انطلقت في الساعة الأولى من اليوم الخميس الحملة الانتخابية للاستحقاقات المتعلقة بانتخاب أعضاء كل من مجلس النواب، ومجالس الجماعات والجهات، والتي تشكل محطة هامة في تكريس الممارسة الديمقراطية في المغرب.
وتشكل الحملة الانتخابية، التي ستنتهي في الساعة الثانية عشرة (12) ليلا من يوم الثلاثاء 7 شتنبر 2021، مناسبة للهيئات السياسية المشاركة لعرض مضامين برامجها ومشاريعها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الناخبين والدفاع عنها لإقناعهم بالحلول التي تقترحها لمواجهة مختلف التحديات المطروحة على البلاد.
وتنطلق هاته الحملة في سياق استثنائي يتسم بانتشار وباء كوفيد-19 وما يطرحه من إكراهات على الحملة الانتخابية في شكلها التقليدي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع الأحزاب السياسية إلى تغيير استراتيجياتها التواصلية عبر اللجوء إلى تقنيات التواصل الرقمي من قبيل “التناظر المرئي” و”المؤتمرات الهجينة” و”الحضور الافتراضي”.
وأخذا بعين الاعتبار هذا المعطى غير المسبوق، فإن الأحزاب السياسية مدعوة لتطوير خارطة طريق مرنة ومتكيفة مع الظرفية الوبائية وما يترتب عنها من تداعيات، لاسيما عبر مراجعة إجراءاتها التنظيمية المتعلقة بالحملة الانتخابية من أجل الامتثال لقرارات السلطات الصحية وتوجيهات الحكومة في إطار تدبير الجائحة.
وسيتنافس المرشحون المنتمون لـ32 حزبا التي توجد في وضعية سليمة تؤهلها للمشاركة في الانتخابات العامة لسنة 2021، ضمن دوائر انتخابية محلية وأخرى جهوية.
وقد سبقت الحملة الانتخابية عملية إيداع الترشيحات برسم الانتخابات العامة، وهي العملية التي بدأت يوم الاثنين 16 غشت واستمرت إلى غاية الساعة الثانية عشرة من زوال أمس الأربعاء 25 غشت 2021.
وبالنسبة لتمويل الحملة الانتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية في الانتخابات العامة لانتخاب أعضاء مجلس النواب، فقد حدد قرار لرئيس الحكومة رقم 3.24.21 الصادر في 26 ماي 2021 المبلغ الكلي لمساهمة الدولة في مائة وستين (160) مليون درهم.
كما حدد قرار لرئيس الحكومة رقم 3.25.21 الصادر في 26 ماي 2021 المبلغ الكلي لمساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات العامة الجماعية والانتخابات العامة الجهوية في مائة وثمانين (180) مليون درهم، منها مائة مليون درهم برسم الانتخابات العامة الجماعية وثمانون مليون درهم برسم الانتخابات العامة الجهوية.
وبمناسبة إجراء الاستحقاقات الانتخابية، دعا منشور لرئيس الحكومة رقم 15/2021 إلى منح تسهيلات للأطر والموظفين والأعوان، تتجلى في توفير الظروف المواتية والمتكافئة من خلال تمكين الراغبين في الترشيح من إعداد ملفات الترشيح وإيداعها لدى السلطات المكلفة بتلقيها، وكذا منح رخص استثنائية للتغيب طيلة مدة الحملة الانتخابية بالنسبة للمرشحين للانتخابات المذكورة، شريطة ألا يخل ذلك بالسير العادي للمرافق العمومية.
كما دعا المنشور إلى السماح بالترخيص بالتغيب، طيلة يوم الاقتراع، بالنسبة للموظفين والأعوان الذين سيُنتدبون من طرف وكلاء اللوائح الانتخابية، أو المرشحين لتمثيلهم بمكاتب التصويت قصد مراقبة عملية الاقتراع والفرز وإحصاء الأصوات والإعلان عن النتائج، إلى جانب تمكين كافة الأطر والموظفين والأعوان العاملين في الإدارات والمؤسسات العمومية من أداء واجبهم الوطني وممارسة حقهم في المشاركة في عملية التصويت.
وتشكل الانتخابات المقبلة محطة هامة في المسار الديمقراطي للمملكة، لذلك هناك حاجة ماسة لكسب رهانها، لاسيما من خلال التدبير الجيد والتنظيم المحكم لتأمين إجرائها في أحسن الظروف، مع الحرص على تطبيق الأحكام الواردة في مختلف النصوص القانونية المنظمة لهذه العمليات الانتخابية، بما يضمن نزاهتها ومصداقيتها.
يذكر بأنه حسب اللوائح الانتخابية المحصورة في 30 يوليوز 2021، فقد بلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية 17 مليونا و983 ألفا و490.
وتشير الإحصاءات الرسمية، التي تم نشرها في موقع وزارة الداخلية المتعلق باللوائح الانتخابية العامة ( .listeselectorales.ma) إلى أن توزيع المسجلين في اللوائح حسب الصنف يتمثل في 46 في المائة من النساء، و 54 في المائة من الرجال. أما بخصوص التوزيع حسب الوسط فهناك 46 في المائة من الناخبين بالوسط القروي مقابل 54 في المائة في الوسط الحضري.