فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
أجرى الحوار: نوفل النهاري/و م ع/
نيويورك – قال الممثل الأعلى لتحالف الحضارات في الأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، إن زيارة قداسة البابا فرانسيس إلى المغرب تعد “تاريخية” وتمثل عرفانا بالمكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة وجلالة الملك محمد السادس، وكافة مكونات المجتمع المغربي ضمن الأولويات التي يرغب قداسة البابا في تحقيقها.
وأكد السيد موراتينوس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة تعكس أيضا إرادة قائدين بارزين، قداسة البابا فرانسيس وجلالة الملك محمد السادس، واللذين أرسيا نهجا يقوم على إظهار أن الانتماء إلى ديانة أو ثقافة ما “لا ينبغي أن يكون عائقا، بل عنصر تفاهم واحترام متبادلين”.
وأضاف الرئيس السابق للدبلوماسية الإسبانية أن “هذا الأمر من شأنه تعزيز العلاقات أكثر في عالمنا”، مشددا على أهمية احترام التنوع الثقافي والديني كعنصر أساسي في احترام الآخر، وكذلك الحوار باعتباره أداة للعيش المشترك.
وبعد أن أشار إلى أن البابا فرانسيس وقع في فبراير الماضي بأبوظبي، إلى جانب شيخ الأزهر “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي تدعو بشكل خاص إلى حرية المعتقد والتعبير وحماية أماكن العبادة، اعتبر الممثل السامي لتحالف الحضارات أن زيارة البابا للمغرب تتماشى مع رسالة احترام العيش المشترك هاته.
وقال إن زيارة قداسة البابا إلى المملكة تذكر وتظهر بجلاء “كيف صنعت الأديان والثقافات المختلفة بوتقة هذه الأمة العظيمة التي هي المغرب”، مبرزا أن المملكة “لطالما كانت أرض التعايش والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات التوحيدية، الذين عاشوا فيها دائما في سلام وأمن”.
واعتبر موراتينوس أن هذا دليل على أن رسالة البابا في أبو ظبي “تتعلق بحقيقة ثابتة، وهذه الحقيقة تعبر عن نفسها بجلاء في المغرب”.
وفي معرض حديثه عن “نداء القدس “، أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات أن جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، وقداسة البابا فرانسيس هما الشخصيتان المؤهلتان أكثر من غيرهما لإطلاق هذا النداء، “في لحظة حساسة للغاية تتسم بالتوترات، وتبرز فيها تساؤلات حول مستقبل المدينة المقدسة”.
ويرى موراتينوس، المبعوث الخاص السابق للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط أن مضمون “نداء القدس” “عادل ووجيه للغاية، على اعتبار أن المدينة المقدسة ليست حكرا على ديانة أو شعب أو ثقافة بعينها”، مضيفا أن “القدس هي عاصمة عالمية للأديان والثقافات”، وأن “الاستيلاء على هذه المدينة من هذا الطرف أوذاك لن يجلب السلام والاستقرار للمنطقة”.
ولذلك، يقول السيد موراتينوس، فإن “نداء القدس” يظل “دعوة واضحة وضرورية، يجب أن تحث جميع السياسيين على التفكير مليا قبل اتخاذ القرارات السياسية”.
وأعرب عن الأسف لكون “الطابع الروحي للقدس أدرج بشكل متأخر جدا في المفاوضات السياسية” بين طرفي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الطابع الروحي والديني للمدينة المقدسة تم تناوله “فقط في الرمق الأخير من مفاوضات كامب ديفيد الثانية”.
وخلص موراتينوس إلى أنه “من الضروري إبراز الطابع الروحي والديني للقدس إذا كنا نود تحقيق سلام دائم في المنطقة”.