العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
واشنطن – على عكس المعلومات المضللة التي أوردتها وكالة الدعاية الجزائرية ، أبرزت عناوين الصحف الأمريكية العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية لتأمين تدفق البضائع والأشخاص في المنطقة العازلة للكركرات بعد حالة العرقلة، ولعدة أسابيع ، االناجمة عن التحركات الخطيرة لميليشيات “البوليساريو”. كما تم التأكيد على تعنت هذه الميليشيات ، المدعومة من الجزائر، لتغض الطرف عن دعوات الأمم المتحدة التي تطالبها بوقف التصعيد.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن المغرب أقام “جدارا أمنيا “على طريق رئيسي يربط البلاد بموريتانيا”.
من جهتهما، كتبت صحيفة (الواشنطن بوست) و(واشنطن تايمز) ، أن الجيش المغربي أطلق عملية في منطقة الكركرات الحدودية لتطهير “طريق رئيسي تم قطعه منذ أسابيع” من طرف انفصاليي “البوليساريو”.
وعلى عكس ادعاءات انفصاليي “البوليساريو” ، التي أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ، ذكرت الصحافة الأمريكية أيضا كيف أن أعمال قطاع الطرق الأخيرة ، والتي يتحمل مسؤوليتها وحدهم “البوليساريو” وعرابه ، تشكل عدم ثقة صريح بالأمين العام للأمم المتحدة وبالمجتمع الدولي.
و كانت الحركة الانفصالية أرسلت مجموعة من 100 مدني ، تحت إشراف دقيق من قبل عناصر عسكرية مدججة بالسلاح ، لعرقلة حركة التنقل المدني والتجاري بين المغرب وموريتانيا ، الأمر الذي عرض وقف إطلاق النار للتهديد. إن المغرب ، الذي طالما أبان عن الحكمة وضبط النفس ، لم يكن أمامه من خيار سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة وإرساء التنقل المدني والتجاري، دون وقوع أي حوادث.
وأشارت (الواشنطن بوست) إلى أن “تصعيد التوتر أثار قلق من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط” ، مما يشير بشكل مباشر إلى مسؤولية “البوليساريو” وصانعتها.
وتعليقا على هذه الأعمال المزعزعة للإستقرار التي تهدد فرص استئناف العملية السياسية التي بدأت تحت رعاية الأمم المتحدة ، حذرت صحيفة (نيويورك تايمز) من المخاطر التي يمثلها مثل هذا المأزق على السلام والاستقرار الإقليميين.
وبالنظر إلى الروابط الوثيقة لـ “البوليساريو” مع الجماعات الإرهابية الأخرى العابرة للحدود ، فإن هذه مسألة ذات أهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة ، التي تحذر بانتظام من دور “القاعدة” و”داعش” والعديد من الحركات الأخرى في الأزمة الأمنية بمنطقة الساحل.
وحذرت الصحيفة، نقلا عن مراقبين ، من أن الهروب إلى الأمام الذي اختارته “البوليساريو” لا يسمح “للجماعات الإرهابية بالحصول على موطئ قدم في الصحراء الشاسعة ولا يزيد من تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر”.
وفي هذا الإطار، فإن التحذير الذي أطلقه المحلل الأمريكي كالفن دارك ، الخبير الكبير بشؤون المنطقة المغاربية ، تحذير لايدعو مجالا للشك.
واعتبر أن “البوليساريو” يتغذى على الصراعات والتهديدات وعدم الاستقرار، وبدون ذلك فإنه ينتفي سبب وجوده، مسجلا أن هذا النوع من الاضطرابات “مثير للقلق” بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على اعتبار أن “الإرهابيين الذين يهددون بلادنا وحلفاءنا يستشرون في الفوضى”.
وعلى غرار غيره من المتخصصين في شؤون المنطقة ، فإن السيد دارك كان حازما: يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن تحمل الجزائر مسؤوليتها في ما يخص الدور الرئيسي الذي لعبته منذ البداية، في هذا النزاع. حقيقة محزنة بقدر ما هي مرة قادمة من هذا البلد المجاور ، الغارق في أزمة نظام إلى آخر ، وهو موضوع يجب أن يكون مصدر قلق أكبر بالنسبة لوكالة الأنباء الجزائرية المضللة. ولكن هل سيكون من الضروري التحلي بالشجاعة والصدق الفكري للتخلص من الدور الموكول لها : آلة الإهانات والأكاذيب والأخبار الكاذبة.
(و م ع)