سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
وأبرزت الوكالة أن المشاركين في ندوة إقليمية استضافتها عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية كينشاسا، يوم الجمعة الماضية، طالبوا بطرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي “كي تستعيد هذه المنظمة الاقليمية حياديتها ومصداقيتها، وبما يساعد في إيجاد حلول مدروسة مبنية على نهج البراغماتية والعلمية لنزاع يستمر في تقويض استقرار إفريقيا وسلامها وأمنها، ويعرقل تكاملها الاقتصادي الإقليمي والقاري”.
وأوضحت أن الندوة نظمها مكتب الشؤون العامة (BM Patners) تحت شعار “الاتحاد الإفريقي في ضوء قضية الصحراء: كيفية الانتقال من فشل ديناميكي إلى تسوية نهائية تخدم إفريقيا”، وشارك فيها عشرات الشخصيات السياسية والخبراء والجامعيين وأعضاء مراكز الأبحاث والبرلمانيين والباحثين من أنغولا والكاميرون والغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
وأضافت الوكالة اليابانية أن المشاركين أشادوا بالتزام المغرب الراسخ بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وأبرزوا الدور البارز والمتعدد الأبعاد للمغرب داخل القارة، حتى قبل عودته للاتحاد الإفريقي، في العام 2017، وهو دور يتوافق مع أهداف أجندة 2063 وكذلك مع رؤية نشطة وغير مقيدة ومسؤولة للوحدة الإفريقية، متسائلين في هذا السياق عن القيمة المضافة للجمهورية الوهمية منذ قبولها، سواء فيما يتعلق بمسائل التكامل الاقتصادي والقضايا الاستراتيجية الأخرى والملفات الحاسمة والاجتماعات القطاعية للاتحاد الإفريقي.
وأشارت في هذا السياق، إلى أن رئيس الوزراء الفخري لجمهورية الكونغو الديمقراطية، سامي باديبانغا، اعتبر أن الاتحاد الإفريقي “ارتكب خطأ منذ البداية من خلال عدم احترامه لقوانينه عندما قبِل بعضوية +البوليساريو+ الكيان الذي يفتقد لمقومات الدولة”، مضيفا أنه لا يمكن تصور مستقبل إفريقي في وجود هذا الكيان.
ولفتت “بان أورينت نيوز” إلى أن هذه الدعوة ليست الأولى من نوعها، حيث طالب عدد من الفاعلين الأفارقة بطرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي في أكثر من مناسبة استضافتها دول إفريقية هامة.
وذكرت في هذا الصدد أن المشاركين في ندوة إقليمية احتضنتها العاصمة التنزانية دار السلام يوم 16 أكتوبر الجاري تحت شعار “ضرورة تحقيق الانتعاش ما بعد كوفيد : كيف يمكن لتسوية قضية الصحراء أن تعزز استقرار إفريقيا وتكاملها”، طالبوا بطرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي، وذلك من أجل تصحيح “خطأ مؤسف” موروث عن منظمة الوحدة الإفريقية يمس بمصداقية الاتحاد الإفريقي الذي ينص ميثاقه التأسيسي على ضم الدول التي تتمتع بالسيادة حصرا.
وأضافت الوكالة أنه في ندوة أخرى نظمها مركز التفكير الغاني للشؤون السياسية والتربية “إيماني” في العاصمة الغانية أكرا، في يوليوز الماضي، أجمع المشاركون على أنه لا ينبغي اعتبار تعليق عضوية “البوليساريو”، وهي جماعة مسلحة لا تتوفر فيها مقومات دولة ذات سيادة، بالاتحاد الإفريقي، أو حتى طردها منه، قضية محرمة أو هدفا غير قابل للتحقق.
من جانب آخر، سجلت وكالة الأنباء اليابانية الخاصة أن الصحراء المغربية تشهد دينامية كبيرة في السنوات الأخيرة، كرسها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والمؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وافتتاح عدد متزايد من الدول الإفريقية والعربية والأمريكية تمثيليات لها بالأقاليم الجنوبية للمغرب.
وخلصت إلى أن “العديد من المراقبين والمتابعين يرون أن التطورات الأخيرة تدفع في اتجاه اعتبار مبادرة الحكم الذاتي، التي تقترحها الرباط وتحظى بدعم أممي ودولي واسعين، تمثل الحل الواقعي والأمثل لحل نهائي لهذا النزاع”.