هلال: تقييم دور الأمم المتحدة في الصحراء المغربية اختصاص حصري للأمين العام ولمجلس الأمن
(إعداد: زينب جناتي)/و م ع/
أكادير – مرتدية زيها الشرطي، وقبعة تغطي شعرها المربوط، تسير مفتش الشرطة سهام ميامي بخطوات ثابتة وواثقة نحو بوابة الدخول إلى مطار أكادير المسيرة.
شأنها شأن باقي الوافدين على هذه المنشأة المطارية، تمرر الشرطية ذات التسعة والعشرين ربيعا حقيبتها اليدوية في جهاز “السكانير”، وتدخل عبر بوابة الكشف، وبمجرد الانتهاء من روتين البحث الاعتيادي، لا تنسى الشرطية الشابة شكر “زملائها” متمنية لهم حظا موفقا في تأدية عملهم على أحسن وجه.
خلال هذه الفترة الصباحية، ستكون سهام مسؤولة عن التحقق من الوثائق، التي تعد “مرحلة هامة تضمن التأكد من صحة وثائق وهوية جميع الأشخاص الذين يعبرون التراب الوطني”.
بابتسامة لا تغادر وجهها، توجه مفتش الشرطة مجموعة من الأسئلة للمسافرين، كل بلغته الخاصة، عن مكان قدومهم وحتى عن ظروف مرور رحلتهم، لتمر بعدها للاختبارات التقنية لوثائق الهوية، خاصة بطائق التعريف الوطنية وجوازات السفر والتأشيرات، بالإضافة إلى الأوراق النقدية، من أجل التحقق من صحتها، وفي حالة ثبوت غير ذلك، يتم تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بعملية تزوير أو تزييف.
وفي حالة الشك في صحة وثائق المسافر، ولو كانت نسبة الشك بسيطة، يتم نقل المعني بالأمر إلى مصلحة أخرى بغرض إجراء مزيد من الفحوصات لمقارنة الكتابات والتوقيعات. ويهدف هذا الإجراء، حسب المفتش ميامي، إلى التأكد من هويات الأشخاص دون التأثير على سيرورة عملية التحقق من بيانات المسافرين الآخرين.
وأضافت الشرطية الشابة، أن تدابير المراقبة على الحدود، تتخذ أيضا طابعا صحيا حيث تم تعزيز هذه الإجراءات بالنسبة للمسافرين القادمين من البلدان التي ظهر فيها فيروس كورونا، مبرزة أنه في حالة وجود شخص يشتبه في حمله للفيروس، يتم تحويل الشخص المعني لهيكل استشفائي معين من قبل وزارة الصحة لهذا الغرض.
وقبل بدء عملها في الفترة المسائية على مستوى نقطة الأمن وتفتيش المسافرين والأمتعة المشحونة في الطائرة، تتجه سهام نحو المقصف من أجل أخذ استراحة الغذاء والدردشة قليلا مع زملائها.
وبعد انتهاء الاستراحة، نجد سهام تجلس أمام جهاز المراقبة بالأشعة السينية يظهر أمتعة الركاب، وهي تتفقد الصورة بدقة بعد تكبيرها لتتمكن من اكتشاف طبيعة الأمتعة. ونظرا لأن بعض الأشياء لا تزال غير واضحة المعالم وبما “أننا لا نعبث بالأمان في مطاراتنا”، ارتأت الشرطية ارتداء قفازاتها البيضاء لتجري بحثا يدويا دقيقا.
وبهذا الخصوص، قالت الشابة العشرينية أنه “يتم فحص الأمتعة بواسطة أجهزة الأشعة السينية المتطورة، لمنع نقل أي جسم محظور أو مشبوه في الأمتعة، منها على الخصوص، المخدرات والمتفجرات والذخيرة والسوائل القابلة للاشتعال والمواد الكيمياوية”.
وعن أخلاقيات ومهنية سهام ميامي، أشاد فتاح عبد الحق عميد ممتاز للشرطة، رئيس أمن مطار أكادير المسيرة، بكفاءتها وجديتها قائلا، “سهام ميامي هي واحدة من أفضل العناصر بالمديرية العامة للأمن الوطني، الذين أظهروا جدية وتفاني واحترام اتجاه زملائهم ورؤسائهم”.
وأكد المسؤول أن “السيدة ميامي، شرطية شابة طموحة تسعى باستمرار لتطوير معارفها ومهاراتها، فبالإضافة إلى حصولها على دبلوم الإجازة في شعبة علوم الحياة والأرض، فهي بصدد الإعداد للحصول على إجازة أخرى في القانون، كما أنها لا تتوانى عن المشاركة في الدورات التكوينية التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني.
كما قامت سهام بالمشاركة، رفقة عدد من زملائها وزميلاتها، في الذكرى السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني سنتي 2015 و 2019، بالإضافة إلى المشاركة في الأيام المفتوحة للمديرية التي نظمت في أكتوبر الماضي بطنجة.
وفي نهاية يوم طويل من العمل، تحاول سهام ميامي أن تخصص بعض الوقت لعائلتها وكذا الأنشطة التي تزاولها والتي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا. وتعتبر سهام رياضية من الطراز الرفيع، فهي حاصلة على الحزام الأسود في الأيكيدو من الدرجة الأولى (دان 1)، كما أنها كانت تمارس رياضة “شورينجي كيمبو”.
وبمناسبة ذكرى الثامن من مارس، سلطت ميامي الضوء على إنجازات المرأة المغربية بشكل عام، والمرأة الشرطية بشكل خاص، مبرزة بذلك الدور الهام الذي تضطلع به المرأة المغربية في التنمية بمختلف مجالاتها.
وأضافت بكل فخر “أن أكون جزءا من شرطة الحدود في مطار أكادير-المسيرة هو شهادة على حبي غير المشروط لوطني واستعدادي لبذل قصارى جهدي لحمايته من أي شخص يحمل نوايا دنيئة “.