“البيجيدي” يدق ناقوس الخطر بشأن صفقة تحلية مياه البحر وشبهات تنازع المصالح
(و م ع)
المضيق – نظم الحرس الملكي بمدينتي المضيق وتطوان، مساء أمس الثلاثاء، طواف المشاعل التقليدي وعروضا جماعية بديعة بمناسبة الاحتفاء بعيد الشباب.
وبالمناسبة، جابت تشكيلات من موسيقيي ومشاة حملة السلاح وحملة المشاعل وخيالة الحرس الملكي أهم شوارع مدينة المضيق، انطلاقا من الإقامة الملكية إلى ساحة الكورنيش، وكذا شوارع مدينة تطوان، انطلاقا من القصر الملكي العامر، مرورا عبر ساحة مولاي المهدي، وشوارع 10 ماي، وموريتانيا، ومحمد الخامس، إلى ساحة الحمامة، على وقع نغمات عسكرية وأخرى من ريبيرتوار الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية، التي تؤرخ لفترات مجيدة من تاريخ المملكة.
وشد هذا الطواف اهتمام وأنظار سكان وزوار مدينتي المضيق وتطوان الذين توافدوا بالآلاف على أهم ساحات وشوارع المدينتين، حيث أضفى المشاة والخيالة حملة المشاعل للحرس الملكي رونقا بديعا على شوارع المدينتين من خلال رسم لوحات فنية رائعة، امتزجت فيها أنوار المشاعل بألوان الأزياء التقليدية والحركات المتناسقة في استعراض الطواف بالمشاعل.
وبنفس المناسبة، أبدعت تشكيلة من عناصر الحرس الملكي في تقديم لوحات استعراضية وعروض جماعية رائعة أثارت إعجاب واستحسان الجمهور الحاضر، الذي حج بكثافة إلى مدينتي المضيق والحمامة البيضاء، حيث جسد عناصر الحرس الملكي أحد أعرق المظاهر الاحتفالية التقليدية الأصيلة بالمغرب وقدموا لوحات كوريغرافية وهندسية بتقنيات بديعة وحنكة كبيرة نالت إعجاب الجمهور الواسع .
ويعتبر الطواف بالمشاعل من بين مظاهر الإبداع المغربي المتفرد والأصالة المغربية، على اعتبار أن هذا الطواف، الغني بدلالاته ورمزيته التراثية والجميل في أدائه، أضحى تقليدا سنويا دأب على إنجازه بإتقان الحرس الملكي منذ سنوات عديدة، خاصة خلال الاحتفال بعيدي العرش والشباب.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الطواف بالمشاعل بمناسبة عيد العرش لأول مرة سنة 1947 انطلاقا من القصر الملكي بالرباط ليجوب أهم شوارع المدينة، على وقع نغمات الموسيقى العسكرية وفق نظام محكم.
ويتنافس حملة المشاعل والخيالة والموسيقيون على حد سواء لجعل بذلاتهم في أبهى حلة، وتقديم أجمل العروض لإمتاع الجمهور ومشاركة الشعب المغربي احتفالاته بالأعياد الوطنية التي لها وقع خاص في نفوس المغاربة من كل الأجيال.
ومنذ سنة 1992، تم إغناء الطواف بالمشاعل باستعراض عسكري في المدينة التي تحتضن الاحتفالات الرسمية، لكن قبل ثلاث سنوات، أدخل الحرس الملكي عروضا كوريغرافية مقدمة من عسكريين شباب على هذا الطواف الذي صار يجتذب كل سنة الآلاف من المتفرجين، وهي عروض مصممة من طرف الحرس الملكي وتتطلب دقة متناهية لرسم لوحات بحركات الجنود.
ويرمز هذا الطواف البديع، الذي شهدت على تفرده العديد من المدن المغربية، إلى تشبث المغاربة بتقاليدهم العريقة، وهو ما تعكسه دائما الأعداد الكبيرة التي تتوافد سنويا من أجل مشاهدته.