مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
— بقلم: عادل الزعري الجابري —/ و م ع/
بروكسيل – يبدو أن عقد قران زوجين في زمن فيروس كورونا ليس بالمهمة اليسيرة. فقد اضطر آلاف الأزواج الذين كانوا يمنون النفس باغتنام اعتدال الجو الربيعي لإبرام زواجهم، إلى تأجيل مراسم الزفاف بسبب إجراءات الحجر الصحي المعلن عنها في جل البلدان المتضررة جراء الوباء، لاسيما في أوروبا.
فإذا كانت الاحتفالات، سواء دينية أو مدنية، محظورة بشكل عام حتى إشعار آخر، فإن بعض البلديات أو الأبرشيات تسمح ببعض الاستثناءات بالنسبة “للأزواج المستعجلين”، وذلك من خلال تنظيم الحفل، لكن بين الزوجين فقط، امتثالا لتدابير المسافة الاجتماعية، ومن دون الصيغة الشهيرة “بإمكانك تقبيل العروس”، على اعتبار أن المصافحة، والعناق، وغيرها من تعابير الرقة أضحت تعد اليوم عادات عالية درجة الخطورة، يعاقب عليها بغرامة ويمكن أن تؤدي إلى دخول السجن.
ففي فرنسا، على سبيل المثال، يعاقب على عدم احترام تدابير الحجر الشامل والمسافة الاجتماعية بفرض غرامات قد تصل قيمتها إلى 3700 يورو لأصحاب حالات العود، وستة أشهر سجنا للأشخاص الأكثر عنادا.
نفس المحنة بالنسبة للأسر المسلمة، والمغربية على وجه الخصوص، بالنظر إلى أن حفل الزفاف يكتسي طابعا خاصا ويمكنه أن يمتد لعدة أيام.
فقد انتهت، لمدة معينة، الزغاريد، والدقة المراكشية، والبوفيهات التي يؤثثها ما لذ وطاب، إلى جانب مظاهر أخرى للفرح والحفاوة المستمدة من التقاليد المغربية الأصلية. لقد تغلغل فيروس “كوفيد-19” في الحياة الخاصة للناس. فهو يعطل أنشطتنا على نحو فجائي، ويبعثر عاداتنا، بما يعد وضعا غير مسبوق يتعين علينا ربما التعود عليه، على اعتبار أن الخبراء يتوقعون أوبئة أخرى سيكون لزاما على البشرية مواجهتها.
ويشمل هذا الحظر، أيضا، الأزواج الذين خطرت بذهنهم الفكرة “العبقرية” المتمثلة في تنظيم حفل محدود بحضور العدلين الشرعيين فقط ومجموعة عائلية مصغرة. لا سبيل لذلك، فالمساجد مغلقة، ومصالح العدول بالقنصليات المغربية تفضل الامتثال للتعليمات الأمنية الصادرة عن البلدان المضيفة. فجميعها أبقت الخدمات القنصلية محصورة على حالات الطوارئ الملحة، ودعوا أفراد الجالية إلى احترام القواعد الصارمة للدول المضيفة.
فبعد الحظر، سيكون لزاما على المرشحين للقفص الذهبي الانتظار. فلديهم الحياة كاملة ليحبوا بعضهم البعض. من ثم، وفي مواجهة هذه الجائحة العالمية، سيتعلمون أيضا كيف يحددون أولويات احتياجاتهم على أفضل وجه ممكن، وعندما سيتم رفع الحجر، قد يفكرون في تخفيف الطقوس الباهظة لحفل الزواج والتركيز بدلا من ذلك على الأساسيات.