فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
على بعد 20 كلم عن شمال مدينة ميدلت يوجد مركب نور للطاقة الشمسية الذي من المنتظر أن يبدأ بناء مشروعه الأول “نور ميدلت 1” في خريف السنة الجارية.
وقد تمت تهيئة البنيات التحتية لمركب نور ميدلت ليحتضن المشاريع الطاقية التي ستقام على أرضيته، وذلك على مساحة تقارب 4 آلاف هكتار، وفي سياق الاستعداد لإقامة مشروع “نور ميدلت 1” الذي يعد أولى محطات توليد الكهرباء الهجينة المعلن عنها.
وتعتبر الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) أنها تعمل، من خلال تثمين الطاقات المتجددة، على إحداث قوة هائلة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمغرب وخارجه.
وفي هذا الصدد، قال السيد حاتم الهيان، مكلف بالمشاريع-البنيات التحتية لدى الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه البنيات التحتية التي شيدت بالمركب لها تأثيرات اقتصادية واجتماعية على سكان المنطقة.
وبعدما أكد أن أشغال البنيات التحتية، التي بدأتها وكالة (مازن) في سنة 2017، تهدف إلى تهيئة المركب، أبرز أنه كان لها وقع إيجابي على الساكنة من خلال توفير 300 فرصة عمل مباشر واستفادة شركات محلية من عمليات المناولة.
وأشار إلى أنه تم إنشاء مجموعة من الطرق بطول 40 كلم التي تتيح الوصول إلى المركب وإلى سد الحسن الثاني، وتساهم في فك العزلة على القرى المجاورة لهذا المركب والسكان المحليين الذين يمكنهم استعمالها بشكل مرن وسريع.
بالإضافة إلى ذلك، فقد بنيت تجهيزات هيدروليكية تضم شبكة مائية بطول 15 كلم، وخزانا مائيا يستوعب 12 ألف متر مكعب من مياه سد الحسن الثاني التي تصل إليه عبر قنوات تحتية أرضية شيدت لهذا الغرض، إذ سيستعمل في أغراض متعددة تهم، على الخصوص، المساهمة في سلسلة إنتاج الكهرباء وتنظيف الألواح الشمسية والقيام بعمليات التبريد.
كما انتهت أشغال بناء خط كهربائي متوسط الجهد بطول 50 كلم، ومنشأة فنية قادرة على تحمل أكثر من 500 طن، إضافة إلى بنيات تحتية قيد الإنجاز خاصة بالكهرباء والاتصالات، وسياج على طول 30 كلم، وكذا طرق داخلية على طول 19 كلم.
وقامت وكالة (مازن) أيضا بإنجاز بنيات تحتية أخرى، على طول 15 كلم، من شأنها الحماية من الفيضانات والانجرافات.
وقد أسند مشروع “نور ميدلت 1” إلى اتحاد (كونسورسيوم) تقوده المجموعة الفرنسية “أو دي إف” للطاقات المتجددة، ويتكون من الشركة الإماراتية “مصدر” والمغربية “غرين أوف أفريكا”.
وتبلغ الطاقة الإجمالية لهذا المشروع 800 ميغاواط، وقدرة تخزين تبلغ 5 ساعات، حيث يتعلق الأمر بمحطة توليد الكهرباء الهجينة التي تجمع بين تقنية أنظمة الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهرو-ضوئية من أجل إنتاج طاقة كهربائية مستدامة.
وسيمكن هذا الأمر من تقوية الأداء وتحسين إنتاج المحطة وتقليص ثمن الكيلوواط في الساعة، أي بتسعيرة أكثر تنافسية تبلغ 0,68 درهم للكيلوواط في الساعة خلال ساعة الذروة.
وخصص للمشروع استثمار إجمالي بنحو 7,57 مليار درهم بتمويل من قطب من المؤسسات المالية، بما في ذلك بنك الائتمان لإعادة الإعمار، والبنك الأوروبي للاستثمار، والوكالة الفرنسية للتنمية، والمفوضية الأوروبية، والبنك الدولي، وبنك التنمية الإفريقي، وصندوق التكنولوجيا النظيفة.
وكانت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) قد أكدت، في وقت سابق، أن برامج التنمية والمشاريع المتكاملة التي نفذتها تساهم في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في بلوغ، في أفق سنة 2030، مزيج من الكهرباء، 52 في المائة منه من أصل طاقي متجدد.
وأشارت إلى أنه في نهاية سنة 2018، تم بلوغ 1.215 ميغاوات توجد قيد التشغيل في الطاقة الريحية، و1.770 ميغاوات في الطاقة المائية وأكثر من 700 ميغاوات في الطاقة الشمسية.
(و م ع)