فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
agora.ma
أمر طبيعي أن يتقبل ويتفهم المرء ردات فعل أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، أحد معتقلي أحداث الحسيمة، حين لا تخرج عن سياق تأثر أب لاعتقال إبنه وإدانتة ببعض المنسوب إليه من أفعال يجرمها القانون.
لكن، وللأسف، تأكد من خلال تسلسل الأحداث في قضية معتقلي أحداث الحسيمة، أن “الزفزافي الأب” مجرد تاجر في محن جميع المعتقلين بمن فيهم ابنه.
سارع أحمد الزفزافي إلى تأسيس “جمعية استرزاقية” بمجرد إعلان الوكيل العام للملك بالحسيمة عن اعتقال مجموعة من الأشخاص الذين حرضوا بعض المتظاهرين على إعمال التخريب في الممتلكات العامة والخاصة، والهجوم على القوات العمومية بالحجارة والقنينات الحارقة، قبل أن يتضح للنيابة العامة والسلطات الأمنية أن بعض معتقلي أحداث الحسيمة عملوا وخططوا للمس بأمن الدولة الداخلي.
أطلق أحمد الزفزافي العنان لحقده وصار يستجمع الأنصار من الداخل والخارج، وكان الهدف من حملاته وجولاته هو تسلم الأموال بالدرهم والعملة الصعبة بإسم الجمعية التي روج لها بكونها تناصر “حراك الريف”.
أحيل المتهمون على المحكمة الجنائية الإبتدائية بالدار البيضاء، وشهد الجميع على توفر شروط المحاكمة العادلة، بل إن المعتقلين وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، هم الذين تجاوزوا حدود هذه المحاكمة بتعاليهم على المحكمة، ومحاولة فرضهم لأمزجتهم الفوضوية داخل السجن وفي قاعة المحكمة.
اعملت المحكمة مقتضيات ظروف التخفيف في هذه القضية، فأصدرت أحكامها الإبتدائية. لكن أحمد الزفزافي ومناصروه (لحاجات في أنفسهم) في الداخل والخارج نظموا حملة شرسة استهدفت القضاء ومؤسسات الدولة، ليتضح بالملموس أن أحمد الزفزافي لم يكن يتصرف بنية آب تأثر لاعتقال إبنه، بل بأساليب حاقدة خططت لاستمرار الفوضى والعصيان وتجاوز كل مقتضيات القانون.
وسرعان ما تحول “الزفزافي الأب”، بعد الاغتناء بمحن معتقلي أحداث الحسيمة، وبعد تأييد محكمة الإستئناف للأحكام المخففة الصادرة في حقهم إبتدائيا، (تحول) إلى منظر وداعية يعطي الدروس في “كيف يجب أن تتصرف الدولة”، ويطلق فتاوى في أساليب تجاوز القانون، ويبتز مؤسسات الدولة لتضع له قانونا خاصا به.
لم يقف “الزفزافي الأب” عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى توزيع “نغمات انفصالية”، وهو يصف مدينة الحسيمة ب”المدينة المقدسة”، وأبناءها ب”الاشاوس”.
كل مدن المغرب عظيمة، وكل المغاربة أشاوس، وكلهم قاوموا الإستعمار بكل أشكاله.