(و م ع)
انتخب المرشح المستقل قيس سعيد رئيسا لتونس، بعد فوزه نسبة 72.71 بالمائة من أصوات الناخبين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، التي جرت أمس الأحد بحسب النتائج الأولية الرسمية.
وكشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحافي لإعلان النتائج الأولية الرسمية مساء اليوم الاثنين، بتونس العاصمة، أن قيس سعيد (61 عاما) حصل على 72,71 في المائة من الأصوات، مقابل 27,29 في المائة لمنافسه رئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي (56 عاما).
وأظهرت النتائج الأولية الرسمية أن المرشح قيس سعيد حصل على مليونين و777 ألفا و931 صوتا في حين حصل منافسه نبيل القروي على مليون و42 ألفا و894 صوتا.
وبلغت نسبة الإقبال العامة على الاقتراع 55 بالمائة، موزعة بين 56,8 في المائة بالداخل و24,4 بالمائة بالخارج.
وبلغ العدد الإجمالي للمقترعين 3 ملايين و892 ألفا و85 ناخبا (3 ملايين و797 ألفا و739 في الداخل و94 ألفا و346 في الخارج)، من بين 7 ملايين و74 ألفا و566 مسجلا (6 ملايين و688 ألفا و513 في الداخل و386 ألفا و53 مسجلا في الخارج).
وبلغ مجموع الأوراق الملغاة 55 ألفا و348 ورقة، أما الأوراق البيضاء فبلغ عددها 15 ألفا و912 ورقة.
ومن جهة أخرى، أظهرت الاحصائيات الخاصة بنسب الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية توزعهم بين 53.6 في المائة من الذكور، في حين قدرت نسبة الناخبات داخل تونس وخارجها بـ 46.4 في المائة.
أما توزيع الناخبين وفق الفئات العمرية فكان كالتالي : 49.2 في المائة من الناخبين كانت أعمارهم فوق 45 سنة، أما الفئة الثانية من الناخبين ممن تراوحت أعمارهم بين 26 و45 سنة فكانت نسبتهم 39.2 في المائة، في حين بلغت نسبة الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة 11.6 في المائة من عموم الناخبين.
وبهذا الفوز يصبح قيس سعيد ثاني رئيس للجمهورية في تونس ينتخب بالاقتراع العام المباشر، بعد دستور 2014 وفي ظل الجمهورية الثانية، وذلك بعد الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي تحصل في انتخابات 2014 على حوالي 55 بالمائة من أصوات الناخبين.
وشهدت الانتخابات الرئاسية في تونس حضور أكثر من 17500 ملاحظ محلي وما يفوق 700 ملاحظ أجنبي.
وستقدم منظمات محلية ودولية ساهمت في ملاحظة الانتخابات تقاريرها في هذا الخصوص خلال الأيام القليلة القادمة.
وأعربت بعثة الاتحاد الاوروبي لملاحظة الانتخابات، للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، عن ارتياحها “للسير الجيد لعمليات التصويت”، أمس الأحد، في كافة مراكز الاقتراع بالبلاد، بحسب رئيس البعثة فابيو ماسيمو كستالدو، الذي اعتبر أن هذا الأمر يبرز اكتساب فرق عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “لتقاليد وخبرة”.
وسجل خلال الدور الثاني للانتخابات “ضعفا واضحا” في حضور الملاحظين التابعين للمجتمع المدني وللمرشحين المتنافسين في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.
وهنأ المرشح نبيل القروي، صباح اليوم الاثنين، منافسه قيس سعيد بنجاحه في الانتخابات الرئاسية، وعبر له عن دعمه “في كل الخطوات التي تخدم مصلحة تونس والشعب التونسي”.
وأكد قيس سعيد ليلة الأحد، بين أنصاره، عقب ظهور نتائج تقديرية أشارت إلى فوزه، أن الدولة ستستمر بقوانينها وبكل تشريعاتها وبتعهداتها الدولية.
وأضاف في هذا الخصوص “علاقاتنا ستبنى على الثقة وعلى المسؤولية وسنحرص على تجديد الثقة بين الحكام والمحكومين في إطار الدستور وباحترام كامل لقواعده”.
وعبر أستاذ القانون المتقاعد عن تشبثه بالدستور وبالقانون، قائلا في هذا الخصوص “سأعمل على أن يطبق القانون على قدم المساواة على الجميع وأولهم أنا، وليس هناك من يمكن أن يستثنى من تطبيق القانون”.
وقال المرشح للدور الثاني نبيل القروي من جهته، ليلة أمس، عقب الكشف عن نتائج استطلاعات الرأي أنه “سُجن ظلما فور إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية”.
وأضاف خلال ندوة صحفية أنه سُجن “قرابة 50 يوما ومنع من القيام بحملته الانتخابية وتم إطلاق سراحه قبل 48 ساعة من موعد الاقتراع”. وتحدث القروي عن غياب مبدأ تكافؤ الفرص أثناء الحملة الانتخابية، نافيا أن يكون الفارق الكبير بينه وبين منافسه (قيس سعيد) ناجما عن أدائه في المناظرة التلفزية قبل يومين من موعد الاقتراع.
وأشار إلى أنه سينتظر إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الرسمية لاتخاذ المواقف الملائمة بعد التشاور مع قواعد حزبه ومكتبه السياسي، مضيفا أنه “سيتموقع ضمن المعارضة، غير أنه لن يقف أمام البرامج التي يقدمها الحزب الفائز إذا ما كانت تتماشى مع برنامجه الانتخابي”. وقال إن حزبه سيفسح المجال لمن فاز في الانتخابات التشريعية لتطبيق برنامجه ولتشكيل حكومته.
وشهدت العاصمة تونس وعدد من المدن التونسية خروج الآلاف من أنصار قيس سعيد إلى الشوارع والساحات العامة للاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية.