خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
أثار الفيلم المصري اللبناني “بشتاقلك ساعات” ضجة كبيرة بين الجمهور العربي بعد عرضه بمهرجان برلين السينمائي الدولي، وذلك بسبب جرأته في طرح قضية الشذوذ الجنسي.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين شابين، ليكون بمثابة الوقود على النار، حيث إن الضجة الي صنعها فيلم أصحاب ولا أعز لم تكد تنته، حتى خرج هذا الفيلم الذي يتعرض لنفس القضية التي هوجم بسببها أصحاب ولا أعز.
ويناقش الفيلم الذي تصل مدته إلى 66 دقيقة، قضية المثلية الجنسية في الوطن العربي، إلا أن نشطاء مصريين رأوا أنه يتحدث عن مصر كون أغلب أبطاله مصريين، فضلا عن أن الفيلم من تأليف وإخراج مصري، وتمت الاستعانة بأكثر من أغنية مصرية للمطربين عمرو دياب، وأنغام، بالإضافة إلى بعض المطربات العرب مثل نانسي عجرم.
وتدور الأحداث حول شابين تنشأ بينهما علاقة حب تتوتر فيما بعد بسبب غيرة أحدهما من الآخر بسبب علاقاته المتعددة، التي اعتبرها حبيبه خيانة له ولحبه.
وكالعادة حدث انقسام بين آراء الجمهور ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وبين بعض النقاد الذين يرون أن تجسيد مثل هذه القضايا في أعمال فنية أمر إيجابي، وهذا هو دور السينما، على حد تعبيرهم.
وتقدم محام مصري يدعى أيمن محفوظ بإنذار لرئاسة الوزراء المصرية صباح الثلاثاء يطالب فيه بإسقاط الجنسية المصرية عن مخرج العمل، متهمًا إياه بالترويج للشذوذ الجنسي.
ورغم أن الفيلم لم يشاهده سوى عدد قليل حضروا العرض الأول الجمعة الماضية 11 فبراير ضمن فعاليات مهرجان برلين الدولي، إلا أنه بمجرد طرح البوستر الرسمي للفيلم، فتح الجمهور النار على صناعه، معتبرين أنه يهدم قيم المجتمع المصري والعربي، مشيرين إلى أنه من الواضح أن هناك توجها لنشر مثل هذه القضايا (الغربية) داخل المجتمع العربي.
وعلق مخرج الفيلم محمد شوقي حسن على الهجوم الذي طال فيلمه قائلا إن قضية المثلية الجنسية ليست هي المحور الرئيسي للفيلم، بل إن ما قصده في الفيلم هو التعرض لتجربة الزمان والمكان والعلاقات المتوازية بنفس الوقت.
وأضاف شوقي حسن خلال مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الأجنبية، أنه بدأ العمل على الفيلم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتم تصويره في عامين، واستوحى فكرته من المجموعة القصصية الشهيرة ألف ليلة وليلة، حيث يعتمد على السرد في الخلفية.
كما أعرب الشاعر الغنائي عماد حسن مؤلف أغنية “بشتاقلك ساعات” التي غنتها الفنانة سميرة سعيد، وتم اقتباس اسم الفيلم منها، عن غضبه الشديد من استخدام اسم أغنيته في عمل لا يتوافق معه دينيا وأخلاقيا، ويرفضه تماما.
وأضاف الشاعر المصري في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية، أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد صناع الفيلم بسبب اقتباس كلمات من أغنيته دون إذن منه، مؤكدا أنه لن يوافق على التصالح ولن يسمح لهم باستخدام إبداعه في عمل غير أخلاقي، حتى وإن عرضوا عليه أموالا كثيرة.
وكشف عماد حسن عن سعادته لحالة الرفض الكبيرة من الجمهور المصري والعربي لمثل هذه الأعمال التي تستهدف هدم القيم المجتمعية، والعادات والتقاليد التي تربت عليها الأمة العربية.
وأكد رئيس الرقابة على المصنفات في مصر خالد عبد الجليل، أن الفيلم لا يمثل مصر في مهرجان برلين، والأفلام لا تمثل بلدانها بالمهرجانات، بل تمثل شركات الإنتاج والمخرجين.
وأوضح رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أنه يرفض مثل هذه الأعمال التي تلوث تفكير النشء المصري والعربي، وتهدم قيم الأسرة، مؤكدا أنه لن يتم السماح بعرضه في مصر، مشيرا إلى أن مثل هذه الأفلام تعرض على المنصات الإلكترونية، التي لا تخضع للرقابة.
وعن رأي النقاد في ما يثار قال أحمد سعد إنه من العبث أن يتم الحكم على فيلم قبل مشاهدته، موضحا أن الفيلم لم يشاهده أحد في مصر حتى تقوم هذه الحرب.