وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكشف عن أول أيام شهر جمادى الأولى لعام 1446
تم استئناف محاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الإثنين بشكل فعلي بتهمة الفساد في قضية معروفة باسم “التنصت”، فيما يرتقب أن تكون المناقشات الإجرائية حادة لكن أيضا حاسمة.
وكان كل شيء جاهزا في محكمة باريس في 23 نوفمبر لافتتاح المحاكمة غير المسبوقة، لكن مقعدا واحدا، بقي شاغرا، فالقاضي السابق جيلبير أزيبير تقدم بطلب تأجيل المحاكمة نظرا إلى وضعه الصحي الضعيف في سياق تفشي وباء كوفيد-19.
وبعد أن طلب القضاة رأي خبير طبي خلص إلى أن صحة القاضي “تتلاءم حالياً” مع مثوله، رفضت المحكمة الخميس طلب إرجاء أزيبير البالغ 73 عاما، ودعته إلى الحضور “شخصياً” إلى الجلسة.
وقال محاميه دومينيك أليغريني لدى خروجه من الجلسة أمام حشد من الصحافيين إن “المحكمة أخذت قرارها، وهو ملزم”.
وساركوزي الذي انسحب من السياسة بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لليمين أواخر العام 2016 لكنه لا يزال مؤثراً كثيرا في الحزب المحافظ، يواجه احتمال السجن لعشر سنوات وغرامة بقيمة مليون يورو بتهم الفساد واستغلال النفوذ. ويحاكم أيضاً كما المتهمين الآخرين، بتهمة انتهاك السرية المهنية.
في هذا الملف، يُشتبه في أنه حاول مع محاميه تييري هرتزوغ، رشوة جيلبير أزيبير الذي كان قاضياً آنذاك في محكمة التمييز.
وبحسب القرار الاتهامي، كان ساركوزي يسعى عبر القاضي إلى الحصول على معلومات يُفترض أن تكون سرية والتأثير على مسار محاكمة أخرى أمام المحكمة العليا مرتبطة بقضية بيتانكور، لكن طلبه رفض نهاية عام 2013.
وفي المقابل، كان يفترض أن يسهل ساركوزي عملية تعيين هذا القاضي في منصب في موناكو، لكنه لم ينله في نهاية المطاف.
والقضية الحالية المسماة قضية “التنصت” منبثقة في الأصل من ملف قضائي آخر يتهدد ساركوزي هو الشبهات بحصوله على تمويل ليبي لحملته الرئاسية في العام 2007.
وفي هذا الإطار، قرر القضاة في سبتمبر 2013 إخضاع الرئيس السابق للتنصت، واكتشفوا مطلع العام 2014، أنه كان يستخدم خطاً سرياً، وباسم مستعار هو “بول بيسموث” للتواصل مع محاميه تييري هرتزوغ.
وتُعتبر المحادثات التي تم رصدها عبر هذا الخطّ السري في صلب قضية “التنصت” وهي الدليل بالنسبة للادعاء، على وجود “اتفاق للقيام بعمليات فساد”. وأكد الدفاع أن التنصت هو أمر “غير قانوني”، معتبراً أن سرية المبادلات بين محام وموكله كُشفت.
وهذه المسألة التي حسمتها محكمة التمييز لغير صالح ساركوزي عام 2016، ستطرح من جديد خلال المحاكمة اعتباراً من الإثنين.
ومن المتوقع أن يتحدث الدفاع أيضاً في قضية السجلات الهاتفية: وقد أُجري تحقيق أولي لكشف “المخبر” المحتمل الذي كان سيبلغ سركوزي وهرتزوغ أن القضاء يتنصت عليهما عبر خطّ “بيسموث”.
تنتظر نيكولا ساركوزي محاكمة أخرى في الربيع تتعلق بقضية “بيغماليون” حول تكاليف حملته الانتخابية لعام 2012 التي خسرها لصالح فرانسوا هولاند.
المصدر: وكالات