(و م ع)
احتضن مقر وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، اليوم الاثنين، حفل اختتام فعاليات الدورة الثانية عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، الذي نظمته الوكالة، في الفترة ما بين 15 و 28 غشت الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وتميز حفل اختتام هذه الدورة، التي تحمل اسم “صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا أسماء”، بتقديم أطفال القدس لفقرات فنية عكست تنوع وغنى التراث الشعبي الفلسطيني، توجت بأنشودة “للمغرب سلام من أرض السلام” التي رددها الأطفال كعربون محبة وتقدير للمملكة المغربية ولشعبها الأبي، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وكان الأطفال المقدسيون لدى وصولهم لمقر مبنى الوكالة قد قاموا بعملية سقي رمزية لأشجار الزيتون التي استقدمها زملاؤهم العام الماضي من القدس، وزرعوها أمام المبنى، وذلك في إطار حث الناشئة على احترام الطبيعة وعناصر التوازن البيئي في التجمعات السكنية، ولاسيما في القدس، التي يوليها جلالة الملك أهمية خاصة.
وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، السيد محمد سالم الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدورة شكلت محطة استفاد خلالها أطفال القدس ومرافقيهم من برنامج متنوع توزعت فقراته على مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة وتطوان وشفشاون، مما سمح لهم بالتعرف، عن كثب، على المعالم التاريخية والمواقع السياحية والاقتصادية للمملكة، وكذا تاريخ هذا البلد العريق، وحضارته، وعمرانه، وعادات وتقاليد أهله.
وأبرز أن حظوة أطفال القدس بلغت مداها، خلال استقبالهم من طرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وذلك بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مما يكرس عناية جلالته الموصولة بالمدينة المقدسة وبأهلها المرابطين.
وأكد أن هذه الدورة شكلت أيضا فرصة ليكتشف هؤلاء الأطفال “ارتباط المغاربة العاطفي والمبدئي والثابت” بالقدس وبفلسطين، والذي يزيد عن 800 عام، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مذكرا بالترابط بين الشعبين الشقيقين الذي تعكسه زيارات هؤلاء الفتية والفتيات الذين سيحملون المغرب مستقبلا في وجدانهم وفي قلوبهم.
وفي هذا السياق، عبر أطفال القدس المشاركون في الدورة، عن افتخارهم بالحضور إلى المغرب، وإعجابهم بالبلد وبأهله، وجسدوا هذا الفرح بمشاركتهم الشعب المغربي أفراحه بالأعياد الوطنية التي تزامنت مع فترة إقامتهم في المغرب، فرددوا النشيد الوطني المغربي إلى جانب النشيد الفلسطيني، وأبدعوا “رقصة دبكة” على أنغام أغنية “نداء الحسن”.
كما أعربوا عن استمتاعهم بمناظر العمارة والبنيان في المدن العتيقة لطنجة وتطوان، وبألوان، شفشاون، وإعجابهم بتلقائية المغاربة وأسلوب عيشهم، وتنوع ألسنتهم، وبالتنوع الطبيعي والجغرافي للبلد وتاريخه، وثقافته في اللباس، والطبخ، والموسيقى والفنون.
ومما جاء في النداء الذي ألقاه أحد المستفيدين من المخيم الصيفي بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف “ويشعر أطفال القدس بأنهم أصبحوا يحملون المغرب في قلوبهم وفي وجدانهم وسيرددون القصص والحكايات لأقرانهم ولأهلهم في القدس عما رأوه وسمعوه عن تاريخ هذا البلد وعن حضارته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وعن مسيرته الاقتصادية الزاهرة التي تتجلى بعض مظاهرها في المطارات والطرق والموانئ والملاعب الرياضية، ومشاريع السكك الحديدية والقطار فائق السرعة”.
وتميز حفل اختتام هذه الدورة، الذي حضره على الخصوص عدد من الرياضيين والفنانين المغاربة وممثل عن السفارة الفلسطينية بالرباط وأعضاء من الجالية الفلسطينية، تسليم شهادات وهدايا للأطفال المقدسيين تتويجا لمشاركتهم الفعالة، كما تم تكريم السفير المغربي السابق والمستشار الديبلوماسي بوكالة بيت مال القدس، مولاي المهدي العلمي، تلته تلاوة برقية شكر وتقدير مرفوعة باسم أطفال القدس ومؤطريهم إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
وعرف برنامج هذه السنة تنظيم عدد من الأنشطة الترفيهية والفعاليات التربوية، والمسابقات الفنية والرياضية، والورشات التعبيرية، وزيارات التبادل لمخيمات الأطفال المغاربة المنظمة تزامنا مع الدورة، فضلا عن برنامج الاستجمام، والرحلات التعليمية والتثقيفية.