المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
عجيب أمر الجاحدين في بلدي المغرب، الذين ما إن رأوا ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا حتى استلوا سكاكينهم وبدأوا بشحذها ظنا منهم أن السقوط آت لا ريب، وبدؤوا يتسابقون لاقتطاع حقهم من “الوزيعة” المنتظرة، فهم أشبه بالضباع التي تنتظر احتضار الفريسة لتمزيق أشلائها بعد ذلك والفوز بقطعة لحم أو لا…
بناجح والونخاري، منجب والبكاري، لمعيزي و حماموشي.. واللائحة طويلة، تقابلهم أسماء أخرى من نفس الفئة الحاقدة لكنها تعيش خارج البلاد، من أمثال المجدوبي وأعرور وأديب والليلي وحجيب وغيرهم، ممن ينتظرون على أحر من الجمر أن تنهار الدولة وتنتشر الفتنة، ومستعدون لصب الزيت على النار حتى تزيد اشتعالا.
تجد ردود أفعالهم حيال ما يقع في البلاد أقرب إلى الشماتة، خالية من أي حس وطني أو تقدير للموقف الحساس الذي تمر منه بلادنا، هم نفسهم الذين كانوا بالأمس يلومون السلطات على صرامتها في تطبيق التدابير الاحترازية إبان بداية حالة الطوارئ الصحية، ويطالبون بالتخفيف، ولما تمَّ ذلك بدأوا يوجهون سهام النقد للدولة لغرض دنيء في أنفسهم، ألا وهو تبخيس عمل الدولة وإظهارها بمظهر العاجزة عن تدبير الظروف القاهرة.
نفاق وحقد وكراهية مجانية اتجاه البلد والشعب الذي يعيشون بين أحضانه والذي وَفَّر لهم الأمن والأمان، فقد أبوا إلا أن يشعلوا الفتنة ويخدمون مصالح معارضة للمصلحة الوطنية، سواء كانت مصالح شخصية أو لجماعة معينة أو لصالح دول أجنبية، غير آبهين بما تتطلبه المرحلة من تضامن وإحساس بالمسؤولية لتجاوز الجائحة.
يبدو أن مشاعر الحقد قد أنست هؤلاء الشامتين قراءة تاريخ المغرب وأخذ العبرة مما سبق، للتأكد أنه بلد لم ولن يقع أبدا، قد تخور قواه أحيانا ولكنه يظل صامدا وشامخا رغم الهزات والمؤامرات التي حيكت ضده على مر الأزمان، فالتلاحم الدائم بين الملك والشعب مكَّن من اجتياز كل الصعوبات، وهو ما سيكون في هذه المرحلة الحرجة بتوفيق من الله.
وإذا كانوا يمنون النفس أن تكون هذه المرحلة هي القاضية التي ينتظرون فقد خاب مسعاهم، ولهم عبرة في الترحيب الذي استقبل به المغاربة خطاب الحقيقة والمصارحة الذي ألقاه الملك بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب، ودعوته إلى ثورة أخرى جديدة قصد دحر وباء كورونا من المغرب، والاستعداد لمواجهة جديدة لآفات الزمان بنفس الوطنية والتضحية المعتادة.
وأخيرا.. فلتخسأ أوكار الحقد والخيانة، فلن ينالوا فرصة الشماتة ولا نصيبا من “الوزيعة” التي ينتظرونها.