ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
(و م ع)
الدريوش – نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس الأحد بالدريوش، مهرجان خطابيا وتكريميا بمناسبة الذكرى ال 98 لمعركة أنوال.
وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري، في كلمة بالمناسبة، إن الشعب المغربي، وفي مقدمته أسرة المقاومة والتحرير، يحيي من خلال الاحتفال بهذا الانتصار التاريخي واحدا من الأحداث الكبرى التي صارت مرجعا في سجلات الاستراتيجيات العسكرية.
وأضاف السيد الكتيري أن هذه المعركة ستبقى حدثا بارزا في ذاكرة الأمة المغربية التي تحتفل كل سنة بهذه الذكرى لاستحضار التضحيات التي بذلها المقاومون في خدمة الوطن.
في هذا السياق، أشار المندوب السامي إلى أن الاحتفال بهذا الحدث الخالد يحمل عددا من الدلالات والأهداف التي يتعين على الأجيال الصاعدة استيعاب دروسها وعبرها لكي تتربى على قيم الوطنية الرفيعة والمواطنة الإيجابية والاعتزاز بالانتماء الوطني.
واعتبر أن معركة أنوال كانت امتدادا لمقاومة وكفاح سكان شمال المغرب ومنطقة الريف ضد الوجود الاستعماري وأطماع الاحتلال الأجنبي، لافتا إلى أن الزعيم عبد الكريم الخطابي وأبناء المنطقة قدموا أفضل مثال عن الوطنية الصادقة والتمسك بقيم الشجاعة والكفاح من أجل استقلال المغرب.
وكانت المندوبية السامية قد أبرزت، في مقال لها، بأنه منذ مطلع القرن العشرين، وتحديدا منذ 1907 وإلى 1912، قاد المقاوم الشريف محمد أمزيان حركة ثورية بطولية في مواجهة الغزاة، وخاض غمار عدة معارك ضارية ضد قوات الغزو الأجنبي، حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا في وجه الاحتـلال الأجنبي إلى أن سقط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912.
وأضافت أن مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي جاءت كامتداد لهذه المقاومة الريفية في الزمان والمكان، حيث استطاع بفضل كاريزميته وشخصيته القوية هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيكيا، لتشمل مناطق الشمال بكاملها.
وتميزت حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية بدقة وإحكام التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان.
وشدد السيد الكتيري على أن معركة أنوال كانت من بين المحطات الكبرى لحركة التحرر التي مهدت الطريق إلى بروز الحركة الوطنية بزعامة المغفور له محمد الخامس لتحرير المغرب، والتي واصل على خطاها وريث سره المغفور له الحسن الثاني، ومن بعدهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز المكتسبات واستكمال الوحدة الترابية.
على صعيد آخر، توقف السيد الكتيري عند الجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، بمعية شركاء آخرين، من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية للمغرب.
وقال إن “ملاحم الشعب المغربي على طريق التحرير والاستقلال تشكل أساس الهوية الوطنية”، داعيا إلى الحفاظ على هذا التاريخ المجيد والعمل على التعريف به لدى الأجيال الصاعدة.
كما جدد المندوب السامي التأكيد على التجند الدائم لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وكافة مكونات المجتمع المغربي، من أجل الدفاع عن القضية الوطنية، مبرزا في السياق الإجماع الوطني على الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة وتعزيز المكتسبات المحققة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعرف الحفل، الذي نظم بحضور عامل إقليم الدريوش، محمد رشدي، وعدد من المنتخبين والمقاومين وشخصيات محلية، منح أوسمة ملكية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى جانب تكريم آخرين بهذه المناسبة، وتسليم مساعدات مالية واجتماعية لفائدة عدد من المقاومين وذوي حقوقهم.