agora.ma
وقع كل من ناصر الزفزافي، سمير اغيذ، محمد حاكي، نبيل أحمجيق، وسيم البوستاتي وزكرياء اظهشور، وهم بعض معتقلي أحداث الحسيمة، نزلاء سجن رأس الما بفاس، بيانا عقب إجراء تفتيش روتيني لزنازنهم من طرف مصالح إدارة السجن.
البيان تضمن مواقف وعبارات لا علاقة لها مع فعل تفتيش عادي روتيني تقوم به مصالح إدارات السجون، وليس فقط إدارة سجن رأس الما بفاس. وكل قارئ لهذا البيان سيستغرب، ويتساءل ماذا يحدث في عقول هؤلاء الفتية، الذين يتصورون، بل اقنعوا أنفسهم أنهم طرف في حرب دائرة بينهم وبين الدولة المغربية؟!
فقد كتبوا في البيان، عقب عملية التفتيش الروتينية: “نعتبر أن هذه الممارسات تندرج ضمن الحرب النفسية التي تنهجها الدولة المغربية علينا في سجونها وتكريسا لمنطقها السلطوي والعنصري القائم على اجتثاث وتكميم صوت اي طرف ناقد ومعارض لبنيتها التسلطية ونوعا من انواع تكتيكات التصفية من خلال الرهان على التأثير علينا نفسيا باستعراض القوة والبطش، ونعتبر المساس واهانة هويتنا ولغتنا الامازيغية سلوكا مخزنيا معبرا على نزعة الابارتيد والميز العنصري وجريمة عنصرية كاملة الاركان”.
فهل هذا كلام سجناء مغاربة كانوا ارتكبوا افعالا يجرمها القانون وأدانهم القضاء، الذي اعمل ظروف التخفيف في ملفاتهم، أم كلام “كوموندو” دولة أجنبية اعتقلت السلطات المغربية أعضاءه؟!
عن أي تعذيب وعن اي انتقام وعن أي تهديد لحياتهم داخل السجن وعن اي تمييز عنصري والابارتيد، يتحدث أفراد هذا “الكوموندو” غريب الأطوار والمواقف؟!
يوم 4 أكتوبر الجاري، عمم “الزفزافي الأب” الذي لم يعد يختلف في شيء عن “صحاف العراق”، عبر حائطه الفيسبوكي، بعضا من بنات أفكاره وافكار إبنه، “هاشتاج” يقول:”الريف بين الحصار المخزني وصمت المنتظم الدولي”!!، جاء هذا لمجرد عدم تلقيهم جوابا عن مطالبتهم بإسقاط الجنسية المغربية عنهم!!
قانون السجون، موجود ليسري على الجميع، فليس هناك “سجناء فوق العادة” وسجناء دون ذلك. أما الشعارات السياسية وشبه عسكرية التي لا يتردد بعض معتقلي أحداث الحسيمة، فتؤكد بالملموس أن قيادتهم لاحتجاجات الحسيمة لم يكن هدفها مطالب اجتماعية واقتصادية، بل كانت ترمي إلى أهداف مبيتة ومقيتة.