فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
جوهانسبورغ – أكد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، يوسف العمراني، اليوم الجمعة، أن إفريقيا والاتحاد الأوروبي في أمس الحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى بعضهما البعض، لبناء فضاء يعمه الرخاء والإزدهار المشترك.
وكتب السيد العمراني في عمود نشرته صحيفة “ذي ستار” الجنوب إفريقية واسعة الإنتشار، بمناسبة القمة السادسة للاتحادين الأوروبي الإفريقي، التي احتضنتها العاصمة البلجيكية بروكسيل، على مدى يومين، أن “تضاعف التحديات والأزمات سواء تلك المرتبطة بالهجرة أو المناخ، أو الصحة أو الأمن، لا ينبغي أن يكون ذريعة لتعميق الفجوات بين ضفتي المتوسط، وتجميد المشاريع الطموحة للشراكة البينية”.
وفي هذا السياق، أبرز السفير أن انتخاب المغرب مؤخرا لعضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لولاية مدتها ثلاث سنوات، يعكس بعزم التزامه الراسخ بشراكة مستدامة وشاملة.
وأكد السيد العمراني، أن المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “لطالما كانت تحمل هذه الرسالة النبيلة الرامية إلى تعزيز السلم وبناء الأمن، من خلال مقاربة شاملة تضع الإنسان في صلب اهتماماتها”.
وسجل أن المغرب “تشرفه الثقة الإفريقية لمواصلة هذا المسعى وهذه الرؤية التي نتقاسمها بعزم أكبر من أي وقت مع العديد من شركائنا من الدول الصديقة والشقيقة إفريقية وأوروبية”.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن هذه القمة كانت بمثابة “غرفة انتظار من أجل تجديد أوروبي إفريقي في صلب هذا الطموح الرامي إلى رسم ملامح المستقبل المشترك في إطار من الترابط والتضامن والتعاون “.
وأردف المتحدث بالقول إنه “بين الأزمة والفرصة، ستكون هناك، قبل كل شيء، إرادة سياسية راسخة والتزامات بناءة ستحدد وتيرة هذا المسعى المشترك لتحقيق الإزدهار المشترك والعمل المتظافر”.
ويرى السيد العمراني أنه ” آن الأوان للعمل الجدي أكثر، فإلى جانب الأزمة الصحية، نرى أن العديد من بؤر التوتر الساخنة تأخذ مسارا مثيرا للقلق في الجوار الأوروبي الإفريقي. وقد تفضي الاضطرابات السياسية الكبرى والأزمات الأمنية المستمرة وتنامي التطرف وتراجع مستوى اليقضة إلى تبلور شكوك مقلقة بشأن مستقبل السلام والأمن الإقليميين وشبه الإقليميين”.
وشدد على إن إفريقيا أضحت اليوم متحررة من قيود نموذج القارة التي تبحث عن من يقدم لها يد المساعدة، مبرزا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل، وعلى إفريقيا أن تكون قادرة، اعتمادا على وسائلها الخاصة وإرادتها السياسية، على تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
وسجل الدبلوماسي المغربي أن الإصلاحات المؤسساتية، ونهج الحوار وتعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق الاندماج المتسق، يتعين في بادئ الأمر أن يتم في إطار إفريقي محض، قبل أن يجري تفعيله في إطار أوروبي إفريقي.
وخلص إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي موجهة في المقام الأول إلى “هؤلاء الشباب الأفارقة والأوروبين، إناثا وذكورا، وإلى مواطني العالم، من اجل تحقيق تطلعاتهم التي تبقى من واجبنا”، مبرزا أن الأمر يتعلق ب”جعل هذه القمة موعدا للتاريخ، وليس إعلانا آخر للنوايا، ولكن في الواقع خارطة طريق مشتركة تحث الأفارقة والأوروبيين جميعا على تبني مقاربة ناجعة بالتزامات ملموسة ومسؤوليات غير قابلة للتقادم”.