بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
أكورا بريس- و . م . ع
شاركت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، عبر رسالة فيديو، في أشغال المؤتمر العالمي لليونسكو حول التربية من أجل التنمية المستدامة، الذي ينعقد عن بعد خلال الفترة ما بين 17 و19 ماي 2021.
وفي ما يلي نص الرسالة التي وجهتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بهذه المناسبة:
“الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة،
في ظل السياق الخاص الذي نعيش فيه، ينبغي علينا أن نقوم جماعة ببناء توافق جديد وضروري، عبر تحديد الأولويات التي نحددها كبشر يجمعهم مصير مشترك.
لقد ذكرتنا أزمة كوفيد 19 على وجه الخصوص بمدى استعجال حاجتنا إلى تنمية مستدامة شاملة وعادلة وفي خدمة الجميع.
وتشكل حماية البيئة والحفاظ على كوكبنا، “بيتنا جميعا”، إحدى اللبنات الأساسية لهذه المقاربة.
إنها بالضبط المهمة النبيلة والشيقة التي تعكف على تحقيقها بعزيمة راسخة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي أحظى بشرف رئاستها. حيث تبذل الجهود منذ أزيد من عقدين من أجل تطوير برامج مختلفة من شأنها تقليص التأثير السلبي للإنسان على الطبيعة أو القضاء عليه. هذا ويحثنا أخي، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي أهمية كبيرة لهذه الإشكالية منذ سنوات شبابه، على تطوير مقاربات طموحة ومتجذرة في الحاضر ومتطلعة بحزم نحو المستقبل.
في هذا الإطار، حرص صاحب الجلالة على تذكيرنا بأن المدرسة في صلب هذه الرهانات الإنمائية، ولاسيما الرهان البيئي. حيث تتكلف المدرسة بالتعليم وتلقين المعارف، لكنها بشكل عام وبالأولوية، فضاء للتربية وتلقين القيم. لذلك تعد تربية الشباب على احترام البيئة دليلا على الإيمان بوعد عالم جديد أكثر انسجاما واستدامة.
إن التربية على التنمية المستدامة، وهي موضوع اجتماعنا اليوم، سر النجاح. لذلك ارتأينا أن تركز جهود مؤسستنا على توعية الشباب بهذه الإشكاليات وتكوينهم وتدريبهم. وقد زرعنا على هذا النحو بذور الوعي البيئي التي ستزهر على المدى البعيد وستطرح مجتمعا واعيا بالوسط البيئي الذي يعيش فيه وقادرا على تبني السلوك الفاضل المناسب.
إننا فخورون لكوننا شركاء منظمة اليونسكو، حيث نتعاون معها منذ سنة 2020 من أجل دمج التربية البيئية في المقررات المدرسية بالنسبة لجميع المستويات وحتى الباكالوريا. ويعد المغرب في هذا الصدد واحدا من البلدان الثلاثة عبر العالم التي أطلقت تجارب نموذجية في إطار برنامج غلوبل سكولس التابع لمنظمة اليونسكو.
ولن تستطيع التعبئة حول المواضيع ذات الصلة بالبيئة إعطاء نتائج مستدامة إلا إذا أصبحت رد فعل مكتسب منذ التكوين الأولي، لذلك أضحت التربية منذ نعومة الأظافر أولوية ملحة.
هذا ويفصلنا جيل كامل عن قمة ريو، لذلك من اللازم أن نفكر في الأسباب التي حالت دون إدخال التربية على التنمية المستدامة في المقررات الدراسية.
دعونا نسرع إلى تنفيذ هذا الإجراء الحاسم، ولنلتزم بشكل راسخ، خلال هذه العشرية، بجعل التربية على التنمية المستدامة أولوية قصوى. إنه أمر مستعجل وحيوي!
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.