ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
أكد رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث حول التنمية وحقوق الإنسان، السيد شيباتا مربيه ربه، أن الجزائر مسؤولة عن استمرار النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بدفاعها عن الحل البائس للاستفتاء، الذي استبعده مجلس الأمن بشكل قاطع منذ سنة 2001.
واعتبر السيد مربيه ربه، أنه من الملح أن تستجيب الجزائر للدعوة الواردة في قرار مجلس الأمن 2494 لمواصلة انخراطها في مسلسل الموائد المستديرة لجنيف بروح واقعية وتوافقية طوال امتداده حتى تحقق غايته.
وبخصوص قرار مجلس الأمن 2494، أشار الباحث إلى أن الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره يدعوان أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية للعمل من أجل التوصل لحل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على أساس من التوافق، مشددا على تفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وأكد السيد مربيه ربه أن صياغة مبادرة الحكم الذاتي، التي وُصفت بكونها “جادة” و”ذات مصداقية” في جميع قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، تمت من خلال مسلسل تشاوري شمل كل شرائح الساكنة الصحراوية للمملكة.
وبهذه المناسبة، سلط الباحث الضوء على الطابع الخيالي لادعاءات “البوليساريو” بالتمثيلية، مشيرا إلى أن الممثلين الشرعيين الوحيدين لساكنة الصحراء المغربية هم ال3500 منتخب محلي للمنطقة، والذي يشكل بدوره واحدا منهم، وليس قادة هذه الميليشيا المسلحة “الذين عينتهم الجزائر ونصبتهم مدى الحياة”.
وأبرز الباحث أن أي طعن في شرعية “البوليساريو” بمخيمات تندوف يُقابل بقمع منهجي ووحشي، حيث أصبح هذا الوضع ممكناً من خلال التفويض غير القانوني للجزائر لسلطتها على جزء من ترابها إلى “البوليساريو” في خرق سافر لالتزاماتها الدولية.
وأضاف السيد مربيه ربه أن الجزائر ترفض أيضا، مخالفة لمقتضيات القانون الإنساني الدولي ولا سيما اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، السماح بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف في تحد للقرارات التي اعتمدها مجلس الأمن منذ سنة 2011.
وأكد أن الدولة المضيفة تحرم ساكنة مخيمات تندوف من جميع حقوقها الأساسية كالحق في العمل اللائق أو الحق في الغذاء، مسجلا أنه لا يمكن للأشخاص المتواجدين في مخيمات تندوف، وهي منطقة مطوقة بالحواجز الأمنية للجيش الجزائري و”البوليساريو”، التنقل خارج المخيمات أو حتى بينها دون إذن.
وأضاف الباحث أن الحصول على وثائق السفر مرتبط برغبة السلطات الجزائرية كما أنها مخصصة لأجهزة “البوليساريو” فقط.
وبخصوص الطابع غير المسبوق والاستثنائي لوضعية مخيمات تندوف، يعتقد السيد مربيه ربه أن تسمية “اللاجئين” مضللة وأنه من الأجدر التحدث عن الساكنة المحتجزة.
وواصل الباحث تحليله بمقارنة هذه الوضعية المأساوية بالمناخ السائد في الصحراء المغربية، حيث تتمتع الساكنة بكامل حقوقهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكدا أنه في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015 بالعيون، مكنت كل من السياسات الطموحة والمتبصرة والإطار المتين للحكامة الجيدة الصحراء المغربية من البروز كمركز اقتصادي رئيسي، كما أن مشاريع تطوير البنية التحتية واسعة النطاق جعلت من الصحراء المغربية مجالا متصلا بالكامل.
وشدد السيد مربيه ربه على أنه إذا كان تثمين الموارد الطبيعية في الصحراء قد ساهم في تمويل المشاريع التنموية المنفذة في المنطقة، فإن الاستثمارات العمومية التي تم ضخها في الصحراء المغربية تفوق بكثير الدخل الذي يحققه هذا التثمين.
وتحدث السيد مربيه ربه لبرنامج “نقاش حول الصحراء”، وهي منصة ديمقراطية ومفتوحة تهدف إلى إلقاء إضاءات رصينة ومحايدة بشأن قضية الصحراء المغربية.