فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
(و م ع)
قال الكاتب الصحفي طلحة جبريل، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن “عملي بالمغرب جعلني أراكم خبرات مهمة ومكنني من توسيع شبكة المصادر في جميع الاتجاهات”.
وأوضح الإعلامي طلحة جبريل، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء المنظم ضمن الاحتفاء بالذكرى ال60 لتأسيسها والذي تمحور حول موضوع “حياة وعمل مراسل صحفي في المغرب”، أن هذا التراكم فرضته طبيعة المرحلة حيث أن المملكة أصبحت قبلة للقمم المغاربية والعربية والإسلامية ولاجتماعات لجنة القدس، وحيث أن قضية الصحراء كانت حاضرة في النقاش وطنيا ودوليا “مما جعلني أتعرف على المنطقة ومدنها وقبائلها وكذلك على شبكة واسعة من الصحافيين، عرب وأفارقة وأوروبيين”.
وتابع أن الانتخابات التي كانت تجري بانتظام على المستوى المحلي، سواء منها الجماعية أو التشريعية، ساهمت في “إغناء مساري كتمرين مهني مهم جدا لتغطية الأحداث الكبرى بحياد وموضوعية مع توخي الدقة والنزاهة”.
وذكر المتحدث بأن مساره المهني بدأ بصحيفة (العلم) ثم صحيفة (الشرق الأوسط) كمسؤول عن تحريرها بالمغرب في 1983، مفيدا بأن تاريخ يناير 1985 شكل تحولا في مساره بعد تكليفه بإجراء أول حوار مع جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في القصر الملكي بمراكش، لتتوالى مسؤولياته بالصحيفة سواء بالمغرب أو في إفريقيا والتي خولته إجراء حوارات مع عدد من القادة الأفارقة.
واستحضر ، بالمناسبة ، كتاب “ذاكرة ملك” الذي هو عبارة عن حوار أجراه الصحافي الفرنسي إيريك لوران مع جلالة المغفور الحسن الثاني، مذكرا بأن دوره الشخصي تمثل في مراجعة الترجمة العربية لتكون قريبة إلى اللغة الصحافية، كما طلب منه جلالته.
وبخصوص ما يعرف بأزمة الصحافة الورقية بالمغرب، اعتبر الإعلامي السوداني أن لذلك عدة أسباب منها المنظومة التربوية التي لا تشجع على القراءة، وارتفاع تكلفة الإنتاج وتدني المداخيل المتأتية من الإشهار والتوزيع، والمنافسة من طرف الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية وخدمات الهواتف الذكية.
ويرى جبريل أن عودة الحياة إلى الصحافة الورقية رهين بتمسك الصحافي ب”حب المهنة”، داعيا ، في هذا الصدد ، إلى توعية المجتمع كرسالة يجب أن يلتزم بها الإعلامي المطالب أيضا بطرح أسئلته وفق مقولة “أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم”.
وعدد بعض أسرار العمل الصحافي مثل “توقع غير المتوقع، والتوفر على فكرة عن المعايير الصحفية، والاضطلاع بدور في نشر الحقائق حتى تزدهر الديمقراطية”.
يشار إلى أن السيد طلحة جبريل الذي ولد في أواخر خمسينات القرن الماضي بالسودان، سبق وأن عمل مراسلا صحافيا لعدد من وكالات الأنباء والمحطات التلفزية بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا، كما تولى خلال مساره المهني المسؤولية في عدة صحف ووكالات أنباء، حيث عمل سكرتيرا للتحرير في خمس يوميات مغربية. وسبق له العمل أيضا في لندن وواشنطن كمسؤول التحرير بصحيفة (الشرق الأوسط).
وصدرت لطلحة جبريل الذي حاضر في عدة جامعات مغربية حول الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية، مجموعة مؤلفات من ضمنها “أيام الرباط الأولى”، و”صحافة تأكل أبناءها”.
ويندرج هذا الملتقى ضمن برمجة غنية بمناسبة تخليد الذكرى الستين لتأسيس وكالة المغرب العربي للأنباء، التي توليها الوكالة العناية الخاصة التي تستحقها في ظل المكانة الرائدة التي تحتلها الوكالة في المشهد الإعلامي الوطني. وتتضمن هذه البرمجة، بالخصوص، سلسلة لقاءات تلامس عن قرب جوانب متعددة من قضايا الإعلام والصحافة بالمغرب.
وتأتي مشاركة الصحفي طلحة جبريل في هذا الملتقى حرصا من الوكالة على إشراك نخبة من الشخصيات الإعلامية الفذة، التي ساهمت من موقعها في بصم جوانب مضيئة في قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، في الاحتفاء بهذا الحدث الهام، حيث يشكل هذا اللقاء مناسبة متميزة لبحث آفاق جديدة وواعدة في مسار النهوض بالإعلام الوطني، والدور الأساسي والبناء الذي تضطلع به الوكالة في هذا المجال.