وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكشف عن أول أيام شهر جمادى الأولى لعام 1446
إقليم الفحص-أنجرة – أكد رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط السيد فؤاد البريني، اليوم الجمعة، أن المركب المينائي طنجة المتوسط تكريس لطموح ملكي إرادي ومتبصر، مبرزا أن الموقع الذي يحتضن هذا المشروع، والذي أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عند تقاطع الطرق البحرية، أثبت صوابه ونجاعته.
وأبرز السيد البريني في كلمة ألقاها بمناسبة حفل إطلاق العمليات المينائية طنجة المتوسط 2، الذي ترأسه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن هذا المركب يزود المملكة ببنية تحتية من المستوى العالمي بمضيق جبل طارق، ويجعل من المغرب فاعلا مينائيا وصناعيا من المستوى الأول بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أن القرار المتبصر لجلالة الملك بإطلاق دراسات ثم أشغال ميناء طنجة المتوسط 2، منذ نهاية العقد الفارط، في ظرفية كانت تعيش خلالها الاقتصادات الأكثر تطورا على وقع الأزمة والشك، مكن ميناء طنجة المتوسط من مضاعفة قدراته ثلاث مرات، عبر الانتقال من 3 ملايين إلى 9 ملايين حاوية في السنة، مشيرا إلى أن ميناء طنجة المتوسط يمتلك حاليا أكبر طاقة استيعابية مينائية بالحوض المتوسطي.
وأشار السيد البريني إلى أنه من خلال ربط المغرب بـ 77 بلدا و186 ميناء، ساهم ميناء طنجة المتوسط في تموقع المملكة على الساحة البحرية الدولية، والارتقاء بها من المركز الـ 83 إلى المركز الـ 17، وذلك في ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وذكر رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، بهذه المناسبة، بأن ميناء طنجة المتوسط يعد أول أرضية تصدير-استيراد بالمملكة، بتدفق بلغت قيمته الإجمالية 317 مليار درهم سنة 2018.
وبرسم نفس السنة -يقول السيد البريني- قام ميناء طنجة المتوسط 1 بمعالجة 3,4 مليون حاوية، بما مكنه من التموقع كأول ميناء بإفريقيا متقدما على ميناء بور سعيد على قناة السويس وداربن بجنوب إفريقيا، مضيفا أن طنجة المتوسط كان أول ميناء إفريقي يحصل على علامة “إيكو-بور”، التي تميز التجهيزات التي تحترم المعايير البيئية لمنظمة الموانئ البحرية الأوروبية.
وقال “ولغاية اليوم، عرفت مناطق الأنشطة بميناء طنجة المتوسط، أيضا، استقرار أزيد من 912 مقاولة في مجالات الصناعة واللوجيستيك والخدمات، ما مكن من إحداث أكثر من 75 ألف منصب شغل مباشر”.
وحرص السيد البريني على التأكيد أن ميناء طنجة المتوسط أضحى، أيضا، ميناء الدخول الأول لمغاربة العالم، والذين ما فتئ جلالة الملك يحيطهم بعنايته السامية، لافتا إلى أن ميناء طنجة المتوسط، يعد فاعلا ملتزما لفائدة التنمية البشرية، وذلك بفضل مشاريع من قبيل إعادة تأهيل المدارس، أو تسهيل الولوج إلى المياه الصالحة للشرب، أو برنامج شواطى نظيفة.
وأعلن السيد البريني أن زخم التنمية سيتواصل تحت قيادة صاحب الجلالة، لفائدة برنامج استثماري جديد بقيمة 9 ملايير درهم، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الاستثماري يهدف إلى مواكبة نمو الصادرات المغربية، الصناعية منها والفلاحية، من خلال توسيع قدرات المعالجة المينائية، وتهيئة مناطق تسهيل جديدة، لاسيما للنقل الدولي البري.
وأبرز أن هذه الدينامية ستمكن من المساهمة في تحسين التنافسية اللوجيستية للقارة الإفريقية، وتأكيد اندماج المغرب في أبرز الممرات اللوجيستية العالمية، من خلال تمكين ميناء طنجة المتوسط في أفق قريب من التموقع ضمن أفضل 20 ميناء دوليا للحاويات بالعالم.
ولم يفت السيد البريني التذكير بأنه، وبعد انقضاء 12 سنة منذ الانطلاق الفعلي للمشروع، فإن النموذج المبتكر لحكامة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط يستحضر بشكل منتظم ضمن أفضل الممارسات العالمية، كمشروع هيكلي ومندمج، لاسيما في ما يتعلق بالشراكة خاص-عام والمبادرات الصناعية-المينائية.
وتابع بالقول “إلى حدود اليوم، تم استثمار أكثر من 88 مليار درهم، 53 مليار منها كانت من طرف العملاء الخواص”، مشيرا إلى أن زخم التنمية الذي تعرفه منطقة شمال المملكة، والتي تعد أرضية غنية بالإمكانيات، سيعرف دينامية جديدة بفضل البرنامج الطموح لمدينة محمد السادس طنجة-تيك، والتي سيتم تطويرها بانسجام تام مع المشاريع المينائية واللوجيستية لميناء طنجة المتوسط.