فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
الصورة: المرحوم الحاج امحمد تيموري
تحل اليوم الأحد وهو يوم عيد الفطر لهذه السنة، الذكرى الثامنة لرحيل المشمول برحمة الله الفقيه العلامة الحاج امحمد تيموري الإدريسي الشناني العميري عن عمر يناهز 82 عاما، والذي كان لاقى ربه ليلة عيد الفطر من سنة 1433.
وكان ووري جثمانه الثرى بعد ظهر ثاني العيد وبتوصية منه بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء إلى جانب ضريح زوجته ورفيقة دربه الربانية المشمولة بكرم الله وعفوه خديجة العيساوي.
وجمع الفقيد خلال حياته بين قيم الأصالة والحداثة، إذ تلقى تعليمه العتيق بالكتاب حيث حفظ القرآن الكريم كاملا عن سن 12 سنة، ما بين مسقط رأسه بني عمير والشاوية نواحي سطات وأولاد الطراف بقلعة السراغنة.
ومن تم التحق بجامعة بن يوسف بمراكش، حيث درس أصول الأدب العربي والشريعة الإسلامية.
عرف عن الراحل استماتته في القيام بالواجب بنكران الذات ولم يهتم بتسليط الأضواء على شخصه وكذلك تعامل مع مشاركاته في العديد من الأنشطة التي كانت تقوم بها خلية بجامعة بن يوسف تابعة للحركة الوطنية آنذاك ضد الاستعمار الفرنسي. الشيء الذي أفضى إلى اعتقاله مرتين حيث تمت المناداة، في الأولى من قبل سلطات الاحتلال، على والده ليوقع التزاما بعدم عودة ابنه إلى ممارسة العمل الوطني وتهديده بإنزال أشد العقوبات في حال العود وبعدها جرى إطلاق سراحه.
وفي مرة ثانية اعتقل وتم طرده من مراكش إلى مسقط رأسه بني عمير حيث تم تسليمه إلى الحاكم الفرنسي. وقد أرغمه هذا الأخير على الالتحاق بإحدى المجموعات المدرسية هناك. ورغم أن الراحل اعتبر أن إلحاقه الإجباري بقطاع التدريس هو أيضا نوع من النضال والوطنية ضد رواسب الجهل والتخلف التي كانت تنخر جسد المجتمع المغربي، فإن ذلك لم يحل بينه وبين الإبقاء على روابط خلية بن يوسف التي كان ينتمي إليها أيضا المرحوم الفقيه البصري. إلى أن أفضى ذلك بعد مدة إلى إقدام سلطات الحماية على توقيفه عن ممارسة وظيفته التعليمية.
ويضم ملفه الوظيفي بوزارة التربية الوطنية رسالة في هذا الشأن بعث بها إليه المفتش الجهوي للقطاع غداة الاستقلال يخبره فيها بأن الوزارة تنكب على معالجة ملفه وباقي ملفات زملائه الموقوفين لأجل أنشطتهم الوطنية.
بقي الفقيه العلامة والمربي الأستاذ الحاج امحمد تيموري رحمة الله الحامل للكتاب العظيم يتلوه ويجوده إلى أن وافته المنية. وكان يؤمن بالعلم الذي ينتفع به ولذلك فإنه كان يؤدي مهامه التربوية بكل تفان وإخلاص الشيء الذي مكنه من أن يخلف بصمات واضحة في تنوير عقول من تعاقب على التتلمذ على يديه من الأجيال الشابة خاصة بثانوية الكندي في الفقيه بن صالح التي اقترن ذكرها بمجموعة من خيرة المربين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال ينتظر.
وخلف الفقيد الغالي ذرية صالحة بشهادة ساكنة الفقيه بن صالح وقبائل بني عمير، وبشهادة كل من تعلم وتربى على يديه الكريمتين ونهل من ينابيع علمه وورعه.
نسأل الله العلي القدير أن يسكن الفقيد العزيز جنات النعيم إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين ومن أوتي علما ورحمة من الله العزيز الحكيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.