ترجمة agora.ma (ن.ح) بتصرف عن: atlasinfo.fr
قامت العديد من المؤسسات الأمريكية، منذ أكثر من 40 سنة، بتوظيف العديد من الصحفيين تحت يافطة حقوق الإنسان لتحقيق أغراض جيوستراتيجية واقتصادية، وظلت هذه الممارسات طي الكتمان لسنوات رغم محاولات بعض الصحفيين رفع الستار عنها، إذ من بينهم من تعرّض لمواجهة شرسة ووجهت له تهمة الفساد لأنه حاول كسر جدار الصمت خصوصا من حاول النبش في دهاليز المؤسسة الأمريكية “أوبن سوسايتي”، التي يترأسها الملياردير جورج سوروس.
وامتدت يد هذا الملياردير لتصل إلى القارة السوداء، حيث خصص 70 مليون دولار سنة 2017 لمناوراته في إفريقيا، خصوصا في الكونغو الديمقراطية والكونغو وبوركينا فاسو، كما تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة هذا الملياردير “أوبن سوسايتي” (المجتمع المفتوح) اشتغلت على تكوين وتمويل العديد من الحركات الاحتجاجية في العديد من الدول التي هبّت فيها رياح الربيع العربي.
هيومان رايتس ووتش …وشهد شاهد من أهلها
تُعتبر “هيومان رايتس ووتش” من بين المنظمات التي يحرّكها هذا الملياردير الأمريكي، الذي يعتبر من بين ثعالب وول ستريت، بل إنها من بين أفضل أدواته، حيث صرف لها سنة 2010 مبلغ 100 مليون دولار لنشاطاتها ما بين 2010 و2020، ذلك أن هذه المنظمة غالبا ما تتعرض لسهام النقد نظرا لعلاقاتها مع بعض الحكومات و”منشوراتها التي تعكس غياب المعايير المهنية”.
وفي السنة المالية 2017-2018، بلغت مداخيل هذه المنظمة 92.1 مليون دولار. وشهد شاهد من أهلها حين نشر المدير السابق لهذه المنظمة (من سنة 1978 إلى غاية 1988، وتوفي بتاريخ 27 ماي 2019) مقالا في جريدة “نيويورك تايمز” قال فيه إن “هيومان رايتس ووتش” مؤسسة “فاسدة أخلاقيا” وتعاني من إفلاس أخلاقي.
المغرب، إسرائيل وهيومان رايتس ووتش
بعد أن ضخت الملايير للعديد من المؤسسات التي تتبجّح بالدفاع عن حقوق الإنسان والأقليات وتأثيرات العولمة….طفا على السطح ملف كانت هيومان راتيس ووتش و مؤسسة “فوبريدن ستوريز” (قصص ممنوعة) بتاريخ 22 يونيو الماضي، من خلال نشر تقرير تتهمفيه هيومان رايتس ووتش المغرب بالتوفر على تكنولوجيا الشركة الإسرائيلية “مجموعة ن س أو”، وهو البرنامج الذي تستعمله السلطات المغربية للتجسس على الصحفيين والناشطين المغاربة.
وعلى ضوء هذا النموذج نتساءل: ما دور “فوربيدن ستوريز” التي أسستها شبكة “فريدوم فويسيز” (أصوات الحرية)، والتي اشتغلت مع منظمة العفو الدولية على هذا التقرير؟ من هم مانحوهم؟ موقع هذه المؤسسة يشير إلى أنهم يشتغلون مع منظمة العفو الدولية ومع مؤسسة أوبن سوسايتي التي يملكها الملياردير جورج سوروس الذي تطرّقنا إليه في بداية المقال.
الأموال من أجل البقاء
إلى جانب ذلك، نشير إلى المؤسسة الهولندية “فيرينينغينغ فيورنيكا”، التي تعتبر من بين مانحي “فوبريدن ستوريز”، والتي يديرها الصحفي السابق يوري ألبرشت، وهو عضو في المجلس الاستشاري للفرع الأوروبي لمؤسسة “أوبن سوسايتي”.وهنا، يجب أن نقول إن هذه المنظمات غير الحكومية تتحرك لأغراض سياسية أكثر منها إنسانية، خصوصا حين نكتشف أن مصدر تمويلها مشترك، كما أنّها تتحرك في العديد من الدول حاملة معها “بطاقة العبور”، بل إنها تستفيد من مواكبة بعض دوائر السلطة الأمريكية، خصوصا من الحزب الديمقراطي.
هؤلاء المانحون، على غرار الملياردير الأمريكي، يدرسون”إكرامياتهم” ليجعلوا هذه المؤسسات “مستقلة’، وهي منظمات غير حكومة لا يمكنها أن تبقى على قيد الحياة دون أن تُضخّ في أرصدتها مبالغ مالية محترمة تساعدها على البقاء وتحقيق الأهداف المرجوة منها في العديد من الدول، ودائما تحت يافطة حقوق الإنسان وحرية التعبير…