ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
بوينوس أيريس – تم مساء أمس الخميس بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس تسليط الضوء على السياسة الخارجية للمغرب نحو افريقيا، والتي تقوم على مقاربات شاملة بأبعاد جيوسياسية و اقتصادية وثقافية.
وفي هذا السياق، قال سفير المغرب ببوينوس أيريس، السيد يسير فارس، خلال كلمة له في ندوة فكرية نظمها المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية وتميزت بمشاركة مسؤولين بوزارة الخارجية الأرجنتينية وثلة من المثقفين والاعلاميين والكتاب والأكاديميين، إن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينهج في سياق انفتاحه على فضائه الجغرافي الطبيعي سياسة براغماتية وواقعية وتشاركية وتضامنية نحو القارة الافريقية.
واعتبر السيد فارس، خلال هذه الندوة التي حضرها العديد من السفراء والدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين بهذا البلد الجنوب أمريكي، أن المملكة بلورت بنجاح سياسة ناجعة للمساهمة في إيجاد أفضل الحلول للمشاكل المزمنة التي تعاني منها القارة ومن بينها الاشكالات المرتبطة بالهجرة والارهاب والجفاف والبطالة والفقر والنزاعات المسلحة.
وذكر أن الالتزام الراسخ للمغرب بخصوص التنمية في افريقيا يتجلى في أزيد من 50 زيارة دولة أجراها جلالة الملك لأزيد من 30 بلدا افريقيا، وفي إبرام المملكة لما يفوق ألف اتفاقية للتعاون منذ العام 2000.
وأضاف أن الحضور القوي للمملكة في افريقيا قد أملته على الخصوص اعتبارات متعلقة بتنمية القارة، موضحا أن هذه الاعتبارات تترجم الارادة القوية للمغرب في مواكبة مسلسل النهوض الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي لشركائه الأفارقة، لا سيما بغرب ووسط افريقيا.
وأكد الديبلوماسي ذاته أن المغرب في ظل رؤيته الجديدة لافريقيا، يرغب في المساهمة في “صعود قارة جديدة قوية وشجاعة تضطلع بالدفاع عن مصالح افريقيا المؤثرة دوليا”.
وتاريخيا، نسج المغرب على الدوام علاقات موسعة للغاية مع القارة السمراء على مستويات عدة تشمل الجوانب الدينية والثقافية والتجارية، يضيف المتحدث ذاته، مؤكدا أن المغرب، الذي عاد الى كنف الاتحاد الافريقي سنة 2017، يعد اليوم “فاعلا سياسيا واقتصاديا وثقافيا مؤثرا وحاسما بافريقيا”.
وأضاف أنه باعتبارها ثاني أكبر مستثمر بالقارة، تحضر المملكة بقوة في قطاعات البناء والنقل والمالية والطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري والصناعة الصيدلية والاتصالات والمناجم والبنيات التحتية والماء الصالح للشرب والاقتصاد الاجتماعي.
و من جهته اعتبر مدير افريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأرجنتينية، ريكاردو لارييرا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن افريقيا هي الجار المقابل للارجنتين على الضفة الأخرى للأطلسي ويتعين بذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز أكبر للتعاون مع دول القارة السمراء، وفي مقدمتها المغرب الذي تجمعه بالأرجنتين علاقات تاريخية مهمة للغاية، هي اليوم مدعوة لتتطور أكثر وتنفتح على مجالات جديدة للتعاون الثنائي.
وخلال هذه الندوة، التي نظمتها المؤسسة البحثية والديبلوماسية الأرجنتينية، تطرق المشاركون إلى جملة من المحاور من بينها على الخصوص “سياسة المملكة المغربية نحو القارة الافريقية” و “القارة الافريقية وآفاق السياسة الخارجية للأرجنتين”، و “جوائز نوبل للأدب: الخيال كمنتج للمعرفة العاطفية” و”مسارات قارة. مقاربة من الأدب الافريقي”.