أكد رئيس جامعة مندايلنج بسومطرة الشمالية في إندونيسيا، السيد توركيس لوبيس، أن زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب تشكل اعترفا بالنموذج المغربي لإسلام معتدل يدعو إلى التعايش والسلام في احترام تام للقيم الإنسانية الكونية.
وأبرز السيد لوبيس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب، أن “الملوك العلويين كرسوا، عبر التاريخ، مقاربة دينية تنبني على التعايش السلمي بين المسلمين، والمسيحيين، واليهود، في احترام كامل للقيم الإنسانية الكونية”.
وأشار الأكاديمي الدبلوماسي، خريج جامعة الأزهر الشريف، إلى أن اختيار المغرب للقيام بزيارة رسمية للبابا فرنسيس لم يكن صدفة، وإنما يأتي كاعتراف بخصوصية المملكة التي تمثل نموذجا للإسلام الوسطي، وللتسامح واحترام التعددية. وأضاف السيد لوبيس، أن “هذه الزيارة التاريخية مهمة للغاية في التأكيد للعالم الغربي بأن الإسلام الأصيل هو دين سلام ورحمة، ولا علاقة له بالصور النمطية الشائعة”، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على أكثر من أربعين كنيسة بعضها تقع بالقرب من المساجد.
وأشاد الخبير الإندونيسي بالتعددية الهوياتية والثقافية للمملكة، مشيرا إلى أن اليهود والمسيحيين الذين يعيشون في المغرب يتمتعون بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
وأبرز الأكاديمي الإندونيسي، وهو أيضا خريج جامعة محمد الخامس بالرباط، أن “جلالة الملك محمد السادس قام بدور فعال في تكريس مبادئ الاعتدال والتسامح الديني في المملكة، وذلك من خلال، على الخصوص، تبني هذه المبادئ في المناهج الدراسية منذ المراحل الأولى من التعليم الأساسي”.
وأكد أن جهود المملكة من أجل معرفة أفضل بالتعاليم الدينية الأصيلة سواء في الشرق أو الغرب هي مقاربة فعالة لصالح مجتمع يسوده السلم والتعايش بغض الطرف عن تنوع الانتماءات، مشيرا في هذا الصدد إلى المبادرة الملكية بإحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، والذي يشكل أرضية لنشر قيم الاعتدال والتسامح. وخلص السيد لوبيس إلى أن اللقاء بين أمير المؤمنين، سليل النبي محمد (صلعم)، والبابا فرنسيس، القائد الروحي لـ1,3 مليار من الكاثوليك، يمثل أفضل تجسيد للإرادة المشتركة لمحاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا.