خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
بقلم: حنان رحاب
لم أكن اتخيل ان تصل عقدة الاتحاد الاشتراكي عند وهبي حد تخصيص فقرات من كلمته الموجهة للمجلس الوطني لحزبه للتهجم “المضحك” على الاتحاد الاشتراكي…
الذين يعرفون وهبي من زمن عبور بحزب الطليعة (الطليعيون اغلبهم لا يتذكرونه)، يدركون أنه ينتهز اي مناسبة للهجوم على الاتحاد الاشتراكي.
المسألة غير مرتبطة بصراع بين الاتحاد الاشتراكي والبام، اللذين كأي حزبين يمكن أن يكونا في موقع واحد، أو في موقعين مختلفين بحسب السياق السياسي…
المسألة هي مسألة عقدة وكفى، عند كائن حربائي سياسيا إسمه: عبد اللطيف وهبي.
وهبي يمكن أن يقول كلاما في الصباح، وينكره في المساء.
يمكن أن يصعد للجبل (بالهدرة طبعا)، ثم يتحول إلى ما يشبه الحلزون الذي إذا اقتربت منه ادخل راسه في قوقعته…
لن ندخل في منابزات حزبية، ونتحدث عن ترهيب المنتخبين للالتحاق بالبام، وعن إلحاق أحزاب صغيرة قسرا، وعن تسويق الوهم بالقدرة على هزيمة البيجيدي، وتحويل البام لقوة ذات امتداد جماهيري…
تأسس البام على قاعدة من المنتمين لأحزاب سابقة، ولا زال كذلك.
التحول هو الدخول في ميركاتو مع أحزاب اخرى، مرة يستعير مرشحين منهم، وأخرى يعيرهم هو…
على اي، ذاك شأنه، فقط، من بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة.
وفي المحصلة، هو حزب موجود نحترم الكثير من قادته ومؤسسيه ممن انقلب عليهم وهبي وانكر فضلهم عليه، ونقبله، كما قبلنا الأحزاب التي كانت تسمى إدارية، ولكن تطور النسق الحزبي والممارسة الديموقراطية افضيا إلى أن تتحول جملة من هذه الأحزاب إلى أحزاب عادية، تضع الدولة مسافة معها كما تضعها مع الجميع.
إلا بعض القياديين في البام الذين لا يقبلون هذا المعطى، ولا زالوا يروجون أو يوهمون أنفسهم انهم حزب جزء من الدولة، بل يصل الوهم عندهم إلى ترويج أن الأحرار حزب جهة في الدولة، والبام حزب جهة اخرى…
والحقيقة غير ذلك…
ووهبي واحد ممن يسوقون الوهم، ويدعي وصلا في جلساته الخاصة بجهات عليا في الدولة.
وهبي لم يكن من مؤسسي البام، ولا كان من المشاركين في النقاشات التي افضت لتأسيسه…
وهبي بلا ماض سياسي، وحين يتحدث عن انتماء سابق للطليعة، فمن اي موقع؟
لا اعتقد انه تجاوز مرحلة “الخلية”.
رغم الاختلاف مع الطليعة، فنحن نعرف المرحوم بنجلون، والأستاذ بنعمرو، واليزيد البركة، وكنا نعرف الأستاذ الصبار وحكيمة الشاوي وعلي بوطوالة،،، ولم نسمع يوما بعبد اللطيف وهبي.
وهبي بلا ماض حقوقي، حتى ولو انتمى إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ويمكن الرجوع لتاريخ الجمعية، ولن تجد له حضورا قويا، وما قلناه عن الطليعة نقوله عن الجمعية، فرغم الاختلاف تبقى الأسماء الكبرى للجمعية: المرحوم الاتحادي الحيحي، والنقيب بنعمرو، وعبد الحميد امين وخديجة الرياضي، ومحمد بنعبد السلام، فاين وهبي من هؤلاء في تاريخ الجمعية؟..
شخص بلا ماض سياسي ولا حقوقي ولا اكاديمي، يقفز فجأة لقيادة حزب، في ظروف غامضة، وفي مؤتمر لازال أرشيف اليوتيوب “،الله يخلف عليه” شاهدا على المسرحية.
شخص بكل هذه الحربائية، ليس مستغربا أن يقول الشيء ونقيضه لإرضاء من يتوهم أنه سينال رضاهم.
توهم وهو يهاجم اخنوش، ويتوهم وهو يغازله.
قدم مرافعة يتيمة في خمس دقائق في ملف معتقلي حراك الريف وغادر القاعة مسرعا دون احترام لزملائه في المهنة.
كان غرضه أن ينال “تيكيت” محامي الحراك، فبئس الانتهازية.
الانتهازية التي كشفت عن نفسها، وهو يخلق أملا كاذبا عند عائلات “الله عالم بلي بيها”، قبل أن يصفعهم بحقارة “ما عندي مندير ليكوم”.
وعود على بدء: اطمئن يا وهبي ، لم نخصص لك ولو فقرة في كلمة المكتب السياسي في مجلسنا الوطني، ولن نخصصها لك، كما فعلت ، فلدينا ما هو أهم.
يكفي أن نقتطع الجزء الذي نخصص لقهوة ما بعد الغداء، لنكتب هذه التدوينة، ثم ننصرف للأهم.
أما الهيمنة وماذا تعني سياسيا، والتي حاولت أن تتفذلك وتتفيقه بالإحالة المضحكة على مجالي الثقافة والإيديولوجيا، فيكفي القول: من الأفضل أن تتحدث على “قد عبارك”، لأن ما تفوهت فيه ، أو ما كتب لك، كان من الأفضل أن تعرضه على بعض مثقفي حزبك ليصححوه لك….