميش لبعض الدول الفقيرة.
وأضاف المجلس الفيدرالي، أن المقاربة المغربية التي رسمها مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، ركزت على التاريخ المشترك، المؤسس على الجدية المسؤولة التي تجلت في الاتفاقيات المبرمة بين هما، والتي تتوخى الرفع من مستوى التنمية المستدامة بالقارتين الإفريقية والأوروبية.
وفي هذا السياق، قال علي السعماري، رئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني، الأستاذ الباحث، إن تركيز الملك محمد السادس، على التعليم والثقافة والتكوين المهني والتنقل والهجرة، إشارة على بعد نظر استراتيجي حكيم، يتمثل في كون هذه المجالات هي المحرك الرئيسي لتطور المجتمعات وازدهارها، والسبيل الوحيد لربط علاقات دولية مبنية على التكامل والتشارك والتنسيق في القضايا التي تستوجب حلا لها. مضيفا، أن الشباب، كقوة نشيطة، يجب أن يكون لها حيز في صناعة السياسات العمومية المشتركة بين القارات، فالاقتصاديات الواعدة تحتاج إلى قدرات نشيطة مؤهلة علميا وثقافيا وتكنولوجيا للرفع من مستوى التنمية المستدامة عالميا.
ونوه رئيس المجلس، بالمقاربة الملكية، الرامية إلى تأمين استمرارية التعليم والتكوين المهني والجامعي عبر التحول الرقمي التكنولوجي، وخاصة بالنسبة لإفريقيا التي يمثل فيها الأشخاص دون 20 سنة 50 في المائة.
من اجل انتعاشة اقتصادية شاملة محفزة على التشغيل والاستثمار الجيد في الطاقات الواعدة. مشيرا إلى أن الملك، لم يغفل البعد الثقافي المتنوع للقارتين، كآلية للتعاون وتقريب الشقة بين مختلف مكونات الشعوب الأوروبية والإفريقية، بحكم التاريخ المشترك.
وأوضح علي السعماري، أن الملك محمد السادس، يولي عناية كبيرة لموضوع الهجرة، التي وضع لها تصور جدي بمؤتمر مراكش، الذي تبناه ممثلو نحو 150 دولة، ونص على 23 هدفا، نسوق بعضا من أهدافه، وبموجبها يسعى إلى إدارة مسألة الهجرة بشكل أفضل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. الدفاع عن حقوق الإنسان والأطفال والاعتراف بالسيادة الوطنية للدول. مساعدة الدول على مواجهة موجات الهجرة عبر تسهيل نقل المعلومات واستيعاب المهاجرين وتبادل الخبرات.
الحد من العوامل السلبية التي تمنع المواطنين من العيش الكريم في بلدانهم الأصلية. تخفيف المخاطر التي يواجهها المهاجرون في طريقهم إلى بلدان الهجرة، من خلال احترام حقوقهم الإنسانية وتوفير الرعاية اللازمة. الإحاطة بالمجتمعات والدول، وإدراك التحولات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتأثيراتها على تفاقم الهجرة. تهيئة الظروف التي تمكن جميع المهاجرين من إثراء المجتمعات من خلال قدراتهم البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ودمجهم لدفع التنمية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية. مواجهة التضليل ونبذ خطاب العنف والكراهية فيما يتعلق بالهجرة. منع الاعتقالات العشوائية في صفوف المهاجرين وعدم اللجوء إلى إيقافهم سوى كخيار أخير.
وخلص رئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا، أن رؤية جلالة الملك نصره الله، جمعت أهم القضايا الإستراتيجية التي تربط القارة السمراء بأوروبا، رؤية تضع الأولويات صلب الاهتمام، ببدائل وحلول ناجعة تسهل عملية إنجاح الحوار القاري، الهادف إلى تعزيز الثقة المتبادلة من اجل تنمية شاملة مستدامة قوامها عدالة اجتماعية وسلم اجتماعي مستمر.